اختتام الدورة 155 للأمن السيبراني لمعلمي قنا وتكريم 134 معلماً    الفريق أحمد خالد: الإسكندرية نموذج أصيل للتعايش الوطني عبر التاريخ    وزير العمل: الاستراتيجية الوطنية للتشغيل ستوفر ملايين فرص العمل بشكل سهل وبسيط    ارتفاع حجم تداول الكهرباء الخضراء في الصين خلال العام الحالي    استمتعوا ده آخر عيد ميلاد لكم، ترامب يهدد الديمقراطيين المرتبطين بقضية إبستين بنشر أسمائهم    القادم أعظم، هيجسيث يعلن تحركات جديدة بعد ضربة أمريكية ضد "داعش" في نيجيريا    زيلينسكي يبحث هاتفياً مع المبعوثَيْن الأميركيين خطة السلام مع روسيا    الاحتلال يصدر أوامر إخلاء لإزالة منازل الفلسطينيين فى حى التفاح بغزة    18 إنذارا للمصريين فى 10 مباريات رصيد حكم مباراة الفراعنة وجنوب أفريقيا    بالأسماء، إصابة 7 أشخاص في حادثي انقلاب سيارة وتصادم موتوسيكل بآخر في الدقهلية    سكرتير محافظة القاهرة: تطبيق مبادرة مركبات «كيوت» مطلع الأسبوع المقبل    أمن الجزائر يحبط تهريب شحنات مخدرات كبيرة عبر ميناء بجاية    وفاة الزوج أثناء الطلاق الرجعي.. هل للزوجة نصيب في الميراث؟    الإفتاء تحسم الجدل: الاحتفال برأس السنة جائزة شرعًا ولا حرمة فيه    «الثقافة الصحية بالمنوفية» تكثّف أنشطتها خلال الأيام العالمية    الأب بطرس دانيال: اختلاف الأديان مصدر غنى إنساني وليس سببًا للصراع    هشام يكن: مواجهة جنوب أفريقيا صعبة.. وصلاح قادر على صنع الفارق    حريق هائل في عزبة بخيت بمنشية ناصر بالقاهرة| صور    منة فضالي للإعلامية يارا أحمد: لو حجيت هتحجب وساعتها هسيب الشغلانة    أردوغان للبرهان: تركيا ترغب في تحقيق الاستقرار والحفاظ على وحدة أراضي السودان    «اللي من القلب بيروح للقلب».. مريم الباجوري تكشف كواليس مسلسل «ميدتيرم»    أمم إفريقيا - تعيين عاشور وعزب ضمن حكام الجولة الثانية من المجموعات    كأس مصر - بتواجد تقنية الفيديو.. دسوقي حكم مباراة الجيش ضد كهرباء الإسماعيلية    محمد فؤاد ومصطفى حجاج يتألقان في حفل جماهيري كبير لمجموعة طلعت مصطفى في «سيليا» بالعاصمة الإدارية    الأقصر تستضيف مؤتمرًا علميًا يناقش أحدث علاجات السمنة وإرشادات علاج السكر والغدد الصماء    نجم الأهلي السابق: تشكيل الفراعنة أمام جنوب إفريقيا لا يحتاج لتغييرات    بروتوكولي تعاون لتطوير آليات العمل القضائي وتبادل الخبرات بين مصر وفلسطين    رئيس كوريا الشمالية يؤكد أهمية قطاع إنتاج الصواريخ في تعزيز الردع العسكري    محافظة الإسماعيلية تحتفل بالذكرى الخمسين لرحيل كوكب الشرق بحفل "كلثوميات".. صور    متابعة مشروع تطوير شارع الإخلاص بحي الطالبية    ناقد رياضي: تمرد بين لاعبي الزمالك ورفض خوض مباراة بلدية المحلة    أسامة كمال عن قضية السباح يوسف محمد: كنت أتمنى حبس ال 18 متهما كلهم.. وصاحب شائعة المنشطات يجب محاسبته    كشف لغز جثة صحراوي الجيزة.. جرعة مخدرات