أين قضايا البطالة، وطوابير رغيف الخبز، والغلاء المعيشي، وتردى الأوضاع الصحية من أجندة برلمان الثورة؟ ذلك هو التساؤل الذي طرحته رئيس المجلس القومي للمرأة السفيرة مرفت تلاوى. وجاء ذلك أثناء لقاءها بالسادة رؤساء تحرير الصحف والمجلات خلال فعاليات المائدة المستديرة التي نظمها المجلس بهدف تبادل الرؤى والأفكار بشأن التصدي للهجمة الشرسة التي تتعرض لها حقوق المرأة، وتصاعد الدعاوى التي تستكثر علي المرأة ما حصلت عليه من حقوق اجتماعية واقتصادية بجهدها ونضالها عبر سنوات. وشددت السفيرة مرفت تلاوى على رؤساء تحرير الصحف والمجلات - بوصفهم قادة الفكر داخل المجتمع - عدم الانسياق خلف التيارات التي تختزل المرأة في قوانين الأحوال الشخصية فحسب. وأوضحت أن جوهر الأمر لا يتمثل في مناقشة تعديل قوانين الخلع، أو النفقة، أو خفض سن الزواج، وإنما شكل الدولة وقواعدها ومساعي الرجوع بمصر 200 سنة للخلف، مشددة على أن سقوط المرأة يعنى سقوط الدولة المدنية، مطالبة وسائل الإعلام بتناول قضية المرأة بوصفها إنسان ومواطن فاعل في كافة النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية داخل المجتمع . ونوهت السفيرة إلى أن المجلس سوف يرصد أداء البرلمان فيما يخص الموضوعات، ومشروعات القوانين المُثارة داخل لجان مجلس الشعب، ومطابقتها بما يتسق مع الشريعة الإسلامية، ورؤية الأزهر الشريف بوصفه يمثل الوسطية في الدين. وأضافت أن المجلس يبحث مع الأزهر الشريف حاليا القوانين المجحفة لحقوق المرأة والتي لم تُثار بعد بغية تعديلها، مؤكدة على تمسك المجلس بالحقوق التي يكفلها الإسلام للمرأة حيث كرمها و أعطاها حقوقاً لم تأخذها من قبل، ولم تحصل عليها حتى في المجتمعات الحديثة . وبشأن قضية ختان الإناث أكدت أنه ليس من الشرع أو الدين في شيء بل هو بمثابة استقواء على المرأة، والرجوع بها إلى عصر العبيد موضحة أنه أصبح يمارس بشكل مقنّع تحت ستار القوافل الطبية وشعارات الإحسان إلى الناس، مشيرة إلى قيام المجلس بوقف الختان المجاني الذي كان يعتزم أحد الأحزاب السياسية ممارسته داخل قرية (أبو عزيز) مركز طماى بمحافظة المنيا استغلالا لانتشار الأمية، وتردى الأحوال المعيشية لأهالي القرية . وطالبت التلاوى رؤساء تحرير الصحف والمجلات بالسعي إلى تغيير ثقافة المجتمع نحو المرأة وإبراز حقيقة وضعها في المجتمع حيث أن نسبة الأمية والفقر مرتفعة جدا بين نساء مصر، علاوة على تراجع مستوى دخولهنّ وتردى أوضاعهنّ الصحية. وأوضحت أن هذا الأمر ترتب علية احتلال مصر المرتبة (111 ) بين دول العالم فيما يخص تقرير التنمية البشرية الصادر عن الأممالمتحدة وهو أمر غير لائق على الإطلاق، متسائلة هل يُعقل أن يخلو الصعيد بأكمله من مستشفى واحد لأمراض النساء .