عادت الحياة إلى طبيعتها في قطاع غزة بمجرد أن وضعت الحرب أوزارها في الساعة السابعة من مساء الثلاثاء 26 أغسطس، عقب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الفصائل وإسرائيل برعاية مصرية. واحتفل آلاف الفلسطينيين في مختلف أنحاء القطاع من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه حتى ساعات الفجر الأولى بنهاية الحرب التي تعد الأطول في تاريخ غزة بإطلاق الرصاص ابتهاجا والتهليل والتكبير في المساجد. كان جيش الاحتلال الإسرائيلي بدأ في الثامن من يوليو عملية عسكرية على قطاع غزة أطلق عليها اسم الجرف الصامد خلفت نحو ألفي شهيد و11 ألف جريح، كما تسبب في تدمير البنى التحتية وآلاف المنازل وتشريد نحو نصف مليون شخص. ورغم الدمار والركام المتناثر في كل مكان، بدا نهار مدينة غزة مختلفا، فمنذ ساعات الصباح تعج الشوارع بالمواطنين وسيارات الأجرة التي غابت طويلا خوفا من القصف الإسرائيلي الذي يستهدف الكل الفلسطيني لا فرق بين مدني ومقاوم. كما سارعت المحال التجارية إلى فتح أبوابها بعد طول انقطاع تخللته أيام قليلة خلال فترات التهدئة، وسط آمال من أصحابها بتعويض فترات الركود وانعدام المبيعات خلال العدوان. كما عاد الموظفون إلى أعمالهم في الوزارات والمؤسسات الحكومية، وانتشرت شرطة المرور على المفترقات والطرق وفتحت البنوك أبوابها لتقديم الخدمات المصرفية للعملاء. وبحسب إحصائيات وزارة الصحة في غزة فإن حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع وصلت إلى 2137 شهيدا من بينهم 577 طفلا و260 سيدة و101 مسنا و11100 جريح من بينهم 3307 طفلا و2042 سيدة و401 مسنا. وأشارت تقارير حقوقية إلى أن المنازل المهدمة بلغت نحو 15671 منزلا، منها 2276 بشكل كلي، و13395 بشكل جزئي،إضافة إلى عشرات آلاف المنازل المتضررة التي تحتاج إلى ترميم، بالإضافة إلى تدمير نحو مائتي مسجد بينها أكثر من 60 بشكل كلي والمدارس والأبراج السكينة.