أستاذ بجامعة الأزهر: مشروع قانون تنظيم إصدار الفتوى يُعزز الاستقرار داخل المجتمع    وزير الإسكان يبحث سبل تعزيز التعاون المشترك بين مصر واليابان    «النواب» يوافق على منحة الاتحاد الأوروبي لدعم استراتيجية مصر للسكان    توفير 706 فرصة عمل للخريجين بأسيوط ضمن مشروع توزيع البوتاجاز    عاجل|كتائب القسام تنسق مع الصليب الأحمر لإطلاق سراح عيدان ألكسندر مساء اليوم    "كل الملفات مغلقة".. البنك يكشف ل "يلا كورة" حقيقة عرض الأهلي لضم أحمد ربيع    أمم إفريقيا للشباب – أسامة نبيه يعلن تشكيل مصر أمام غانا    العثور على جثة شخص مجهولة الهوية في ترعة بالفيوم    العثور على جثة شخص داخل مقابر الإباجية بالمقطم    نيابة كفرالشيخ تحبس تيكتوكر 4 أيام على ذمة التحقيق    الفنانة جوري بكر أمام مكتب تسوية المنازعات 20 مايو    قافلة طبية مجانية تجرى الكشف على 1640 مواطنًا بنزلة باقور بأسيوط    مستقبل وطن: زيادة تحويلات المصريين بالخارج تؤكد نجاح الإصلاحات الاقتصادية    رفض إستئناف متهم بالإنضمام لجماعة ارهابية ببولاق الدكرور    تفاصيل تأمين «الثانوية العامة»| زيادة أفراد التفتيش أمام اللجان والعصا الإلكترونية    وزارة الداخلية المصرية ترسل شحنات ملابس شرطية إلى الصومال    فيلم الجرح لسلوى الكوني يمثل جناح المغرب بمهرجان كان السينمائي الدولي    النواب يعترضون على كلمة مؤسس اتحاد مستأجري مصر.. الجعار يستخدم آية قرآنية ويستشهد بالمادة الثانية من الدستور    نقابة الأطباء تحتفل ب"يوم الطبيب المصري".. وتكرم المتميزين في مختلف التخصصات الطبية.. "عميرة": نسعى للنهوض بالخدمات الصحية المقدمة للمواطنين    تفاصيل الحملة القومية الأولى ضد مرض الحمى القلاعية وحمى الوادى المتصدعة أسوان    الكرملين: بوتين حدد موقفه بشكل واضح بشأن استئناف المفاوضات مع أوكرانيا    فان دايك: أنا ومحمد صلاح كنا في موقف أرنولد.. وعلى الجميع أن يحترم قراره    منظمة الصحة العالمية تطلق تقرير حالة التمريض في العالم لعام 2025    أشرف العربى إطلاق تقرير "حالة التنمية في مصر" 18 مايو بشراكة مع "الإسكوا"    تأجيل محاكمة عاطل بتهمة قتل سيدة فى القناطر الخيرية للخميس المقبل    عاجل.. الأرصاد تحذر من موجة حارة جديدة في هذا الموعد    فانتازي.. ارتفاع سعر لاعب مانشستر سيتي    العراق يتسلم رئاسة القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية من لبنان    وزير الأوقاف: شيخ الأزهر الإمام الشيخ حسن العطار شخصية مصرية جديرة بعشرات الدراسات    إعلام عبرى: قوات من الجيش ودبابات وناقلات جند تمركزت قرب نقطة تسليم عيدان    الجمهور يفاجئ صناع سيكو سيكو بعد 40 ليلة عرض.. تعرف على السبب    أحمد زايد: تطوير الأداء بمكتبة الإسكندرية لمواكبة تحديات الذكاء الاصطناعى    ب9 عروض مجانية.. «ثقافة الشرقية» تستضيف المهرجان الإقليمي الختامي لشرائح المسرح    موعد وقفة عرفة 2025.. فضل صيامها والأعمال والأدعية المستحبة بها    جدل في واشنطن حول نية ترامب قبول طائرة فاخرة هدية من قطر    رسميًّا.. 30 فرصة عمل في شركة مقاولات بالسعودية -تفاصيل    موعد تسليم دفعة جديدة من وحدات مشروع جنة بالقاهرة الجديدة    استمرار حملة "تأمين شامل لجيل آمن" للتعريف بالمنظومة الصحية الجديدة بأسوان    مجلس الوزراء يستعرض جهود الدولة لتوطين صناعة الدواء.. مصر تخطو بثبات نحو الاكتفاء الذاتي من الدواء وتصدر لأكثر من 147 دولة.. 180 مستحضرًا و129 مادة فعالة.. وتحقيق وفر بمئات الملايين.. إنفو جراف    في اليوم العالمي للتمريض.. من هي فلورنس نايتنجيل؟    