زائدة وراء الوفاة ولا شبهة جنائية    40 جنيهاً ثمن أكياس إخفاء جريمة طفل المنشار.. تفاصيل محاكمة والد المتهم    الزمالك يستعد لمباراة غزل المحلة دون راحة    ساليبا: أرسنال قادر على حصد الرباعية هذا الموسم    واعظات الأوقاف يقدمن دعما نفسيا ودعويا ضمن فعاليات شهر التطوع    استمرار حملات إزالة التعديات على الأراضي الزراعية بكرداسة    فاروق جويدة: هناك عملية تشويه لكل رموز مصر وآخر ضحاياها أم كلثوم    عقب واقعة ريهام عبد الغفور.. أشرف زكي: هناك ضوابط يُجرى إعدادها خلال ال48 ساعة المقبلة    تطور جديد في قضية عمرو دياب وصفعه شاب    جلا هشام: شخصية ناعومي في مسلسل ميد تيرم من أقرب الأدوار إلى قلبي    "التعليم المدمج" بجامعة الأقصر يعلن موعد امتحانات الماجستير والدكتوراه المهنية.. 24 يناير    أخبار مصر اليوم: سحب منخفضة على السواحل الشمالية والوجه البحري.. وزير العمل يصدر قرارًا لتنظيم تشغيل ذوي الهمم بالمنشآت.. إغلاق موقع إلكتروني مزور لبيع تذاكر المتحف المصري الكبير    جوتيريش يدعو لضمان انتخابات سلمية وشاملة في جمهورية أفريقيا الوسطى    ضياء رشوان: نتنياهو يحاول اختزال المرحلة الثانية من اتفاق غزة في نزع سلاح حماس وتغيير مهام قوة السلام    دهس طفل تحت عجلات ميكروباص فوق كوبري الفيوم.. والسائق في قبضة الأمن    أخبار كفر الشيخ اليوم.. إعلان نتائج انتخابات مجلس النواب رسميًا    جراحة دقيقة بمستشفى الفيوم العام تنقذ حياة رضيع عمره 9 أيام    أخصائي يُحذر: نمط الحياة الكارثي وراء إصابة الشباب بشيخوخة العظام المبكرة    خبير: صناعة التعهيد خلقت فرص عمل كبيرة للشباب وجذبت استثمارات أجنبية لمصر    كيف نُصلِح الخلافات الزوجية بين الصم والبكم؟.. أمين الفتوى يجيب    "إسماعيل" يستقبل فريق الدعم الفني لمشروع تطوير نظم الاختبارات العملية والشفهية بالجامعة    حزب المؤتمر: نجاح جولة الإعادة يعكس تطور إدارة الاستحقاقات الدستورية    هل للصيام في رجب فضل عن غيره؟.. الأزهر يُجيب    الوطنية للانتخابات: إبطال اللجنة 71 في بلبيس و26 و36 بالمنصورة و68 بميت غمر    ادِّعاء خصومات وهمية على السلع بغرض سرعة بيعها.. الأزهر للفتوي يوضح    محافظ الجيزة يفتتح قسم رعاية المخ والأعصاب بمستشفى الوراق المركزي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الغلابة .. الدعم .. الجشع .. مأساة مصرية الخبراء يقدمون قراءة لموازنة 2016 بدون قرارات الحكومة الصعبة إفلاس.. انهيار اقتصادي.. مجاعة

ارتفاع الدين العام الي3 تريليونات ومعدلات البطالة تتجاوز 34٪
600 مليار جنيه سنويا فوائد للدين وتدهور الخدمات الصحية والتعليمية
ماذا لو لم تقدم الدولة علي خطوة رفع الدعم عن الطاقة والمنتجات البترولية كيف ستكون اوضاع الاقتصاد المصري اذا سارت الحكومة الحالية علي درب حكومات سابقة اعتبرت الدعم منطقة الغام لايجوز الاقتراب منها.
