اليوم، الناخبون يواصلون التصويت في 30 دائرة ملغاة بانتخابات مجلس النواب 2025    أسعار اللحوم في محافظة أسوان اليوم الخميس 11 ديسمبر 2025    جيانا: ناقلة النفط "سكيبر" رفعت علم البلاد بشكل غير قانوني قبل احتجازها    قرصنة دولية ومحاولة لنهب الموارد، أول رد فعل لفنزويلا بعد استيلاء على ناقلة نفط أمام سواحلها    ماسك يتحدث عن إلهان عمر وممداني والجحيم الشيوعي    يوسى كوهين شاهد من أهلها.. مصر القوية والموساد    لمدة 6 ساعات خطة انقطاع المياه اليوم في محافظة الدقهلية    مجلس النواب الأمريكي يصوّت بالأغلبية لصالح إلغاء قانون عقوبات "قيصر" ضد سوريا    DC تطرح أول بوستر رسمي لفيلم Supergirl    ناسا تفقد الاتصال بالمركبة مافن التي تدور حول المريخ منذ عقد    التعاون الإسلامي تدين خطط الاستيطان الإسرائيلية الجديدة في الضفة الغربية    قرار جديد ضد المتهم بالتحرش بفنانة شهيرة في النزهة    سلوى عثمان: أخذت من والدتي التضحية ومن والدي فنيًا الالتزام    دعاء الفجر| (ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين)    أول قرار ضد مضطرب نفسي تعدى على رجال الشرطة لفظيا دون سبب بمدينة نصر    التحقيق مع شخص يوزع بطاقات دعائية على الناخبين بالطالبية    مراكز الإصلاح والتأهيل فلسفة إصلاحية جديدة.. الإنسان أولًا    أحمد مراد يعتذر عن تصريحه الأخير المثير للجدل عن فيلم الست    القابضة للصرف الصحي تدعم رافع العريش بطلمبتين بعد صيانتهما    توقيت أذان الفجر اليوم الخميس 11ديسمبر 2025.. ودعاء مأثور يُقال بعد الانتهاء من الصلاة    يوفنتوس ينتصر على بافوس بثنائية نظيفة    عاجل - قرار الاحتياطي الفيدرالي يخفض أسعار الفائدة 25 نقطة أساس في ثالث خفض خلال 2025    "شغّلني" تُطلق مشروع تشغيل شباب الصعيد بسوهاج وقنا    لماذا تجدد أبواق السيسى شائعات عن وفاة مرشد الإخوان د. بديع بمحبسه؟    خالد أبو بكر يشيد بجهاز مستقبل مصر في استصلاح الأراضي: سرعة العمل أهم عامل    التحضير لجزء ثانٍ من مسلسل «ورد وشوكولاتة»    ما معنى تخفيض الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة 25 نقطة أساس؟    تصعيد سياسي في اليمن بعد تحركات عسكرية للمجلس الانتقالي    أرسنال يسحق كلوب بروج بثلاثية خارج الديار    مواقيت الصلاة اليوم الخميس 11ديسمبر 2025........مواعيد الأذان في محافظة المنيا    سلمان خان وإدريس إلبا وريز أحمد فى حفل جولدن جلوب بمهرجان البحر الأحمر    بانا مشتاق: إبراهيم عبد المجيد كاتب مثقف ومشتبك مع قضايا الناس    الرفق بالحيوان: تخصيص أرض لإيواء الكلاب الضالة أحد حلول انتشار هذه الظاهرة    منتخب مصر يواصل تدريباته بمركز المنتخبات الوطنية استعدادا لأمم إفريقيا (صور)    رودريجو: ليس لدي مشكلة في اللعب على الجانب الأيمن.. المهم أن أشارك    كرة طائرة - خسارة سيدات الزمالك أمام كونيجيليانو الإيطالي في ثاني مواجهات مونديال الأندية    الخطر الأكبر على مصر، عصام كامل يكشف ما يجب أن تخشاه الدولة قبل فوات الأوان (فيديو)    "جنوب الوادي للأسمنت" و"العالمية للاستثمار" يتصدران ارتفاعات البورصة المصرية    حقيقة منع شيرين عبد الوهاب من رؤية ابنتيها وإفلاسها.. ما القصة؟    "امرأة هزت عرش التحدي".. الموسم الثاني من مسابقة المرأة الذهبية للمركز الإفريقي لخدمات صحة المرأة    القبض على شخص اقتحم مدرسة بالإسماعيلية واعتدى على معلم ب "مقص"    المتهم بتجميع بطاقات الناخبين: «كنت بستعلم عن اللجان»    4 فوائد للملح تدفعنا لتناوله ولكن بحذر    أعراض اعوجاج العمود الفقري وأسبابه ومخاطر ذلك    معهد التغذية يكشف عن أطعمة ترفع المناعة في الشتاء بشكل طبيعي    انتبهي إلى طعامك خلال الأشهر الأولى من الحمل.. إليك قائمة بالمحاذير    مستشار وزير الثقافة: إدارج "الكشري" في قائمة تراث اليونسكو يمثل اعترافًا دوليًا بهويتنا وثقافتنا    أستاذ علوم سياسية: المواطن استعاد ثقته في أن صوته سيصل لمن يختاره    ضبط شاب ينتحل صفة أخصائى علاج طبيعى ويدير مركزا غير مرخص فى سوهاج    البابا تواضروس يهنئ الكنيسة ببدء شهر كيهك    التعادل السلبي يحسم موقعة باريس سان جيرمان وأتلتيك بلباو    ساوندرز: ليفربول ألقى صلاح تحت الحافلة؟ تقاضى 60 مليون جنيه إسترليني    الأرقام تكشف.. كيف أنقذ صلاح ليفربول من سنوات الفشل إلى منصات التتويج.. فيديو    ترامب: الفساد في أوكرانيا متفشٍ وغياب الانتخابات يثير تساؤلات حول الديمقراطية    الزوامل والتماسيح: العبث البيئي وثمن الأمن المجتمعي المفقود    "الصحة" تكشف عن الفيروس الأكثر انتشارا بين المواطنين حاليا    الأوقاف تختتم فعاليات المسابقة العالمية الثانية والثلاثين للقرآن من مسجد مصر الكبير بالعاصمة    حاسوب القرآن.. طالب بكلية الطب يذهل لجنة التحكيم في مسابقة بورسعيد الدولية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قنابل الرعب على أرصفة الموسكي: التورتة ب75 جنيها والبازوكة ب25

قنابل يدوية، صواريخ طائرة طويلة المدى، والديناميت، هذه ليست أسماء أسلحة جديدة استوردها الجيش وإنما مجرد العاب نارية تباع على الأرصفة بمنطقة العتبة والموسكي تم استيرادها لتوزيعها خلال شهر رمضان وعيد الفطر.
هذه الألعاب النارية تحولت من وسيلة خطيرة للترفيه إلى أسلحة خفيفة تواجه بها قوات الشرطة أو تستخدم في المشاجرات والاشتباكات وتخلف عنها إصابات بعضها خطيرة بسبب قوتها، والكميات الضخمة الموجودة في الأسواق تدل على أن تهريبها ممنهج والدولة لا ترى لا تسمع لا تتكلم.
بوابة أخبار اليوم قامت بجولة في منطقة العتبة والموسكي لمعرفة أنواع تلك الألعاب النارية وقوتها وكيف تدخل هذه الأسلحة الصغيرة من الباب الخلفي للوطن بهذه الكميات الضخمة ؟ .
