وسط الحراك الدولي والمحلى لدولة الصين التي أصبحت لاعبا رئيسيا في معظم الأحداث من حولنا، وحول الأحداث التي تمر بها مصر بعد ثورة 25 يناير، كان لنا هذا الحوار مع السفير الصيني بالقاهرة سونغ أيقوه. • سألناه: ما هي أهم الذكريات التي حملتها بداخلك عن أحداث ثورة 25 يناير ؟ • لدى انطباعات وأثار عميقة تركت بذهني وفي قلبي باعتباري كنت شاهدا على الحدث الكبير ، وأنا اعتبره حدثا تاريخيا عظيما ، ذلك لأن حدث الثورة هو حدث كبير جدا أحدث تغييرا شاملا في المجتمع المصري بدأ بانهيار السلطة والنظام القديم وظهور نظام آخر جديد. • بمناسبة حديثك عن النظام السابق.. ما هي أهم ملاحظاتك الشخصية على هذا النظام ؟ • أي نظام حكم لابد أن يقوم على مبدأ خدمة الشعب لذلك فاني اعتبر أن رضاء الشعب هو المعيار الأهم لمسيرة نجاح النظام . • وما هو الانطباع الذي نقلته إلى زعماء الصين عن مصر بعد الثورة؟ • أنا كمسؤول دبلوماسي لابد أن أنقل لبلادي كل ما حدث فئ المجتمع المصري ونتمنى أن يسفر التغيير الذي يقوده الشعب المصري بشكل عام عن نتائج مرضية ورامية إلى التنمية الشاملة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا ونحن في الصين نحترم هذا الخيار الشعبي . • دعنا ننتقل من خلال هذا الحوار إلى آفاق المستقبل ونسألك ما الذي يمكن أن تقدمه دولة مثل الصين لمصر في الوقت الراهن من أجل الخروج من أزمتها ؟ • الصين واثقة في مستقبل مصر ونحن سوف نمد يد المساعدة بقدر المستطاع لأصدقائنا المصريين ولعلى أضرب لك بعض الأمثلة على ذلك ففي العام الماضي وبعد الثورة قدمت الصين دعما ماليا لمصر قدره 60 مليون ين بدون فوائد وهذا الدعم كان تعبيرا عن مشاعر الصين المحبة للشعب المصري ، كما قدمنا اقتراحات أخرى بدعم مالي أخر وبدون فوائد في هذا العام وأظن أن الحجم سوف يكون أكبر مما قدمناه في العام الماضي كما ندرس حاليا إقامة آلية للتعاون المستمر بين البلدين. • هل هناك المزيد من التفاصيل فيما يخص أفاق التعاون ؟ • أثناء الثورة لم يترك أي مستثمر صيني مصر ولم يتم إغلاق أي مصنع لدينا هنا وبعد نجاح الثورة وعودة الحياة إلى طبيعتها في مصر من جديد تم فتح جميع المصانع الصينية وتشغيلها مرة أخرى كما أن المؤسسات الصينية الإنتاجية تقوم حاليا ببحث سبل زيادة التعاون المستثمر بين البلدين ليس ذلك فقط بل أقول في هذا السياق أنه وخلال هذا العام قد ضخت المؤسسات الصينية استثمارات ب 80 مليون دولار. • وهل يمكن أن تنقل لنا خبرا جديدا في المجال الاقتصادي سوف يتم إعلان عنه قريبا فيما يتعلق بالتعاون مع مصر ؟ • بالنسبة للجانب التجاري وحجم التجارة بين البلدين في العام الماضي زاد بنسبة كبيرة بما يساوى 8 مليارات و80 مليون دولار وهو استثمار حقيقي في الواقع والآن مازالت الشركات الصينية تدرس إمكانية زيادة استثماراتها في مصر . • دعنا نعود بك إلى آفاق الثورة المصرية من جديد ونسألك كم مرة زرت فيها ميدان التحرير بعد هذه الثورة ؟ • ربما لا أتمكن من حصر هذه المرات خاصة بعدما استقرت الأمور بالميدان وما حوله واليوم مررت مع أحد المسئولين بالميدان أيضا وطبعا لابد أن نعترف أن هذا الميدان قد أصبح له سمعة واسعة وعالية جدا. • وما هو تقييمك للتجربة الديمقراطية الجديدة التي تمر بها مصر حاليا ؟ وهل تتوقع في ضوء هذه التجربة زيادة العلاقات بين البلدين ؟ • إننا نعتبر ما تمر به مصر حاليا هي فترة انتقالية ، بعد سقوط نظام جديد ونحن نعتبرها فتره من الفترات المليئة بالأزمات والصعاب وفى نفس الوقت فترة مليئة أيضا بالآمال ونأمل أن يصل الشعب المصري إلى نتائج مرضية بعد هذه الفترة الانتقالية وبالتالي تدخل مصر إلى مرحلة التنمية الشاملة كما إنني على ثقة من أن مصر سوف تدخل في المرحلة الجديدة بعد نجاحها في هذا الحدث . • وما هي الفترة الزمنية التي تتوقعها لمصر حتى تصل إلى ما تتمناه ؟ • هذا يتوقف على تطور الحراك السياسي ولابد كما قلت من وجود فترة انتقالية كما أرى أنه لو تم في الفترة القادمة تعاون جيد بين الحكومة والشعب فربما تقل هذه الفترة الانتقالية. • وهل هناك أسباب ساهمت في تحقيق احترام متبادل بين البلدين ؟ • طبعا هناك أسباب عديدة بينها أن كلا الدولتين من الدول ذات الحضارات العريقة وأن هذه المشاعر لها رصيد تاريخي طويل فأول مبعوث صيني وصل إلى مصر قبل 2000 عام، وبعد تأسيس جمهورية الصين بدأ نوع من التواصل بين الشعبين ومازلنا نؤيد القضايا العادلة لمصر مثل قضية تأميم قناة السويس • فيما يتعلق بالجانب الثقافي أسألك هنا كيف السبيل إلى تفعيل التعاون بين البلدين في هذا الجانب ؟ • إن الصين ومصر من الدول ذات الحضارات العريقة وأيضا لدينا غنى من الموارد الثقافية ورصيد كبير لذلك لدينا مجالات واسعة للتعاون الثقافي وطبعا معرض القاهرة الدولي للكتاب والصين كانت ضيف شرف فيه العام الماضي وهذا يعتبر أحد جوانب هذا التعاون الثقافي وتم تأسيس أول مكتب ثقافي لمصر في الصين هو تابع للسفارة المصرية هناك وكما نعلم أن هذا المكتب الثقافي يعتبر أول مكتب للسفارات المصرية بالخارج بعد الثورة ولدينا كذلك تبادل متواصل للفرق الفنية وهناك بعض المؤسسات الصينية التي تقوم الآن بترجمة بعض الكتب العربية كما نعلم أن أعمال نجيب محفوظ الحائز على نوبل قد ترجمت إلى اللغة الصينية بخلاف ذلك هناك إقبال على تعلم لغة الجانب الآخر. • كم عدد الصينيين في مصر؟ • الصينيون في مصر يصل عددهم إلى 10 الآف وهو من أصحاب الإقامة الدائمة وبعضهم قد نجح في تكوين أسر تعيش الآن وسط الأسر المصرية.