اساتذة الاقتصاد والخبراء يجتازون مع اخبار اليوم حدود الزمن والواقع ويقدمون قراءة لموازنة مصر 2016 اذا تقاعست حكومة محلب عند السير في طريق الاصلاح الصعب واختارت طريقة الاقتراض والديون السهل.
صورة شديدة القتامة لواقع الاقتصاد المصري يرسمها الخبراء تتمثل في انهيار اقتصادي مفزع يتيح لوكالات التصنيف المالية والاقتصادية اعلان افلاس مصر اضافة الي غياب تام لمنظومة الخدمات التي تقدمها الدولة وجبال من الديون يمكن ان تصل الي اكثرمن 3 تريليونات جنيه.
وضع د.رشاد عبده رئيس المنتدي المصري للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية سيناريو تخيليا لشكل الموازنة العامة للدولة خلال السنوات الخمس القادمة اذا لم يتم رفع الدعم واذا لم تقدم الحكومة علي خطوة تخفيض الدعم علي المنتجات البترولية والكهرباء، مشيرا الي ان عجز الميزانية في العام المالي الحالي 2014-2015 كان سيصل الي حوالي 290 مليار جنيه اذا لم يتم تخفيض الدعم، وهذا المبلغ سيضاف الي الدين العام للدولة الذي يقدر بحوالي 1942 مليار جنيه، منها 46 مليار دولار ديونا خارجية والباقي ديون داخلية، مؤكدا ان الدين العام للدولة سيصل الي 3 تريليونات جنيه بعدمرور 5 سنوات، فوائده السنوية تصل الي حوالي 600 مليار جنيه. وقال الخبير الاقتصادي ان الاجيال القادمة هي التي ستتحمل تلك الفوائد، وستدفع فاتورة اخطاء الحكومات السابقة، مؤكدا ان مصرستتعرض الي هزات اقتصادية عنيفة، وانهيار كامل للاقتصاد، سيصل بنا في نهاية المطاف الي اعلان »افلاس مصر«، متوقعا تعرض المجتمع المصري الي مجاعة لعدم وجود ايرادات كافية لاحتياجات المصريين.
ويؤكد د. رشاد أنه يتفق ويساند قرارات الحكومة بتخفيض عجز الموازنة من 350 مليارجنيه الي 240 مليار جنيه، مشيرا الي أن فوائد الدين الداخلي في الموازنة الماضية 2013-2014 كان يتعدي 204 مليارات جنيه، وايراد مصربالكامل 549 مليار جنيه، ومعدل النمو الاقتصادي 2.2٪ فقط، موضحا أن استمرار الميزانية بهذا الشكل سيكون له نتائج كارثية، وأهمها عدم قدرة الحكومة علي دفع عجلة التنمية، وتوفير فرص العمل للشباب وزيادة نسبة البطالة التي وصلت الي 13.6٪، وبين الشباب حوالي 34٪ وانهيار كامل للخدمات التي تقدمها الدولة للمواطن.
ونفي د.رشاد عبده كل الاتهامات التي كانت توجه للحكومة بأن قراراتها موجهة ضد الفقراء وليس الاغنياء موضحا أن القرارات تتمثل في فرض ضرائب 5٪ علي الدخل فوق المليون جنيه، وتطبيق الضريبة العقارية علي من يمتلك عقارات يتعدي ثمنها 2 مليون جنيه بالاضافة الي ضريبة 10٪ علي من يستثمرامواله في البورصة، واخيرا القرار الجمهوري بعدم وجود استثناءات في تطبيق الحد الاقصي للأجور.
القرارصحيح
ويتفق د. أحمد غنيم استاذ الاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة مع الرأي السابق، مؤكدا ان الموازنة القديمة كان يوجد بها عجز يصل الي 14٪، وما ينفق علي الخدمات لايتجاوز 16٪ من حجم الموازنة، وهذا رقم ضئيل جدا، والنسبة الاكبر من الموازنة وتصل الي 84٪ كانت توجه الي الدعم والاجور وخدمة الدين، مشيراالي ان عجز الميزانية في مصركان يفوق عجز الميزانية في اليونان في ظل ازمتها الاقتصادية الطاحنة التي وصلت في اليونان في تلك الفترة الي 12٪ ومصر 14٪ مؤكدا انه كان لايمكن استمرار الوضع بهذا الشكل، كما انه لايوجد أدني جدال او اختلاف بين الاقتصاديين حول صحة القرارات التي اتخذها الرئيس السيسي وحكومة المهندس ابراهيم محلب لتصحيح المسار الاقتصادي.