بداية رحلتنا كانت من ميدان العتبة والذي كان خالياً من بائعي الألعاب النارية بسبب قربه من قسم الأزبكية وظللنا نبحث إلى أن وجدنا احد الأطفال يجلس بمناديل وبجوارها 3 علب من صواريخ صغيرة رخيصة الثمن يبيعها فسألنه عن بائع نستطيع نشتري منه هذه الصواريخ جملة وبكميات كبيرة فوصف لنا احد الشوارع والذي أطلق عليه مسمى "السوق بتاعنا" وكان في مكان قريب نسبياً من ميدان العتبة بمجرد أن تركنا هذا الطفل وتوجهنا إلى المكان الذي وصفه لنا سمعنا أصوات دوي الصواريخ في السماء وبعد مسافة قليلة ظهر عدد قليل من الباعة وعلى فرشتهم أعداد و أنواع متوسطة من الألعاب النارية.
توقفنا وسألنا عن الأسعار ولكن لم يكن هذا طموحنا بل أردنا الوصول إلى السوق وأثناء حديثنا من البائع ظلت أصوات الصواريخ تدوي في السماء فسألناه عن السبب أجاب أن التجار تعرض بضاعتها وتجربها للزبائن، طلبنا منه إرشادنا عن مكان يبيع الصواريخ الكبيرة فأشار إلى أحد الشوارع والذي من الوهلة الأولى تشعر انه سوق بيع المفروشات والكؤوس الزجاجية والملابس ولكن بعد أن اقتربنا كانت المفاجأة شارع كامل لبيع الألعاب النارية والبيع والشراء.
تحدثنا مع احد الباعة عن الأسعار والأسماء، وكثرة أسئلتنا جعلته يبادرنا بسؤال "باشا أنت عايز إيه بالضبط"، فأجبنا » يا عم الأنواع كتير وأنا عاوز حاجة قوية"، ليرد "اللي علي فرشتي دي حاجات عادية طلبك مش هنا خش الشارع جوه وتلاقي اللي أنت عايزه"..تركناه ودخلنا إلى الشارع نفسه والذي كان مزدحما من كثرة بائعي الألعاب النارية المصطفين علي جوانب الشارع والمشترين من كل الأعمار، وفي منتصف الشارع وجدنا التجار الكبار ليست محلات ولكن بائعي الجملة وعلو فرشتهم من "البومبه" إلى "الصاروخ" .
وسط صيحات البائعين الذين يعرضون ما لديهم وبصعوبة استطعنا أن نعرف ما يدور في هذا العالم وسط قلق وتخوف من احد البائعين فيقول "م.س" كل ما يباع هناك من العاب نارية مهرب، ويدخل بطرق غير شرعية من خلال كونترات مهربه يتم وضع الألعاب النارية وسط كراتين الملابس وغيرها من المنتجات لذا نخشى الحديث مع أي شخص حول طبيعة عملنا حتى لا يتوقف حالنا، وهذا مصدر رزقنا الوحيد.
وأضاف قائلا: "كل ما لدينا من ألعاب نحصل عليه من أكثر من مورد فكل مستورد مسؤول عن أنواع معينة من الصورايخ يقوم بإدخالها إلى مصر وكل فترة يظهر الجديد فيها، جميع هذه الألعاب الموجودة هنا مستوردة من الصين فالألعاب لدينا إما صيني أو مصري ولكن الإقبال على المحلي ضعيف لأنه غير جيد بالمرة وليس له زبون رغم رخص سعره.
وقال إن الأنواع كثيرة ومتنوعة وكل فترة يظهر الأحدث، فهناك ما يعرف باسم التورتة وسعرها 75 جنيها تحدث أصواتا عالية في السماء مع أنوار متعددة وعليها إقبال كبير خاصة من الشباب، أما الشماريخ فهناك "الهاند" الذي يستخدم في المدرجات و يصل سعره إلى 150 جنيها، والشمروخ العادي الذي يباع ب 25 جنيها وهذا يحدث طلقات في السماء والصيني منه يخرج 8 طلقات ولكن كعادة الصيني تكون صلاحيته 6 طلقات فقط وهو من الألعاب التي تلقى رواجا كبيرا هنا في السوق.
