مشهد لا ينسي في فيلم الايدي الناعمة، البرنس يسأل ابن بائع البسبوسة عن عمله، فيجيب : التحقت بوزارة الخارجية، الفيلم لم يكن يرصد الواقع، بقدر ما يبشر بالتحولات التي تحملها رياح ثورة يوليو الوليدة آنذاك، لكن الحلم احتاج نحو ستة عقود ليتحقق. انتحر متفوقون، واكتأب من اكتأب، وهاجر آخرون فراراً من ظلم فادح، وكل ذنب هؤلاء أنهم حُرموا من حقهم في دخول جنة الخارجية، لا لشيء سوي ارتكابهم جريمة الانتماء لأسر فقيرة كادحة، اقتطعت من لحم الحي لتؤهل ابناءها علمياً، فيكون التعليم الجسر الذي يعبرونه إلي طبقة أرقي. اخيراً، انقلب المشهد، أو بدقة اعتدل الميزان، واسفرت اختبارات الخارجية عن اجتياز شباب ينتمي لعائلات بسيطة، عتبة الوزارة التي استعصت عليهم طويلاً، وبالمقابل كان الرسوب حليف ابناء الاكابر من سفراء ووزراء، بعكس ما ظل سائداً، ربما منذ أصبح في مصر وزارة للخارجية! لم يعد حلم بائع البسبوسة وابنه مجرد مشهد خيالي في فيلم رومانسي، وتحقق الكثير مما حمله شعار ثورة يناير ومطالبها، لاسيما ما يتعلق بالكرامة والعدالة الاجتماعية. ما حدث في الخارجية يجب ألا يكون تغريداً خارج السرب، فمازال في مواقع مرموقة عديدة من يتحيز للتمييز الطبقي لصالح ابناءالمترفين، ولعل أقرب ما يمكن استدعاؤه هنا، ما حدث في اختبارات مجلس الدولة حيث تم استبعاد ابناء الغلابة، وكنت اتصور أن سدنة العدالة هم الأولي باقامة ميزان الحق لا إهداره، بدعاوي لا تتفق مع روح الثورة، أو رياح عصر لا يعترف إلا بالكفاءة والتفوق، فيكون الانسان شفيع نفسه بجهده، لا بانتمائه الطبقي. مشهد لا ينسي في فيلم الايدي الناعمة، البرنس يسأل ابن بائع البسبوسة عن عمله، فيجيب : التحقت بوزارة الخارجية، الفيلم لم يكن يرصد الواقع، بقدر ما يبشر بالتحولات التي تحملها رياح ثورة يوليو الوليدة آنذاك، لكن الحلم احتاج نحو ستة عقود ليتحقق. انتحر متفوقون، واكتأب من اكتأب، وهاجر آخرون فراراً من ظلم فادح، وكل ذنب هؤلاء أنهم حُرموا من حقهم في دخول جنة الخارجية، لا لشيء سوي ارتكابهم جريمة الانتماء لأسر فقيرة كادحة، اقتطعت من لحم الحي لتؤهل ابناءها علمياً، فيكون التعليم الجسر الذي يعبرونه إلي طبقة أرقي. اخيراً، انقلب المشهد، أو بدقة اعتدل الميزان، واسفرت اختبارات الخارجية عن اجتياز شباب ينتمي لعائلات بسيطة، عتبة الوزارة التي استعصت عليهم طويلاً، وبالمقابل كان الرسوب حليف ابناء الاكابر من سفراء ووزراء، بعكس ما ظل سائداً، ربما منذ أصبح في مصر وزارة للخارجية! لم يعد حلم بائع البسبوسة وابنه مجرد مشهد خيالي في فيلم رومانسي، وتحقق الكثير مما حمله شعار ثورة يناير ومطالبها، لاسيما ما يتعلق بالكرامة والعدالة الاجتماعية. ما حدث في الخارجية يجب ألا يكون تغريداً خارج السرب، فمازال في مواقع مرموقة عديدة من يتحيز للتمييز الطبقي لصالح ابناءالمترفين، ولعل أقرب ما يمكن استدعاؤه هنا، ما حدث في اختبارات مجلس الدولة حيث تم استبعاد ابناء الغلابة، وكنت اتصور أن سدنة العدالة هم الأولي باقامة ميزان الحق لا إهداره، بدعاوي لا تتفق مع روح الثورة، أو رياح عصر لا يعترف إلا بالكفاءة والتفوق، فيكون الانسان شفيع نفسه بجهده، لا بانتمائه الطبقي.