يقول د. علي لطفي رئيس مجلس الوزراءالأسبق : إنه إذا لم يتم إتخاذ القرارات الاخيرة التي اتخذتها الحكومة لرفع الدعم عن المواد و الوقود والكهرباء كان سيحدث زيادة في عجز الموازنة علي العجز الحالي ب 51 مليار جنيه.. وسوف يؤدي ذلك إلي زيادة الاقتراض ويترتب عليه زيادة في الدين العام للدولة مما قد يؤدي إلي انهيار الاقتصاد المصري بشكل سريع خلال العامين القادمين.. مشيرا إلي إنه بالفعل خلال الفترة الماضية كان معظم الدعم يستفيد منه بشكل كبير لا يعود بالنفع علي الفقراء ومحدودي الدخل.. فمثلا عندما يتم توفير أنبوبة البوتجاز في الاسواق بأسعار مدعمة ب 10 جنيهات وسعرها الاصلي يساوي 60 جنيها فنجد إن الاغنياء يقومون بشراء ثلاث أو أربع أنابيب أما الاسر محدودة الدخل فتقوم بشراء واحدة فقط وبالتالي يذهب الدعم بشكل أكبرإلي الطبقة الغنية التي لا تحتاج إلي هذا الدعم.
ويضيف: حتي نضمن خلال الفترة القادمة ان يتم رفع الدعم عن الاغنياء وتوفير للفقراء يجب استبدال الدعم السلعي أو العيني بالدعم النقدي بمعني ان يتم بيع السلع بأسعارها الحقيقية وفي نفس الوقت يتم إعطاء الفقراء مبالغ مالية بنسب معينة تحددها الدولة.
وضع كارثي
وتشير د. يمن الحماقي استاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس إلي ان حكومة المهندس ابراهيم محلب اذا لم تتخذ القرارات التي تم اصدارها مؤخرا سيكون الوضع الاقتصادي كارثيا.. مشيرة إلي أن هذه القرارات كانت يجب ان تتخذها الحكومات السابقة ولكن لم يكن لدي اي من الحكومات المتعاقبة الشجاعة الكافية لاتخاذ مثل هذه القرارات لوقف نزيف الدعم حيث تغاضت هذه الحكومات عن هذه المشكلة لاسباب سياسية.. مؤكدة ان الموازنة العامة خلال الفترات السابقة كانت تنفق علي ثلاث اتجاهات فقط ثلث للدعم والثلث الثاني لسداد الدين العام والثلث الاخير للاجور وبالتالي لا يتبقي سوي جزء صغير جدا لا يتعدي 14٪ من الميزانية للانفاق علي التعليم والصحة ولذلك نعاني من تخلف في هذه الخدمات..
وتضيف: اذا لم يتم اتخاذ قرارات تخفيض الدعم كان ذلك سيؤدي إلي حدوث انهيار تدريجي في الاقتصاد المصري مما قد يتسبب في إفلاس مصر بسبب زيادة عجز الموازنة وزيادة الدين العام الذي وصل الآن إلي 1.2 مليار جنيه وكنا سندور في «الحلقة المفرغة» للتخلف بسبب زيادة الدين العام.
