السيدة تحية كاظم حرم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر التي اكتفت أن تكون خلفه أو بجواره ولم تظهر إلا مضطرة في المناسبات الرسمية.. كانت خجولة بطبعها غير ميالة للظهور..فضلت دورها كزوجة وأم على لقب السيدة الأولى الذي ظهر فيما بعد. كانت السيدة تحية، تستمد سعادتها من وجودها إلى جواره وبجوار أسرتها الصغيرة.. ولهذا نالت حب واحترام المصريين، كتبت مذكراتها بعد رحيله بثلاث سنوات بعد أن كانت قد كتبتها ومزقتها مرتين.. وكان عبد الناصر يريدها أن تكتب..وأخيرا كتبتها تحت إلحاح ابنها الأصغر عبد الحكيم الذي أراد أن يعرف أكثر عن والده الزعيم واخترنا لكم مقتطفات صغيرة من مذكراتها بعيدا عن السياسة. اقتصرنا على الجوانب الإنسانية للرئيس الراحل التي سطرتها بأسلوبها البسيط العفوي الذي يقطر صدقا وإخلاصا والتي صدرت تحت عنوان (ذكريات معه) الذي يعد واحدا من أهم كتب السيرة الذاتية التي ظهرت في السنوات الأخيرة التي تدلي فيها بشهادتها على العصر من خلال موقعها كزوجة لزعيم حقق جماهيرية غير مسبوق عايشته الأحداث بحلوها ومرها : مع الذكريات أبكيه بالدموع أو اختنق بالبكاء وحتى إذا ضحكت فشعوري بأني مختنقة بالبكاء مستمر ، لقد عشت مع جمال عبد الناصر ثماني سنوات قبل الثورة وثمانية عشر عاما بعد قيامها في 23 يوليو 1952 . فراقه وافتقادي له..لم افتقد أي شيء إلا هو..ولم تهزني الثمانية عشر عاما إلا أنه زوجي الحبيب أي لا رئاسة ولا حرم رئيس الجمهورية لقد عشت هذه السنين الطويلة قبل رحيل الرئيس (اعتدت أن أقول له الرئيس وسأظل أقولها) كانت مليئة بالمفاجآت لكنها بالنسبة لي لم تكن صعبة بل كانت سعيدة مرحة وفي أصعب المآزق التي كنت أشاهدها كنت أضحك من المصيبة التي ربما تحل بي ولكنها والحمد لله كلها مرت على خير . عندما مرض أخي عبد الحميد بصدره مرض الدرن كان جمال يزوره كثيرا بعكس أقاربي الذين يزورونه بتحفظ ومن باب الحجرة، وكان جمال يقول: أنا عمري ما خفت ولا فكرت في عدوى من مريض انه شيء لا إنساني. إنه يحب النظام في كل شيء فكنت أحرص على أن يكون كل شيء في البيت منظما مرتبا والأولاد يكونون مرتبين حسني الهندام وأنا أيضا لم يرني أبدا إلا حسنة الهندام رغم أني مشغولة جدا فلم انس أبدا أناقتي في البيت. كان الرئيس عبد الناصر يحب مشاهدة أفلام السينما ويعتبرها وقت الراحة وأثناء مشاهدة الفيلم في إحدى حجرات البيت كانت ترسل له مذكرات ويستعمل الولاعة في قراءتها ويكتب الرد في دقائق ثم يستمر في مشاهدة الفيلم وأحيانا يقوم بعد قراءة المذكرة ويذهب لمكتبه ويقول لي قبل مغادرته حجرة السينما فليستمر عرض الفيلم ولكني كنت اطلب أن يوقف حتى يحضر الرئيس . كان الرئيس يحب التصوير بالكاميرا العادية وأفلام السينما وكان ينزل للحديقة في أوقات قليلة ويطلب الأولاد ويصورهم وكنت أكثرهم صورا وآخذ قسطا كبيرا من الأفلام وكنت أقول له إنك لا تكون معنا في الصور ..فيعطيني الكاميرا لأصوره مع الأولاد ويطلب من أحد الأولاد أن يصورنا سويا وقد أهدى كل أولاده آلات تصوير عادي وسينما وكان لا ينسى أعياد ميلادهم ويطلب شراء هدايا لهم ، وكان يحب الموسيقى ويحب سماع أغاني أم كلثوم ويطلب تسجيلات أغانيها وأحيانا يسجلها بنفسه ويستمع للتسجيل بصوت خافت وهو يعمل في مكتبه . انه يعمل باستمرار ..وأسرته التي هي أولاده وأنا لم يكن يوجد وقت لنا ، لكنه كان يشعرنا بأنه معنا في كل وقت ، ونشعر بأننا معه في كل أوقاته وأننا كل شيء في حياته ، أهدي بطقم مكتب جميل وضمن الطقم برواز لصورة فقال لي : رتبي الطقم على المكتب ، وبعد أيام وكان خارجا من حجرته وجدت صورة لي كانت موضوعة على ترابيزة في حجرة المكتب وكان هو الذي وضعها بنفسه وثبتها في البرواز فوق مكتبه أمامه وهو جالس على المكتب ..