أما باقي الأنواع فتختلف مسمياتها ما بين مهرجان بسعر 25 جنيها وبازوكة تباع بنفس السعر أيضا، وعن نسبة البيع يقول في الفترة الماضية كان العام بأكمله موسم فالاحتفالات مثل الاتحادية والتحرير كنا نبيع فيها بنسبة كبيرة أما بعد الانتخابات يعتبر رمضان هو ذروة البيع بالنسبة لنا فمكسبنا اليومي يتعدي 500 جنيه، وتأتي الحكومة من فترة لأخرى وتأخذ "الفرشة" ونقوم بدفع الغرامة ثم نعود من جديد.
الوضع لا يختلف كثيرا عند باقي البائعين فالمأساة واحدة والاستعراض في عرض هذه الأسلحة التي تقع في أيدي الأطفال على مرأى ومسمع من الجميع فبدون رقابة تباع هذه القنابل الموقوتة دون رادع، وعندما التقينا بائع أخر يدعى ط.ص أكد لنا انه لا يعرف سوى هذه المهنة وانه لن يعمل غيرها.
يذكر انه عرض لنا أنواعا محلية مختلفة تدعى القنبلة سعر الواحدة منها 2 جنيه و50 قرشا تتنوع أشكالها، مؤكدا على انه موجود منذ 3 سنوات ويدفع 40 ألف جنيه سنويا إيجارا للفرشة من احد الأشخاص الذين يمتلكون هذه الأرض، وأن قيمة البضاعة الموجودة تختلف من بائع إلى أخر حسب المكان إذا كان أول السوق أو أخره.
في الوقت الذي يرى البائع في هذه الألعاب مكسبا له يؤكد الخبراء على أن يجب وقف هذه الأسلحة نظرا لأضرارها الجسيمة النفسية والمجتمعية، فيقول جلال أبو الفتوح رئيس مصلحة الجمارك الأسبق إن هذه الألعاب نوعا من الفوضى التي يعيشها مجتمعنا الآن ويجب تنفيذ العقوبة في كل من يساهم في الإضرار بهذا الوطن، مضيفا أن هذه الألعاب النارية غير مصرح بدخولها فهي ممنوعة لأنها مخالفة.
وأوضح أن الجمارك موجودة إما بالمواني أو المطارات وبالتالي يجب تشديد الرقابة لمنع دخول هذه الألعاب، فأحيانا يأتي عدد كبير من (الكونتينر) القادم من الصين وقد يكون 10 على سبيل المثال فما يحدث انه يتم تفتيش 2 أو 3 فقط على الأكثر دون تفتيش الباقي وبالتالي يعتمد المستور على هذه الطريقة وتدخل الألعاب الممنوعة,
وأشار إلى أن المنفذ الأخر الذي قد تأتي منه هو الطريق البري وهنا يأتي دور قوات حرس الحدود لمنع دخولها عن طريق ليبيا أو السودان، مؤكدا على أن هذه الألعاب تشكل خطورة كبيرة جدا على مستخدميها والمجتمع ولسد هذه الثغرة يجب أولا تفتيش كافة الطرود القادمة من الصين نظرا لكونها المصدر الوحيد لهذا النوع من الألعاب وبالتالي نستطيع ضبط المهربين.
من جانبه أكد اللواء حاتم بهجت خبير المفرقعات أن البارود الموجود داخل الألعاب النارية يمكن استخدامه في صنع القنابل البدائية مثل التي تم استخدامها خلال الفترة القادمة في محطات مترو الأنفاق وغيرها من التفجيرات الصغيرة التي ينتج عنها موجة انفجارية بسيطة ولكن تخلف إصابات وحروق وقد ينتج عنها وفيات، فمعظم القنابل التي تم استخدامها خلال الفترة الماضية تم استخدام البارود في صنعها مثل الموجودة بالألعاب النارية وليست مواد شديدة الانفجار من TNT وغيرها.
وأشار إلى انه يجب أن تقوم الحكومة بضبط المهربين وتجفيف منابع الإرهاب، موضحا أن هذه الألعاب يتم تهريبها عبر الجمارك في كونترات البضائع ويصعب كشفها من خلال الكلاب المدربة على شم الأبخرة المتصاعدة من المادة المفجرة، ولذلك يقوم المهرب بوضعها ضمن بضائع أخرى ويتم تغليفها بشكل محكم جدا ويجب أن يتم ضبطها عبر البحث الجنائي والتحريات.
