من أسرة واحدة.. إصابة 4 أشخاص في انقلاب سيارة ملاكي بالإسماعيلية    التمثيل العمالي بجدة يبحث مطالب 250 عاملًا مصريًا بشركة مقاولات    إعلام غزة الحكومى: 44% من الشهداء فى مناطق يدعى الاحتلال أنها "إنسانية آمنة"    الهولندي أرت لانجيلير مديرًا فنيًّا لقطاع الناشئين في الأهلي    الرئيس الكازاخي لوفد أزهري: تجمعني علاقات ود وصداقة بالرئيس السيسي    بعد سرقتها وصهرها وبيعها للصاغة.. 5 معلومات عن إسورة الملك أمنمؤوبي    ما حكم تبديل سلعة بسلعة؟.. أمين الفتوى يجيب    مصر والسودان تبحثان تنفيذ المرحلة الثانية من خط الربط الكهربائي    مذكرة تفاهم مصرية يابانية لتصنيع محطات إنتاج المياه من الهواء    البورصة المصرية تربح 15.5 مليار جنيه في ختام تعاملات الخميس    إقامة 21 معرض «أهلا مدارس» في المنوفية.. وحملات رقابية لضبط المخالفات (تفاصيل)    الكابينة الفردي ب850 جنيهًا.. مواعيد وأسعار قطارات النوم اليوم الخميس    نائب محافظ الجيزة يلتقى مستثمرى المنطقة الصناعية لبحث المشاكل والتحديات    توزيع 100 شنطة مدرسية لذوي الهمم بالأقصر    النائب محمد أبو النصر: زيارة ملك إسبانيا تمثل دفعة قوية للاستثمار والسياحة في مصر    رغم الحرب والحصار.. فلسطين تطلق رؤيتها نحو المستقبل 2050    دخول 103 شاحنات مساعدات عبر معبر رفح البري لإغاثة أهالي قطاع غزة    موعد بدء الدراسة بجامعة عين شمس الأهلية    الخطيب يحدد ملامح قائمته حال الترشح في انتخابات الأهلي    الإسبانى أوسكار مديرًا فنيًا لسلة للاتحاد السكندرى    مشاهدة مباراة برشلونة ونيوكاسل يونايتد اليوم في دوري أبطال أوروبا عبر القنوات الناقلة    ليس صلاح.. كيليان مبابي يتوقع الفائز بجائزة الكرة الذهبية    المقاولون العرب يكشف عن هوية المدرب المؤقت بعد رحيل محمد مكي    إدارة الصف التعليمية: أنهينا كافة أعمال الصيانة ومستعدون لاستقبال العام الدراسي الجديد    ضبط 280 كيلو لحوم فاسدة بأختام مزوّرة في حملة للطب البيطري بسوهاج    تجديد حبس البلوجر أم سجدة 45 يوما في اتهامها بغسل أموال متحصلة من محتوى خادش    أمطار ورياح.. بيان عاجل بشأن حالة الطقس غدا: «اتخذوا كافة التدابير»    تأجيل نظر تجديد حبس "علياء قمرون" بتهمة خدش الحياء العام ل 20 سبتمبر    سحب 961 رخصة لعدم تركيب الملصق الإلكتروني خلال 24 ساعة    قبل انتخابات النواب.. الهيئة الوطنية تتيح خدمة مجانية للاستعلام عن الناخبين    الكشف عن ميناء أثري مغمور بالمياه في الإسكندرية    ماستر كلاس للناقد السينمائي رامي عبد الرازق ضمن فعاليات مهرجان ميدفست مصر    هدى المفتي تخطف الأنظار بإطلالة مختلفة من كواليس إعلانها الجديد    «هربانة منهم».. نساء هذه الأبراج الأكثر جنونًا    جامعة أسيوط تجدد تعاونها مع الجامعة المصرية للتعلم الإلكتروني الأهلية في المجالات الأكاديمية والبحثية    استمتع