فشكرته وكنت في غاية السعادة وهي الآن في مكانها كما وضعها بنفسه . كان الرئيس لا يقبل هدايا إلا من رئيس دولة ويفضل أن تكون رمزية وأهدي بعربات من الرؤساء والملوك وبالأخص العرب وطائرة ومركب وفرس من رؤساء الدول الصديقة وكلها سلمها للدولة ولم يترك بعد رحيله إلا العربة الأوستن السوداء وقد ظلت باسمه في قلم المرور وقد قيل لي أنها ستوضع في متحف للقوات المسلحة كذلك أهدي بعدد من الساعات من الملوك العرب أهداها للضباط الذين خرجوا معه يوم 23 يوليو. كنا في استراحة القناطر وكنا راجعين إلى القاهرة في المساء ، وكنت اركب العربة مع الأولاد ويركب الرئيس عربته وكان يفضل أن نسبقه ، كنا جالسين في الحديقة وانتظر دخول العربة فقلت له : لقد مضت سنوات لم أخرج معك في عربة .. فقال لي فلتركبي معي ونرجع سويا ..لقد مضت ست سنوات لم نخرج سويا في عربة . بعد رحيل الرئيس ألاقي تكريما معنويا من كل المواطنين..فجمال عبد الناصر في قلوبهم وما يصلني من البرقيات والرسائل والشعر والنثر والكتب الكثيرة من أبناء مصر ومن جميع الدول العربية والغربية لدليل التقدير والوفاء ، وعندما أخرج أرى عيون الناس حولي..منهم من يلوح لي بيده تحية، ومنهم من ينظر لي بحزن، وأرى الوفاء والتقدير في نظراتهم كم أنا شاكرة لهم.. وأحيانا أكون في السيارة والدموع في عينيّ فتمر عربة يحييني من فيها .. أشعر بامتنان وغالبا ما أكون قد مررت على جامع عبد الناصر بمنشية البكري..إني أرى هذه التحية لجمال عبد الناصر..وكل ما ألاقيه من تقدير فهو له. السيدة تحية كاظم حرم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر التي اكتفت أن تكون خلفه أو بجواره ولم تظهر إلا مضطرة في المناسبات الرسمية.. كانت خجولة بطبعها غير ميالة للظهور..فضلت دورها كزوجة وأم على لقب السيدة الأولى الذي ظهر فيما بعد. كانت السيدة تحية، تستمد سعادتها من وجودها إلى جواره وبجوار أسرتها الصغيرة.. ولهذا نالت حب واحترام المصريين، كتبت مذكراتها بعد رحيله بثلاث سنوات بعد أن كانت قد كتبتها ومزقتها مرتين.. وكان عبد الناصر يريدها أن تكتب..وأخيرا كتبتها تحت إلحاح ابنها الأصغر عبد الحكيم الذي أراد أن يعرف أكثر عن والده الزعيم واخترنا لكم مقتطفات صغيرة من مذكراتها بعيدا عن السياسة. اقتصرنا على الجوانب الإنسانية للرئيس الراحل التي سطرتها بأسلوبها البسيط العفوي الذي يقطر صدقا وإخلاصا والتي صدرت تحت عنوان (ذكريات معه) الذي يعد واحدا من أهم كتب السيرة الذاتية التي ظهرت في السنوات الأخيرة التي تدلي فيها بشهادتها على العصر من خلال موقعها كزوجة لزعيم حقق جماهيرية غير مسبوق عايشته الأحداث بحلوها ومرها : مع الذكريات أبكيه بالدموع أو اختنق بالبكاء وحتى إذا ضحكت فشعوري بأني مختنقة بالبكاء مستمر ، لقد عشت مع جمال عبد الناصر ثماني سنوات قبل الثورة وثمانية عشر عاما بعد قيامها في 23 يوليو 1952 . فراقه وافتقادي له..لم افتقد أي شيء إلا هو..