وتشير الدكتورة سامية خضر أستاذة علم الاجتماع إلى أن ما نعيشه الآن من قلق وتوتر تأتي هذه الألعاب لتمثل مصدر إزعاج وقلق للجميع وكان الخصوصية و الهدوء أصبحت شيئا مستحيلا، فمثل هذه الألعاب تجعل مستخدمها شخصا فوضويا وعدوانيا وليس لديه قوانين تمنعه، وبالتالي يصبح شخصا غير مسؤولا، أما عن مدى الضرر الذي تسببه لمن هم داخل منازلهم أو بالشوارع و يتعرضون لمثل هذا النوع من الإرهاب فهي تجعل المواطن يشعر بنوع من عدم الأمان والتوتر والفزع المستمر وعدم القدرة على التركيز خاصة أن اغلب هذه الألعاب صوتها يصعب تحديه عن القنابل أحيانا وبالتالي المسؤولية تخص الرقابة التي تحتاج إلى مراقبة الأسواق لمعرفة المصرح ببيعه و الممنوع والحفاظ على امن هذا الوطن.
قنابل يدوية، صواريخ طائرة طويلة المدى، والديناميت، هذه ليست أسماء أسلحة جديدة استوردها الجيش وإنما مجرد العاب نارية تباع على الأرصفة بمنطقة العتبة والموسكي تم استيرادها لتوزيعها خلال شهر رمضان وعيد الفطر.
هذه الألعاب النارية تحولت من وسيلة خطيرة للترفيه إلى أسلحة خفيفة تواجه بها قوات الشرطة أو تستخدم في المشاجرات والاشتباكات وتخلف عنها إصابات بعضها خطيرة بسبب قوتها، والكميات الضخمة الموجودة في الأسواق تدل على أن تهريبها ممنهج والدولة لا ترى لا تسمع لا تتكلم.
بوابة أخبار اليوم قامت بجولة في منطقة العتبة والموسكي لمعرفة أنواع تلك الألعاب النارية وقوتها وكيف تدخل هذه الأسلحة الصغيرة من الباب الخلفي للوطن بهذه الكميات الضخمة ؟ .
بداية رحلتنا كانت من ميدان العتبة والذي كان خالياً من بائعي الألعاب النارية بسبب قربه من قسم الأزبكية وظللنا نبحث إلى أن وجدنا احد الأطفال يجلس بمناديل وبجوارها 3 علب من صواريخ صغيرة رخيصة الثمن يبيعها فسألنه عن بائع نستطيع نشتري منه هذه الصواريخ جملة وبكميات كبيرة فوصف لنا احد الشوارع والذي أطلق عليه مسمى "السوق بتاعنا" وكان في مكان قريب نسبياً من ميدان العتبة بمجرد أن تركنا هذا الطفل وتوجهنا إلى المكان الذي وصفه لنا سمعنا أصوات دوي الصواريخ في السماء وبعد مسافة قليلة ظهر عدد قليل من الباعة وعلى فرشتهم أعداد و أنواع متوسطة من الألعاب النارية.
توقفنا وسألنا عن الأسعار ولكن لم يكن هذا طموحنا بل أردنا الوصول إلى السوق وأثناء حديثنا من البائع ظلت أصوات الصواريخ تدوي في السماء فسألناه عن السبب أجاب أن التجار تعرض بضاعتها وتجربها للزبائن، طلبنا منه إرشادنا عن مكان يبيع الصواريخ الكبيرة فأشار إلى أحد الشوارع والذي من الوهلة الأولى تشعر انه سوق بيع المفروشات والكؤوس الزجاجية والملابس ولكن بعد أن اقتربنا كانت المفاجأة شارع كامل لبيع الألعاب النارية والبيع والشراء.
