تدخل أخبار الأدب طوراً جديداً بعد أن تولاها أحد أخلص أبنائها، طارق الطاهر، ويقوم علي شئونها من بدأوا تأسيسها وهذا يحتاج إلي حديث طويل فما يكشف عنه الملف الرائع الذي أعده محمد شعير عن محنة أولاد حارتنا يكشف محنة الثقافة المصرية خاصة والعربية عامة في مواجهة السلطتين السياسية والدينية، بدأ الأستاذ هيكل نشر الرواية أسبوعياً، بدأت الطلقة الأولي بخبر في جريدة الجمهورية جاء فيه أن الرواية التي تنشر في الأهرام فيها تعريض بالأنبياء والرسل، تلا ذلك إقدام البعض ومنهم أدباء، فلا يكشف مكنون الأديب إلا أديب مثله كما جري مع ابن المقفع الذي قطع الخليفة يديه وقدميه من خلاف ثم أحرقه ونثر رماده فوق دجلة لأن أدباء عصره كشفوا المضمون السياسي الحقيقي لكليلة ودمنة. أدباء بدأوا إرسال شكاوي وعرائض إلي السلطة يطالبون وقف الرواية وتقديم كاتبها إلي المحاكمة وطبعاً ناشرها، المفاجأة في الملف أن كاتباً ينتمي إلي اليسار وثيق الصلة بالسلطة كتب مقالاً غير موقع، يرجح الأستاذ نجيب محفوظ في حديث له مع الأستاذ عادل حمودة، أنه أحمد عباس صالح أو سعد الدين وهبة، ويورد محمد شعير مقالاً كتبه أحمد عباس صالح بعد نوبل 1988 يهاجم فيه الرواية ويصفها بالضعف، ويؤكد هذا موقفه القديم في الجمهورية، هجوم آخر موقع في المصور أرسله قارئ اسمه محمد أمين علي الأرجح أنه مستعار إلي محرر باب الأدب الشاعر صالح جودت وهو وثيق الصلة بيوسف السباعي الذي كان يضمر غيرة وكراهية لمحفوظ، الهجوم كان شديداً اتهم فيه محفوظ بالخروج عن العقائد.. حلمي سلام لم ينس ثأره لأن محفوظ لم ينشر الرواية في مجلة الإذاعة والتليفزيون، فشن هجوماً يطعن في نزاهة محفوظ وسأعرض له فيما بعد، يبدو الأمر مما أورده محمد شعير أن جهة ما، رسمية، كانت تنظم الهجوم علي محفوظ وهيكل بسبب الرواية، ويرجح شعير أن الأمر ربما يرجع إلي صراعات في السلطة وقتئذ، غير أنني أري أن جوهر الموقف يكمن في رؤية النظام للثقافة وحدود حرية الإبداع، بعد أن قام الأدباء بالضربة الأولي تحرك شيوخ ثلاثة، هم: محمد الغزالي وأحمد الشرباصي ومحمد أبو زهرة (والأخير عالم جليل يعتبر من الشيوخ المستنيرين في تاريخ علماء الدين) وبعد حادث الاغتيال عام 1994 ونجاة محفوظ بمعجزة منه، قام الشيخ محمد الغزالي بزيارة محفوظ بالمستشفي بصحبة أحمد بهجت ومحمد عبدالقدوس، ولم يدع يوسف القعيد الفرصة فتحرش صحفياً بالغزالي الذي أكد موقفه من الرواية لكنه ضد الاغتيال، وقد حرصت علي إشهار جهاز تسجيل وضعته أمام الزائرين لأهمية اللقاء والتسجيل عندي، أما اللقاء فنشره القعيد في المصور، هل كان الشيوخ الثلاثة الأفاضل أداة في مخالب السلطة وقتئذ، هل الأدباء الذين هاجموا الرواية كانوا مدفوعين؟. كل الدلائل الواردة في الملف تؤكد