بصلواتك مواقيت الصلاة اليوم الخميس 18سبتمبر2025 في المنيا    الإمام الأكبر يكرِّم الطلاب الأوائل في حفظ «الخريدة البهية»    مواقيت الصلاة اليوم الخميس 18-9-2025 في بني سويف    هل تواجد امرأة في بلكونة المسجد وقت العذر الشرعي يُعتبر جلوسا داخله؟.. أمين الفتوى يوضح    محافظ البحيرة: افتتاح 5 مشروعات طبية جديدة بتكلفة 84 مليون جنيه تزامنا مع العيد القومي للمحافظة    فيديو.. وزير الصحة: جامعة الجلالة أنشئت في وقت قياسي وبتكليف رئاسي مباشر    سرقتها أخصائية ترميم.. الداخلية تتمكن من ضبط مرتكبى واقعة سرقة أسورة ذهبية من المتحف المصرى    هل اقترب موعد زفافها؟.. إيناس الدغيدي وعريسها المنتظر يشعلان مواقع التواصل    فى حوار له مع باريس ريفيو فلاديمير سوروكين: نغمة الصفحة الأولى مفتتح سيمفونية    الكلاسيكو 147.. التاريخ يميل نحو الزمالك قبل مواجهة الإسماعيلي الليلة    ديستيني كوسيسو خليفة ميسي ويامال يتألق فى أكاديمية لا ماسيا    ملك إسبانيا في الأقصر.. ننشر جدول الزيارة الكامل    سرداب دشنا.. صور جديدة من مكان التنقيب عن الآثار داخل مكتب صحة بقنا    التأمين الصحي الشامل: 495 جهة حاصلة على الاعتماد متعاقدة مع المنظومة حتى أغسطس 2025    جبران: تحرير 3676 محضرًا خاصًا بتراخيص عمل الأجانب خلال 5 أيام فقط    «أنتي بليوشن» تعتزم إنشاء مشروع لمعالجة المخلفات البحرية بإستثمارات 150 مليون دولار    مورينيو يرحب بالعودة لتدريب بنفيكا بعد رحيل لاجي    مصر وروسيا تبحثان سبل التعاون بمجالات التعليم الطبي والسياحة العلاجية    مفوضية اللاجئين ترحب بخارطة طريق لحل أزمة السويداء وتؤكد دعم النازحين    الاحتلال الاسرائيلى يقتحم عدة مناطق فى محافظة بيت لحم    الهلال الأحمر يدفع بأكثر من 80 ألف سلة غذائية للأشقاء الفلسطينيين عبر قافلة «زاد العزة» ال 40    ملك إسبانيا: المتحف الكبير أيقونة مصر السياحية والثقافية الجديدة    نائب وزير الصحة تتفقد وحدة طب الأسرة ومركز تنمية الأسرة بقرية بخانس بقنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الغلابة .. الدعم .. الجشع .. مأساة مصرية الخبراء يقدمون قراءة لموازنة 2016 بدون قرارات الحكومة الصعبة إفلاس.. انهيار اقتصادي.. مجاعة

ارتفاع الدين العام الي3 تريليونات ومعدلات البطالة تتجاوز 34٪
600 مليار جنيه سنويا فوائد للدين وتدهور الخدمات الصحية والتعليمية
ماذا لو لم تقدم الدولة علي خطوة رفع الدعم عن الطاقة والمنتجات البترولية كيف ستكون اوضاع الاقتصاد المصري اذا سارت الحكومة الحالية علي درب حكومات سابقة اعتبرت الدعم منطقة الغام لايجوز الاقتراب منها.
اساتذة الاقتصاد والخبراء يجتازون مع اخبار اليوم حدود الزمن والواقع ويقدمون قراءة لموازنة مصر 2016 اذا تقاعست حكومة محلب عند السير في طريق الاصلاح الصعب واختارت طريقة الاقتراض والديون السهل.