تحدثنا مع احد الباعة عن الأسعار والأسماء، وكثرة أسئلتنا جعلته يبادرنا بسؤال "باشا أنت عايز إيه بالضبط"، فأجبنا » يا عم الأنواع كتير وأنا عاوز حاجة قوية"، ليرد "اللي علي فرشتي دي حاجات عادية طلبك مش هنا خش الشارع جوه وتلاقي اللي أنت عايزه"..تركناه ودخلنا إلى الشارع نفسه والذي كان مزدحما من كثرة بائعي الألعاب النارية المصطفين علي جوانب الشارع والمشترين من كل الأعمار، وفي منتصف الشارع وجدنا التجار الكبار ليست محلات ولكن بائعي الجملة وعلو فرشتهم من "البومبه" إلى "الصاروخ" .
وسط صيحات البائعين الذين يعرضون ما لديهم وبصعوبة استطعنا أن نعرف ما يدور في هذا العالم وسط قلق وتخوف من احد البائعين فيقول "م.س" كل ما يباع هناك من العاب نارية مهرب، ويدخل بطرق غير شرعية من خلال كونترات مهربه يتم وضع الألعاب النارية وسط كراتين الملابس وغيرها من المنتجات لذا نخشى الحديث مع أي شخص حول طبيعة عملنا حتى لا يتوقف حالنا، وهذا مصدر رزقنا الوحيد.
وأضاف قائلا: "كل ما لدينا من ألعاب نحصل عليه من أكثر من مورد فكل مستورد مسؤول عن أنواع معينة من الصورايخ يقوم بإدخالها إلى مصر وكل فترة يظهر الجديد فيها، جميع هذه الألعاب الموجودة هنا مستوردة من الصين فالألعاب لدينا إما صيني أو مصري ولكن الإقبال على المحلي ضعيف لأنه غير جيد بالمرة وليس له زبون رغم رخص سعره.
وقال إن الأنواع كثيرة ومتنوعة وكل فترة يظهر الأحدث، فهناك ما يعرف باسم التورتة وسعرها 75 جنيها تحدث أصواتا عالية في السماء مع أنوار متعددة وعليها إقبال كبير خاصة من الشباب، أما الشماريخ فهناك "الهاند" الذي يستخدم في المدرجات و يصل سعره إلى 150 جنيها، والشمروخ العادي الذي يباع ب 25 جنيها وهذا يحدث طلقات في السماء والصيني منه يخرج 8 طلقات ولكن كعادة الصيني تكون صلاحيته 6 طلقات فقط وهو من الألعاب التي تلقى رواجا كبيرا هنا في السوق.
أما باقي الأنواع فتختلف مسمياتها ما بين مهرجان بسعر 25 جنيها وبازوكة تباع بنفس السعر أيضا، وعن نسبة البيع يقول في الفترة الماضية كان العام بأكمله موسم فالاحتفالات مثل الاتحادية والتحرير كنا نبيع فيها بنسبة كبيرة أما بعد الانتخابات يعتبر رمضان هو ذروة البيع بالنسبة لنا فمكسبنا اليومي يتعدي 500 جنيه، وتأتي الحكومة من فترة لأخرى وتأخذ "الفرشة" ونقوم بدفع الغرامة ثم نعود من جديد.
الوضع لا يختلف كثيرا عند باقي البائعين فالمأساة واحدة والاستعراض في عرض هذه الأسلحة التي تقع في أيدي الأطفال على مرأى ومسمع من الجميع فبدون رقابة تباع هذه القنابل الموقوتة دون رادع، وعندما التقينا بائع أخر يدعى ط.ص أكد لنا انه لا يعرف سوى هذه المهنة وانه لن يعمل غيرها.
يذكر انه عرض لنا أنواعا محلية مختلفة تدعى القنبلة سعر الواحدة منها 2 جنيه و50 قرشا تتنوع أشكالها، مؤكدا على انه موجود منذ 3 سنوات ويدفع 40 ألف جنيه سنويا إيجارا للفرشة من احد الأشخاص الذين يمتلكون هذه الأرض، وأن قيمة البضاعة الموجودة تختلف من بائع إلى أخر حسب المكان إذا كان أول السوق أو أخره.