ولم تهزني الثمانية عشر عاما إلا أنه زوجي الحبيب أي لا رئاسة ولا حرم رئيس الجمهورية لقد عشت هذه السنين الطويلة قبل رحيل الرئيس (اعتدت أن أقول له الرئيس وسأظل أقولها) كانت مليئة بالمفاجآت لكنها بالنسبة لي لم تكن صعبة بل كانت سعيدة مرحة وفي أصعب المآزق التي كنت أشاهدها كنت أضحك من المصيبة التي ربما تحل بي ولكنها والحمد لله كلها مرت على خير . عندما مرض أخي عبد الحميد بصدره مرض الدرن كان جمال يزوره كثيرا بعكس أقاربي الذين يزورونه بتحفظ ومن باب الحجرة، وكان جمال يقول: أنا عمري ما خفت ولا فكرت في عدوى من مريض انه شيء لا إنساني. إنه يحب النظام في كل شيء فكنت أحرص على أن يكون كل شيء في البيت منظما مرتبا والأولاد يكونون مرتبين حسني الهندام وأنا أيضا لم يرني أبدا إلا حسنة الهندام رغم أني مشغولة جدا فلم انس أبدا أناقتي في البيت. كان الرئيس عبد الناصر يحب مشاهدة أفلام السينما ويعتبرها وقت الراحة وأثناء مشاهدة الفيلم في إحدى حجرات البيت كانت ترسل له مذكرات ويستعمل الولاعة في قراءتها ويكتب الرد في دقائق ثم يستمر في مشاهدة الفيلم وأحيانا يقوم بعد قراءة المذكرة ويذهب لمكتبه ويقول لي قبل مغادرته حجرة السينما فليستمر عرض الفيلم ولكني كنت اطلب أن يوقف حتى يحضر الرئيس . كان الرئيس يحب التصوير بالكاميرا العادية وأفلام السينما وكان ينزل للحديقة في أوقات قليلة ويطلب الأولاد ويصورهم وكنت أكثرهم صورا وآخذ قسطا كبيرا من الأفلام وكنت أقول له إنك لا تكون معنا في الصور ..فيعطيني الكاميرا لأصوره مع الأولاد ويطلب من أحد الأولاد أن يصورنا سويا وقد أهدى كل أولاده آلات تصوير عادي وسينما وكان لا ينسى أعياد ميلادهم ويطلب شراء هدايا لهم ، وكان يحب الموسيقى ويحب سماع أغاني أم كلثوم ويطلب تسجيلات أغانيها وأحيانا يسجلها بنفسه ويستمع للتسجيل بصوت خافت وهو يعمل في مكتبه . انه يعمل باستمرار ..وأسرته التي هي أولاده وأنا لم يكن يوجد وقت لنا ، لكنه كان يشعرنا بأنه معنا في كل وقت ، ونشعر بأننا معه في كل أوقاته وأننا كل شيء في حياته ، أهدي بطقم مكتب جميل وضمن الطقم برواز لصورة فقال لي : رتبي الطقم على المكتب ، وبعد أيام وكان خارجا من حجرته وجدت صورة لي كانت موضوعة على ترابيزة في حجرة المكتب وكان هو الذي وضعها بنفسه وثبتها في البرواز فوق مكتبه أمامه وهو جالس على المكتب ..فشكرته وكنت في غاية السعادة وهي الآن في مكانها كما وضعها بنفسه . كان الرئيس لا يقبل هدايا إلا من رئيس دولة ويفضل أن تكون رمزية وأهدي بعربات من الرؤساء والملوك وبالأخص العرب وطائرة ومركب وفرس من رؤساء الدول الصديقة وكلها سلمها للدولة ولم يترك بعد رحيله إلا العربة الأوستن السوداء وقد ظلت باسمه في قلم المرور وقد قيل لي أنها ستوضع في متحف للقوات المسلحة كذلك أهدي بعدد من الساعات من الملوك العرب أهداها للضباط الذين خرجوا معه يوم 23 يوليو. كنا في استراحة القناطر وكنا راجعين إلى القاهرة في المساء ، وكنت اركب العربة مع الأولاد ويركب الرئيس عربته وكان يفضل أن نسبقه ، كنا جالسين في الحديقة وانتظر دخول العربة فقلت له : لقد مضت سنوات لم أخرج معك في عربة .. فقال لي فلتركبي معي ونرجع سويا ..لقد مضت ست سنوات لم نخرج سويا في عربة . بعد رحيل الرئيس ألاقي تكريما معنويا من كل المواطنين..فجمال عبد الناصر في قلوبهم وما يصلني من البرقيات والرسائل والشعر والنثر والكتب الكثيرة من أبناء مصر ومن جميع الدول العربية والغربية لدليل التقدير والوفاء ، وعندما أخرج أرى عيون الناس حولي..منهم من يلوح لي بيده تحية، ومنهم من ينظر لي بحزن، وأرى الوفاء والتقدير في نظراتهم كم أنا شاكرة لهم.. وأحيانا أكون في السيارة والدموع في عينيّ فتمر عربة يحييني من فيها .. أشعر بامتنان وغالبا ما أكون قد مررت على جامع عبد الناصر بمنشية البكري..إني أرى هذه التحية لجمال عبد الناصر..وكل ما ألاقيه من تقدير فهو له.