صورة شديدة القتامة لواقع الاقتصاد المصري يرسمها الخبراء تتمثل في انهيار اقتصادي مفزع يتيح لوكالات التصنيف المالية والاقتصادية اعلان افلاس مصر اضافة الي غياب تام لمنظومة الخدمات التي تقدمها الدولة وجبال من الديون يمكن ان تصل الي اكثرمن 3 تريليونات جنيه.
وضع د.رشاد عبده رئيس المنتدي المصري للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية سيناريو تخيليا لشكل الموازنة العامة للدولة خلال السنوات الخمس القادمة اذا لم يتم رفع الدعم واذا لم تقدم الحكومة علي خطوة تخفيض الدعم علي المنتجات البترولية والكهرباء، مشيرا الي ان عجز الميزانية في العام المالي الحالي 2014-2015 كان سيصل الي حوالي 290 مليار جنيه اذا لم يتم تخفيض الدعم، وهذا المبلغ سيضاف الي الدين العام للدولة الذي يقدر بحوالي 1942 مليار جنيه، منها 46 مليار دولار ديونا خارجية والباقي ديون داخلية، مؤكدا ان الدين العام للدولة سيصل الي 3 تريليونات جنيه بعدمرور 5 سنوات، فوائده السنوية تصل الي حوالي 600 مليار جنيه. وقال الخبير الاقتصادي ان الاجيال القادمة هي التي ستتحمل تلك الفوائد، وستدفع فاتورة اخطاء الحكومات السابقة، مؤكدا ان مصرستتعرض الي هزات اقتصادية عنيفة، وانهيار كامل للاقتصاد، سيصل بنا في نهاية المطاف الي اعلان »افلاس مصر«، متوقعا تعرض المجتمع المصري الي مجاعة لعدم وجود ايرادات كافية لاحتياجات المصريين.
ويؤكد د. رشاد أنه يتفق ويساند قرارات الحكومة بتخفيض عجز الموازنة من 350 مليارجنيه الي 240 مليار جنيه، مشيرا الي أن فوائد الدين الداخلي في الموازنة الماضية 2013-2014 كان يتعدي 204 مليارات جنيه، وايراد مصربالكامل 549 مليار جنيه، ومعدل النمو الاقتصادي 2.2٪ فقط، موضحا أن استمرار الميزانية بهذا الشكل سيكون له نتائج كارثية، وأهمها عدم قدرة الحكومة علي دفع عجلة التنمية، وتوفير فرص العمل للشباب وزيادة نسبة البطالة التي وصلت الي 13.6٪، وبين الشباب حوالي 34٪ وانهيار كامل للخدمات التي تقدمها الدولة للمواطن.
ونفي د.رشاد عبده كل الاتهامات التي كانت توجه للحكومة بأن قراراتها موجهة ضد الفقراء وليس الاغنياء موضحا أن القرارات تتمثل في فرض ضرائب 5٪ علي الدخل فوق المليون جنيه، وتطبيق الضريبة العقارية علي من يمتلك عقارات يتعدي ثمنها 2 مليون جنيه بالاضافة الي ضريبة 10٪ علي من يستثمرامواله في البورصة، واخيرا القرار الجمهوري بعدم وجود استثناءات في تطبيق الحد الاقصي للأجور.
القرارصحيح
ويتفق د. أحمد غنيم استاذ الاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة مع الرأي السابق، مؤكدا ان الموازنة القديمة كان يوجد بها عجز يصل الي 14٪، وما ينفق علي الخدمات لايتجاوز 16٪ من حجم الموازنة، وهذا رقم ضئيل جدا، والنسبة الاكبر من الموازنة وتصل الي 84٪ كانت توجه الي الدعم والاجور وخدمة الدين، مشيراالي ان عجز الميزانية في مصركان يفوق عجز الميزانية في اليونان في ظل ازمتها الاقتصادية الطاحنة التي وصلت في اليونان في تلك الفترة الي 12٪ ومصر 14٪ مؤكدا انه كان لايمكن استمرار الوضع بهذا الشكل، كما انه لايوجد أدني جدال او اختلاف بين الاقتصاديين حول صحة القرارات التي اتخذها الرئيس السيسي وحكومة المهندس ابراهيم محلب لتصحيح المسار الاقتصادي.