في الوقت الذي يرى البائع في هذه الألعاب مكسبا له يؤكد الخبراء على أن يجب وقف هذه الأسلحة نظرا لأضرارها الجسيمة النفسية والمجتمعية، فيقول جلال أبو الفتوح رئيس مصلحة الجمارك الأسبق إن هذه الألعاب نوعا من الفوضى التي يعيشها مجتمعنا الآن ويجب تنفيذ العقوبة في كل من يساهم في الإضرار بهذا الوطن، مضيفا أن هذه الألعاب النارية غير مصرح بدخولها فهي ممنوعة لأنها مخالفة.
وأوضح أن الجمارك موجودة إما بالمواني أو المطارات وبالتالي يجب تشديد الرقابة لمنع دخول هذه الألعاب، فأحيانا يأتي عدد كبير من (الكونتينر) القادم من الصين وقد يكون 10 على سبيل المثال فما يحدث انه يتم تفتيش 2 أو 3 فقط على الأكثر دون تفتيش الباقي وبالتالي يعتمد المستور على هذه الطريقة وتدخل الألعاب الممنوعة,
وأشار إلى أن المنفذ الأخر الذي قد تأتي منه هو الطريق البري وهنا يأتي دور قوات حرس الحدود لمنع دخولها عن طريق ليبيا أو السودان، مؤكدا على أن هذه الألعاب تشكل خطورة كبيرة جدا على مستخدميها والمجتمع ولسد هذه الثغرة يجب أولا تفتيش كافة الطرود القادمة من الصين نظرا لكونها المصدر الوحيد لهذا النوع من الألعاب وبالتالي نستطيع ضبط المهربين.
من جانبه أكد اللواء حاتم بهجت خبير المفرقعات أن البارود الموجود داخل الألعاب النارية يمكن استخدامه في صنع القنابل البدائية مثل التي تم استخدامها خلال الفترة القادمة في محطات مترو الأنفاق وغيرها من التفجيرات الصغيرة التي ينتج عنها موجة انفجارية بسيطة ولكن تخلف إصابات وحروق وقد ينتج عنها وفيات، فمعظم القنابل التي تم استخدامها خلال الفترة الماضية تم استخدام البارود في صنعها مثل الموجودة بالألعاب النارية وليست مواد شديدة الانفجار من TNT وغيرها.
وأشار إلى انه يجب أن تقوم الحكومة بضبط المهربين وتجفيف منابع الإرهاب، موضحا أن هذه الألعاب يتم تهريبها عبر الجمارك في كونترات البضائع ويصعب كشفها من خلال الكلاب المدربة على شم الأبخرة المتصاعدة من المادة المفجرة، ولذلك يقوم المهرب بوضعها ضمن بضائع أخرى ويتم تغليفها بشكل محكم جدا ويجب أن يتم ضبطها عبر البحث الجنائي والتحريات.
وتشير الدكتورة سامية خضر أستاذة علم الاجتماع إلى أن ما نعيشه الآن من قلق وتوتر تأتي هذه الألعاب لتمثل مصدر إزعاج وقلق للجميع وكان الخصوصية و الهدوء أصبحت شيئا مستحيلا، فمثل هذه الألعاب تجعل مستخدمها شخصا فوضويا وعدوانيا وليس لديه قوانين تمنعه، وبالتالي يصبح شخصا غير مسؤولا، أما عن مدى الضرر الذي تسببه لمن هم داخل منازلهم أو بالشوارع و يتعرضون لمثل هذا النوع من الإرهاب فهي تجعل المواطن يشعر بنوع من عدم الأمان والتوتر والفزع المستمر وعدم القدرة على التركيز خاصة أن اغلب هذه الألعاب صوتها يصعب تحديه عن القنابل أحيانا وبالتالي المسؤولية تخص الرقابة التي تحتاج إلى مراقبة الأسواق لمعرفة المصرح ببيعه و الممنوع والحفاظ على امن هذا الوطن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.