ويختلف د.عبدالخالق فاروق الخبير الاقتصادي ومدير مركز النيل للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية السابق مع كل الاراء السابقة، مؤكدا أن القرارات التي اتخذتها الحكومة لتخفيض الدعم قرارات غير مدروسة، مشيرا الي انه كان من الممكن ايجاد بدائل عن تلك القرارات لخفض عجز الموازنة، واهمها تعظيم الايرادات عن طريق ضم الفوائض المالية في الصناديق الخاصة الي الميزانية وتقدر بحوالي 55 مليار جنيه حرمت منها الخزانة العامة للدولة، واعادة هيكلة قطاعي البترول والثروة المعدنية يوفر 20 مليارجنيه، وتطبيق منظومة ضريبية جديدة تتفق مع المعايير الدولية تصل الي 45٪ علي دخل الافراد و40٪ علي دخل الشركات، مع حصر المجتمع الضريبي وخاصة قطاع المهن الحرة، سيوفر ذلك 20 مليار جنيه بالاضافة الي الغاء الوظائف غير الضرورية ومنها الوظائف الاستشارية في الحكومة، سيوفر 2 مليار جنيه واخيرا تخفيض نفقات الجهاز الحكومي التي تقدر بحوالي 30 مليارجنيه.
ويقترح د. صلاح جودة مدير مركز الدراسات الاقتصادية عدة حلول لخفض عجز الميزانية عن طريق تطبيق قانون الضريبة العقارية والصادر عام 2008 ولكن نجد ان طبقة الاغنياء تحارب تطبيق هذا القانون منذ ذلك التاريخ وبسبب تأخير تطبيق هذا القانون فان مصر خسرت علي الاقل 4 مليارات جنيه سنويا أي ما يعادل حوالي 24 مليار جنيه حتي الآن.
ويضيف: نجد ايضا إن الغاء 70٪ من دعم الطاقة للصناعات كثيفة استخدام الطاقة مع فرض قانون حد اقصي لهامش الربح يعمل علي توفير 50 مليار جنيه علي الاقل.
ارتفاع الدين العام الي3 تريليونات ومعدلات البطالة تتجاوز 34٪
600 مليار جنيه سنويا فوائد للدين وتدهور الخدمات الصحية والتعليمية
ماذا لو لم تقدم الدولة علي خطوة رفع الدعم عن الطاقة والمنتجات البترولية كيف ستكون اوضاع الاقتصاد المصري اذا سارت الحكومة الحالية علي درب حكومات سابقة اعتبرت الدعم منطقة الغام لايجوز الاقتراب منها.
اساتذة الاقتصاد والخبراء يجتازون مع اخبار اليوم حدود الزمن والواقع ويقدمون قراءة لموازنة مصر 2016 اذا تقاعست حكومة محلب عند السير في طريق الاصلاح الصعب واختارت طريقة الاقتراض والديون السهل.
صورة شديدة القتامة لواقع الاقتصاد المصري يرسمها الخبراء تتمثل في انهيار اقتصادي مفزع يتيح لوكالات التصنيف المالية والاقتصادية اعلان افلاس مصر اضافة الي غياب تام لمنظومة الخدمات التي تقدمها الدولة وجبال من الديون يمكن ان تصل الي اكثرمن 3 تريليونات جنيه.
وضع د.رشاد عبده رئيس المنتدي المصري للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية سيناريو تخيليا لشكل الموازنة العامة للدولة خلال السنوات الخمس القادمة اذا لم يتم رفع الدعم واذا لم تقدم الحكومة علي خطوة تخفيض الدعم علي المنتجات البترولية والكهرباء، مشيرا الي ان عجز الميزانية في العام المالي الحالي 2014-2015 كان سيصل الي حوالي 290 مليار جنيه اذا لم يتم تخفيض الدعم، وهذا المبلغ سيضاف الي الدين العام للدولة الذي يقدر بحوالي 1942 مليار جنيه، منها 46 مليار دولار ديونا خارجية والباقي ديون داخلية، مؤكدا ان الدين العام للدولة سيصل الي 3 تريليونات جنيه بعدمرور 5 سنوات، فوائده السنوية تصل الي حوالي 600 مليار جنيه. وقال الخبير الاقتصادي ان الاجيال القادمة هي التي ستتحمل تلك الفوائد، وستدفع فاتورة اخطاء الحكومات السابقة، مؤكدا ان مصرستتعرض الي هزات اقتصادية عنيفة، وانهيار كامل للاقتصاد، سيصل بنا في نهاية المطاف الي اعلان »افلاس مصر«، متوقعا تعرض المجتمع المصري الي مجاعة لعدم وجود ايرادات كافية لاحتياجات المصريين.