يقول د. علي لطفي رئيس مجلس الوزراءالأسبق : إنه إذا لم يتم إتخاذ القرارات الاخيرة التي اتخذتها الحكومة لرفع الدعم عن المواد و الوقود والكهرباء كان سيحدث زيادة في عجز الموازنة علي العجز الحالي ب 51 مليار جنيه.. وسوف يؤدي ذلك إلي زيادة الاقتراض ويترتب عليه زيادة في الدين العام للدولة مما قد يؤدي إلي انهيار الاقتصاد المصري بشكل سريع خلال العامين القادمين.. مشيرا إلي إنه بالفعل خلال الفترة الماضية كان معظم الدعم يستفيد منه بشكل كبير لا يعود بالنفع علي الفقراء ومحدودي الدخل.. فمثلا عندما يتم توفير أنبوبة البوتجاز في الاسواق بأسعار مدعمة ب 10 جنيهات وسعرها الاصلي يساوي 60 جنيها فنجد إن الاغنياء يقومون بشراء ثلاث أو أربع أنابيب أما الاسر محدودة الدخل فتقوم بشراء واحدة فقط وبالتالي يذهب الدعم بشكل أكبرإلي الطبقة الغنية التي لا تحتاج إلي هذا الدعم.
ويضيف: حتي نضمن خلال الفترة القادمة ان يتم رفع الدعم عن الاغنياء وتوفير للفقراء يجب استبدال الدعم السلعي أو العيني بالدعم النقدي بمعني ان يتم بيع السلع بأسعارها الحقيقية وفي نفس الوقت يتم إعطاء الفقراء مبالغ مالية بنسب معينة تحددها الدولة.
وضع كارثي
وتشير د. يمن الحماقي استاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس إلي ان حكومة المهندس ابراهيم محلب اذا لم تتخذ القرارات التي تم اصدارها مؤخرا سيكون الوضع الاقتصادي كارثيا.. مشيرة إلي أن هذه القرارات كانت يجب ان تتخذها الحكومات السابقة ولكن لم يكن لدي اي من الحكومات المتعاقبة الشجاعة الكافية لاتخاذ مثل هذه القرارات لوقف نزيف الدعم حيث تغاضت هذه الحكومات عن هذه المشكلة لاسباب سياسية.. مؤكدة ان الموازنة العامة خلال الفترات السابقة كانت تنفق علي ثلاث اتجاهات فقط ثلث للدعم والثلث الثاني لسداد الدين العام والثلث الاخير للاجور وبالتالي لا يتبقي سوي جزء صغير جدا لا يتعدي 14٪ من الميزانية للانفاق علي التعليم والصحة ولذلك نعاني من تخلف في هذه الخدمات..
وتضيف: اذا لم يتم اتخاذ قرارات تخفيض الدعم كان ذلك سيؤدي إلي حدوث انهيار تدريجي في الاقتصاد المصري مما قد يتسبب في إفلاس مصر بسبب زيادة عجز الموازنة وزيادة الدين العام الذي وصل الآن إلي 1.2 مليار جنيه وكنا سندور في «الحلقة المفرغة» للتخلف بسبب زيادة الدين العام.