ذلك. تدخل أخبار الأدب طوراً جديداً بعد أن تولاها أحد أخلص أبنائها، طارق الطاهر، ويقوم علي شئونها من بدأوا تأسيسها وهذا يحتاج إلي حديث طويل فما يكشف عنه الملف الرائع الذي أعده محمد شعير عن محنة أولاد حارتنا يكشف محنة الثقافة المصرية خاصة والعربية عامة في مواجهة السلطتين السياسية والدينية، بدأ الأستاذ هيكل نشر الرواية أسبوعياً، بدأت الطلقة الأولي بخبر في جريدة الجمهورية جاء فيه أن الرواية التي تنشر في الأهرام فيها تعريض بالأنبياء والرسل، تلا ذلك إقدام البعض ومنهم أدباء، فلا يكشف مكنون الأديب إلا أديب مثله كما جري مع ابن المقفع الذي قطع الخليفة يديه وقدميه من خلاف ثم أحرقه ونثر رماده فوق دجلة لأن أدباء عصره كشفوا المضمون السياسي الحقيقي لكليلة ودمنة. أدباء بدأوا إرسال شكاوي وعرائض إلي السلطة يطالبون وقف الرواية وتقديم كاتبها إلي المحاكمة وطبعاً ناشرها، المفاجأة في الملف أن كاتباً ينتمي إلي اليسار وثيق الصلة بالسلطة كتب مقالاً غير موقع، يرجح الأستاذ نجيب محفوظ في حديث له مع الأستاذ عادل حمودة، أنه أحمد عباس صالح أو سعد الدين وهبة، ويورد محمد شعير مقالاً كتبه أحمد عباس صالح بعد نوبل 1988 يهاجم فيه الرواية ويصفها بالضعف، ويؤكد هذا موقفه القديم في الجمهورية، هجوم آخر موقع في المصور أرسله قارئ اسمه محمد أمين علي الأرجح أنه مستعار إلي محرر باب الأدب الشاعر صالح جودت وهو وثيق الصلة بيوسف السباعي الذي كان يضمر غيرة وكراهية لمحفوظ، الهجوم كان شديداً اتهم فيه محفوظ بالخروج عن العقائد.. حلمي سلام لم ينس ثأره لأن محفوظ لم ينشر الرواية في مجلة الإذاعة والتليفزيون، فشن هجوماً يطعن في نزاهة محفوظ وسأعرض له فيما بعد، يبدو الأمر مما أورده محمد شعير أن جهة ما، رسمية، كانت تنظم الهجوم علي محفوظ وهيكل بسبب الرواية، ويرجح شعير أن الأمر ربما يرجع إلي صراعات في السلطة وقتئذ، غير أنني أري أن جوهر الموقف يكمن في رؤية النظام للثقافة وحدود حرية الإبداع، بعد أن قام الأدباء بالضربة الأولي تحرك شيوخ ثلاثة، هم: محمد الغزالي وأحمد الشرباصي ومحمد أبو زهرة (والأخير عالم جليل يعتبر من الشيوخ المستنيرين في تاريخ علماء الدين) وبعد حادث الاغتيال عام 1994 ونجاة محفوظ بمعجزة منه، قام الشيخ محمد الغزالي بزيارة محفوظ بالمستشفي بصحبة أحمد بهجت ومحمد عبدالقدوس، ولم يدع يوسف القعيد الفرصة فتحرش صحفياً بالغزالي الذي أكد موقفه من الرواية لكنه ضد الاغتيال، وقد حرصت علي إشهار جهاز تسجيل وضعته أمام الزائرين لأهمية اللقاء والتسجيل عندي، أما اللقاء فنشره القعيد في المصور، هل كان الشيوخ الثلاثة الأفاضل أداة في مخالب السلطة وقتئذ، هل الأدباء الذين هاجموا الرواية كانوا مدفوعين؟. كل الدلائل الواردة في الملف تؤكد ذلك.