ويؤكد د. رشاد أنه يتفق ويساند قرارات الحكومة بتخفيض عجز الموازنة من 350 مليارجنيه الي 240 مليار جنيه، مشيرا الي أن فوائد الدين الداخلي في الموازنة الماضية 2013-2014 كان يتعدي 204 مليارات جنيه، وايراد مصربالكامل 549 مليار جنيه، ومعدل النمو الاقتصادي 2.2٪ فقط، موضحا أن استمرار الميزانية بهذا الشكل سيكون له نتائج كارثية، وأهمها عدم قدرة الحكومة علي دفع عجلة التنمية، وتوفير فرص العمل للشباب وزيادة نسبة البطالة التي وصلت الي 13.6٪، وبين الشباب حوالي 34٪ وانهيار كامل للخدمات التي تقدمها الدولة للمواطن.
ونفي د.رشاد عبده كل الاتهامات التي كانت توجه للحكومة بأن قراراتها موجهة ضد الفقراء وليس الاغنياء موضحا أن القرارات تتمثل في فرض ضرائب 5٪ علي الدخل فوق المليون جنيه، وتطبيق الضريبة العقارية علي من يمتلك عقارات يتعدي ثمنها 2 مليون جنيه بالاضافة الي ضريبة 10٪ علي من يستثمرامواله في البورصة، واخيرا القرار الجمهوري بعدم وجود استثناءات في تطبيق الحد الاقصي للأجور.
القرارصحيح
ويتفق د. أحمد غنيم استاذ الاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة مع الرأي السابق، مؤكدا ان الموازنة القديمة كان يوجد بها عجز يصل الي 14٪، وما ينفق علي الخدمات لايتجاوز 16٪ من حجم الموازنة، وهذا رقم ضئيل جدا، والنسبة الاكبر من الموازنة وتصل الي 84٪ كانت توجه الي الدعم والاجور وخدمة الدين، مشيراالي ان عجز الميزانية في مصركان يفوق عجز الميزانية في اليونان في ظل ازمتها الاقتصادية الطاحنة التي وصلت في اليونان في تلك الفترة الي 12٪ ومصر 14٪ مؤكدا انه كان لايمكن استمرار الوضع بهذا الشكل، كما انه لايوجد أدني جدال او اختلاف بين الاقتصاديين حول صحة القرارات التي اتخذها الرئيس السيسي وحكومة المهندس ابراهيم محلب لتصحيح المسار الاقتصادي.
يقول د. علي لطفي رئيس مجلس الوزراءالأسبق : إنه إذا لم يتم إتخاذ القرارات الاخيرة التي اتخذتها الحكومة لرفع الدعم عن المواد و الوقود والكهرباء كان سيحدث زيادة في عجز الموازنة علي العجز الحالي ب 51 مليار جنيه.. وسوف يؤدي ذلك إلي زيادة الاقتراض ويترتب عليه زيادة في الدين العام للدولة مما قد يؤدي إلي انهيار الاقتصاد المصري بشكل سريع خلال العامين القادمين.. مشيرا إلي إنه بالفعل خلال الفترة الماضية كان معظم الدعم يستفيد منه بشكل كبير لا يعود بالنفع علي الفقراء ومحدودي الدخل.. فمثلا عندما يتم توفير أنبوبة البوتجاز في الاسواق بأسعار مدعمة ب 10 جنيهات وسعرها الاصلي يساوي 60 جنيها فنجد إن الاغنياء يقومون بشراء ثلاث أو أربع أنابيب أما الاسر محدودة الدخل فتقوم بشراء واحدة فقط وبالتالي يذهب الدعم بشكل أكبرإلي الطبقة الغنية التي لا تحتاج إلي هذا الدعم.