ويختلف د.عبدالخالق فاروق الخبير الاقتصادي ومدير مركز النيل للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية السابق مع كل الاراء السابقة، مؤكدا أن القرارات التي اتخذتها الحكومة لتخفيض الدعم قرارات غير مدروسة، مشيرا الي انه كان من الممكن ايجاد بدائل عن تلك القرارات لخفض عجز الموازنة، واهمها تعظيم الايرادات عن طريق ضم الفوائض المالية في الصناديق الخاصة الي الميزانية وتقدر بحوالي 55 مليار جنيه حرمت منها الخزانة العامة للدولة، واعادة هيكلة قطاعي البترول والثروة المعدنية يوفر 20 مليارجنيه، وتطبيق منظومة ضريبية جديدة تتفق مع المعايير الدولية تصل الي 45٪ علي دخل الافراد و40٪ علي دخل الشركات، مع حصر المجتمع الضريبي وخاصة قطاع المهن الحرة، سيوفر ذلك 20 مليار جنيه بالاضافة الي الغاء الوظائف غير الضرورية ومنها الوظائف الاستشارية في الحكومة، سيوفر 2 مليار جنيه واخيرا تخفيض نفقات الجهاز الحكومي التي تقدر بحوالي 30 مليارجنيه.
ويقترح د. صلاح جودة مدير مركز الدراسات الاقتصادية عدة حلول لخفض عجز الميزانية عن طريق تطبيق قانون الضريبة العقارية والصادر عام 2008 ولكن نجد ان طبقة الاغنياء تحارب تطبيق هذا القانون منذ ذلك التاريخ وبسبب تأخير تطبيق هذا القانون فان مصر خسرت علي الاقل 4 مليارات جنيه سنويا أي ما يعادل حوالي 24 مليار جنيه حتي الآن.
ويضيف: نجد ايضا إن الغاء 70٪ من دعم الطاقة للصناعات كثيفة استخدام الطاقة مع فرض قانون حد اقصي لهامش الربح يعمل علي توفير 50 مليار جنيه علي الاقل.
ارتفاع الدين العام الي3 تريليونات ومعدلات البطالة تتجاوز 34٪
600 مليار جنيه سنويا فوائد للدين وتدهور الخدمات الصحية والتعليمية
ماذا لو لم تقدم الدولة علي خطوة رفع الدعم عن الطاقة والمنتجات البترولية كيف ستكون اوضاع الاقتصاد المصري اذا سارت الحكومة الحالية علي درب حكومات سابقة اعتبرت الدعم منطقة الغام لايجوز الاقتراب منها.
اساتذة الاقتصاد والخبراء يجتازون مع اخبار اليوم حدود الزمن والواقع ويقدمون قراءة لموازنة مصر 2016 اذا تقاعست حكومة محلب عند السير في طريق الاصلاح الصعب واختارت طريقة الاقتراض والديون السهل.
صورة شديدة القتامة لواقع الاقتصاد المصري يرسمها الخبراء تتمثل في انهيار اقتصادي مفزع يتيح لوكالات التصنيف المالية والاقتصادية اعلان افلاس مصر اضافة الي غياب تام لمنظومة الخدمات التي تقدمها الدولة وجبال من الديون يمكن ان تصل الي اكثرمن 3 تريليونات جنيه.
وضع د.رشاد عبده رئيس المنتدي المصري للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية سيناريو تخيليا لشكل الموازنة العامة للدولة خلال السنوات الخمس القادمة اذا لم يتم رفع الدعم واذا لم تقدم الحكومة علي خطوة تخفيض الدعم علي المنتجات البترولية والكهرباء، مشيرا الي ان عجز الميزانية في العام المالي الحالي 2014-2015 كان سيصل الي حوالي 290 مليار جنيه اذا لم يتم تخفيض الدعم، وهذا المبلغ سيضاف الي الدين العام للدولة الذي يقدر بحوالي 1942 مليار جنيه، منها 46 مليار دولار ديونا خارجية والباقي ديون داخلية، مؤكدا ان الدين العام للدولة سيصل الي 3 تريليونات جنيه بعدمرور 5 سنوات، فوائده السنوية تصل الي حوالي 600 مليار جنيه. وقال الخبير الاقتصادي ان الاجيال القادمة هي التي ستتحمل تلك الفوائد، وستدفع فاتورة اخطاء الحكومات السابقة، مؤكدا ان مصرستتعرض الي هزات اقتصادية عنيفة، وانهيار كامل للاقتصاد، سيصل بنا في نهاية المطاف الي اعلان »افلاس مصر«، متوقعا تعرض المجتمع المصري الي مجاعة لعدم وجود ايرادات كافية لاحتياجات المصريين.