ويضيف: حتي نضمن خلال الفترة القادمة ان يتم رفع الدعم عن الاغنياء وتوفير للفقراء يجب استبدال الدعم السلعي أو العيني بالدعم النقدي بمعني ان يتم بيع السلع بأسعارها الحقيقية وفي نفس الوقت يتم إعطاء الفقراء مبالغ مالية بنسب معينة تحددها الدولة.
وضع كارثي
وتشير د. يمن الحماقي استاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس إلي ان حكومة المهندس ابراهيم محلب اذا لم تتخذ القرارات التي تم اصدارها مؤخرا سيكون الوضع الاقتصادي كارثيا.. مشيرة إلي أن هذه القرارات كانت يجب ان تتخذها الحكومات السابقة ولكن لم يكن لدي اي من الحكومات المتعاقبة الشجاعة الكافية لاتخاذ مثل هذه القرارات لوقف نزيف الدعم حيث تغاضت هذه الحكومات عن هذه المشكلة لاسباب سياسية.. مؤكدة ان الموازنة العامة خلال الفترات السابقة كانت تنفق علي ثلاث اتجاهات فقط ثلث للدعم والثلث الثاني لسداد الدين العام والثلث الاخير للاجور وبالتالي لا يتبقي سوي جزء صغير جدا لا يتعدي 14٪ من الميزانية للانفاق علي التعليم والصحة ولذلك نعاني من تخلف في هذه الخدمات..
وتضيف: اذا لم يتم اتخاذ قرارات تخفيض الدعم كان ذلك سيؤدي إلي حدوث انهيار تدريجي في الاقتصاد المصري مما قد يتسبب في إفلاس مصر بسبب زيادة عجز الموازنة وزيادة الدين العام الذي وصل الآن إلي 1.2 مليار جنيه وكنا سندور في «الحلقة المفرغة» للتخلف بسبب زيادة الدين العام.
ويختلف د.عبدالخالق فاروق الخبير الاقتصادي ومدير مركز النيل للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية السابق مع كل الاراء السابقة، مؤكدا أن القرارات التي اتخذتها الحكومة لتخفيض الدعم قرارات غير مدروسة، مشيرا الي انه كان من الممكن ايجاد بدائل عن تلك القرارات لخفض عجز الموازنة، واهمها تعظيم الايرادات عن طريق ضم الفوائض المالية في الصناديق الخاصة الي الميزانية وتقدر بحوالي 55 مليار جنيه حرمت منها الخزانة العامة للدولة، واعادة هيكلة قطاعي البترول والثروة المعدنية يوفر 20 مليارجنيه، وتطبيق منظومة ضريبية جديدة تتفق مع المعايير الدولية تصل الي 45٪ علي دخل الافراد و40٪ علي دخل الشركات، مع حصر المجتمع الضريبي وخاصة قطاع المهن الحرة، سيوفر ذلك 20 مليار جنيه بالاضافة الي الغاء الوظائف غير الضرورية ومنها الوظائف الاستشارية في الحكومة، سيوفر 2 مليار جنيه واخيرا تخفيض نفقات الجهاز الحكومي التي تقدر بحوالي 30 مليارجنيه.
ويقترح د. صلاح جودة مدير مركز الدراسات الاقتصادية عدة حلول لخفض عجز الميزانية عن طريق تطبيق قانون الضريبة العقارية والصادر عام 2008 ولكن نجد ان طبقة الاغنياء تحارب تطبيق هذا القانون منذ ذلك التاريخ وبسبب تأخير تطبيق هذا القانون فان مصر خسرت علي الاقل 4 مليارات جنيه سنويا أي ما يعادل حوالي 24 مليار جنيه حتي الآن.
ويضيف: نجد ايضا إن الغاء 70٪ من دعم الطاقة للصناعات كثيفة استخدام الطاقة مع فرض قانون حد اقصي لهامش الربح يعمل علي توفير 50 مليار جنيه علي الاقل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.