ويؤكد د. رشاد أنه يتفق ويساند قرارات الحكومة بتخفيض عجز الموازنة من 350 مليارجنيه الي 240 مليار جنيه، مشيرا الي أن فوائد الدين الداخلي في الموازنة الماضية 2013-2014 كان يتعدي 204 مليارات جنيه، وايراد مصربالكامل 549 مليار جنيه، ومعدل النمو الاقتصادي 2.2٪ فقط، موضحا أن استمرار الميزانية بهذا الشكل سيكون له نتائج كارثية، وأهمها عدم قدرة الحكومة علي دفع عجلة التنمية، وتوفير فرص العمل للشباب وزيادة نسبة البطالة التي وصلت الي 13.6٪، وبين الشباب حوالي 34٪ وانهيار كامل للخدمات التي تقدمها الدولة للمواطن.
ونفي د.رشاد عبده كل الاتهامات التي كانت توجه للحكومة بأن قراراتها موجهة ضد الفقراء وليس الاغنياء موضحا أن القرارات تتمثل في فرض ضرائب 5٪ علي الدخل فوق المليون جنيه، وتطبيق الضريبة العقارية علي من يمتلك عقارات يتعدي ثمنها 2 مليون جنيه بالاضافة الي ضريبة 10٪ علي من يستثمرامواله في البورصة، واخيرا القرار الجمهوري بعدم وجود استثناءات في تطبيق الحد الاقصي للأجور.
القرارصحيح
ويتفق د. أحمد غنيم استاذ الاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة مع الرأي السابق، مؤكدا ان الموازنة القديمة كان يوجد بها عجز يصل الي 14٪، وما ينفق علي الخدمات لايتجاوز 16٪ من حجم الموازنة، وهذا رقم ضئيل جدا، والنسبة الاكبر من الموازنة وتصل الي 84٪ كانت توجه الي الدعم والاجور وخدمة الدين، مشيراالي ان عجز الميزانية في مصركان يفوق عجز الميزانية في اليونان في ظل ازمتها الاقتصادية الطاحنة التي وصلت في اليونان في تلك الفترة الي 12٪ ومصر 14٪ مؤكدا انه كان لايمكن استمرار الوضع بهذا الشكل، كما انه لايوجد أدني جدال او اختلاف بين الاقتصاديين حول صحة القرارات التي اتخذها الرئيس السيسي وحكومة المهندس ابراهيم محلب لتصحيح المسار الاقتصادي.
يقول د. علي لطفي رئيس مجلس الوزراءالأسبق : إنه إذا لم يتم إتخاذ القرارات الاخيرة التي اتخذتها الحكومة لرفع الدعم عن المواد و الوقود والكهرباء كان سيحدث زيادة في عجز الموازنة علي العجز الحالي ب 51 مليار جنيه.. وسوف يؤدي ذلك إلي زيادة الاقتراض ويترتب عليه زيادة في الدين العام للدولة مما قد يؤدي إلي انهيار الاقتصاد المصري بشكل سريع خلال العامين القادمين.. مشيرا إلي إنه بالفعل خلال الفترة الماضية كان معظم الدعم يستفيد منه بشكل كبير لا يعود بالنفع علي الفقراء ومحدودي الدخل.. فمثلا عندما يتم توفير أنبوبة البوتجاز في الاسواق بأسعار مدعمة ب 10 جنيهات وسعرها الاصلي يساوي 60 جنيها فنجد إن الاغنياء يقومون بشراء ثلاث أو أربع أنابيب أما الاسر محدودة الدخل فتقوم بشراء واحدة فقط وبالتالي يذهب الدعم بشكل أكبرإلي الطبقة الغنية التي لا تحتاج إلي هذا الدعم.
ويضيف: حتي نضمن خلال الفترة القادمة ان يتم رفع الدعم عن الاغنياء وتوفير للفقراء يجب استبدال الدعم السلعي أو العيني بالدعم النقدي بمعني ان يتم بيع السلع بأسعارها الحقيقية وفي نفس الوقت يتم إعطاء الفقراء مبالغ مالية بنسب معينة تحددها الدولة.
وضع كارثي
وتشير د. يمن الحماقي استاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس إلي ان حكومة المهندس ابراهيم محلب اذا لم تتخذ القرارات التي تم اصدارها مؤخرا سيكون الوضع الاقتصادي كارثيا.. مشيرة إلي أن هذه القرارات كانت يجب ان تتخذها الحكومات السابقة ولكن لم يكن لدي اي من الحكومات المتعاقبة الشجاعة الكافية لاتخاذ مثل هذه القرارات لوقف نزيف الدعم حيث تغاضت هذه الحكومات عن هذه المشكلة لاسباب سياسية.. مؤكدة ان الموازنة العامة خلال الفترات السابقة كانت تنفق علي ثلاث اتجاهات فقط ثلث للدعم والثلث الثاني لسداد الدين العام والثلث الاخير للاجور وبالتالي لا يتبقي سوي جزء صغير جدا لا يتعدي 14٪ من الميزانية للانفاق علي التعليم والصحة ولذلك نعاني من تخلف في هذه الخدمات..
وتضيف: اذا لم يتم اتخاذ قرارات تخفيض الدعم كان ذلك سيؤدي إلي حدوث انهيار تدريجي في الاقتصاد المصري مما قد يتسبب في إفلاس مصر بسبب زيادة عجز الموازنة وزيادة الدين العام الذي وصل الآن إلي 1.2 مليار جنيه وكنا سندور في «الحلقة المفرغة» للتخلف بسبب زيادة الدين العام.
ويختلف د.عبدالخالق فاروق الخبير الاقتصادي ومدير مركز النيل للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية السابق مع كل الاراء السابقة، مؤكدا أن القرارات التي اتخذتها الحكومة لتخفيض الدعم قرارات غير مدروسة، مشيرا الي انه كان من الممكن ايجاد بدائل عن تلك القرارات لخفض عجز الموازنة، واهمها تعظيم الايرادات عن طريق ضم الفوائض المالية في الصناديق الخاصة الي الميزانية وتقدر بحوالي 55 مليار جنيه حرمت منها الخزانة العامة للدولة، واعادة هيكلة قطاعي البترول والثروة المعدنية يوفر 20 مليارجنيه، وتطبيق منظومة ضريبية جديدة تتفق مع المعايير الدولية تصل الي 45٪ علي دخل الافراد و40٪ علي دخل الشركات، مع حصر المجتمع الضريبي وخاصة قطاع المهن الحرة، سيوفر ذلك 20 مليار جنيه بالاضافة الي الغاء الوظائف غير الضرورية ومنها الوظائف الاستشارية في الحكومة، سيوفر 2 مليار جنيه واخيرا تخفيض نفقات الجهاز الحكومي التي تقدر بحوالي 30 مليارجنيه.
ويقترح د. صلاح جودة مدير مركز الدراسات الاقتصادية عدة حلول لخفض عجز الميزانية عن طريق تطبيق قانون الضريبة العقارية والصادر عام 2008 ولكن نجد ان طبقة الاغنياء تحارب تطبيق هذا القانون منذ ذلك التاريخ وبسبب تأخير تطبيق هذا القانون فان مصر خسرت علي الاقل 4 مليارات جنيه سنويا أي ما يعادل حوالي 24 مليار جنيه حتي الآن.
ويضيف: نجد ايضا إن الغاء 70٪ من دعم الطاقة للصناعات كثيفة استخدام الطاقة مع فرض قانون حد اقصي لهامش الربح يعمل علي توفير 50 مليار جنيه علي الاقل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.