مصروفات كلية الطب البشري بالجامعات الخاصة والأهلية 2025-2026    سقوط المتهم بالنصب على راغبي السفر ب«عقود وهمية»    توافق على تسهيل دخول اللبنانيين إلى الكويت وعودة الكويتيين للبنان    عاجل- رئيس الوزراء يتابع ملفات الاتصالات.. ومبادرة "الرواد الرقميون" في صدارة المشهد    هل يجوز للحامل والمرضع أداء فريضة الحج؟    الشروط والحالات المستفادة.. موعد صرف معاشات تكافل وكرامة مايو 2025 بالزيادة    لماذا يرتدي الحجاج "إزار ورداء" ولا يلبسون المخيط؟.. د. أحمد الرخ يجيب    إنبي: ننتظر نهاية الموسم لحساب نسبة مشاركة حمدي مع الزمالك.. وتواصل غير رسمي من الأهلي    براتب يصل ل 500 دينار.. 45 فرصة عمل بالأردن في شركات زراعية وغذائية وصناعات خشبية (قدم الآن)    انطلاق فعاليات الدورة التدريبية الرابعة بجامعة القاهرة لأئمة وواعظات الأوقاف    البنك الأهلي يرغب في ضم كريم نيدفيد    ما حكم الأضحية إذا تبين حملها؟.. الأزهر يوضح    أكبر صندوق سيادي بالعالم يسحب استثماراته من شركة إسرائيلية بسبب المستوطنات    وفاة أحد أشهر المصارعين الأمريكيين عن عمر ناهز 60 عاما    ما شروط وجوب الحج؟.. مركز الأزهر للفتوى يوضح    أمام العروبة.. الهلال يبحث عن انتصاره الثاني مع الشلهوب    المجلس الوطني الفلسطيني: قرار الاحتلال استئناف تسوية الأراضي في الضفة يرسخ الاستعمار    3 أبراج «مكفيين نفسهم».. منظمون يجيدون التخطيط و«بيصرفوا بعقل»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قنابل الرعب على أرصفة الموسكي: التورتة ب75 جنيها والبازوكة ب25

قنابل يدوية، صواريخ طائرة طويلة المدى، والديناميت، هذه ليست أسماء أسلحة جديدة استوردها الجيش وإنما مجرد العاب نارية تباع على الأرصفة بمنطقة العتبة والموسكي تم استيرادها لتوزيعها خلال شهر رمضان وعيد الفطر.
هذه الألعاب النارية تحولت من وسيلة خطيرة للترفيه إلى أسلحة خفيفة تواجه بها قوات الشرطة أو تستخدم في المشاجرات والاشتباكات وتخلف عنها إصابات بعضها خطيرة بسبب قوتها، والكميات الضخمة الموجودة في الأسواق تدل على أن تهريبها ممنهج والدولة لا ترى لا تسمع لا تتكلم.
بوابة أخبار اليوم قامت بجولة في منطقة العتبة والموسكي لمعرفة أنواع تلك الألعاب النارية وقوتها وكيف تدخل هذه الأسلحة الصغيرة من الباب الخلفي للوطن بهذه الكميات الضخمة ؟ .
بداية رحلتنا كانت من ميدان العتبة والذي كان خالياً من بائعي الألعاب النارية بسبب قربه من قسم الأزبكية وظللنا نبحث إلى أن وجدنا احد الأطفال يجلس بمناديل وبجوارها 3 علب من صواريخ صغيرة رخيصة الثمن يبيعها فسألنه عن بائع نستطيع نشتري منه هذه الصواريخ جملة وبكميات كبيرة فوصف لنا احد الشوارع والذي أطلق عليه مسمى "السوق بتاعنا" وكان في مكان قريب نسبياً من ميدان العتبة بمجرد أن تركنا هذا الطفل وتوجهنا إلى المكان الذي وصفه لنا سمعنا أصوات دوي الصواريخ في السماء وبعد مسافة قليلة ظهر عدد قليل من الباعة وعلى فرشتهم أعداد و أنواع متوسطة من الألعاب النارية.
توقفنا وسألنا عن الأسعار ولكن لم يكن هذا طموحنا بل أردنا الوصول إلى السوق وأثناء حديثنا من البائع ظلت أصوات الصواريخ تدوي في السماء فسألناه عن السبب أجاب أن التجار تعرض بضاعتها وتجربها للزبائن، طلبنا منه إرشادنا عن مكان يبيع الصواريخ الكبيرة فأشار إلى أحد الشوارع والذي من الوهلة الأولى تشعر انه سوق بيع المفروشات والكؤوس الزجاجية والملابس ولكن بعد أن اقتربنا كانت المفاجأة شارع كامل لبيع الألعاب النارية والبيع والشراء.
تحدثنا مع احد الباعة عن الأسعار والأسماء، وكثرة أسئلتنا جعلته يبادرنا بسؤال "باشا أنت عايز إيه بالضبط"، فأجبنا » يا عم الأنواع كتير وأنا عاوز حاجة قوية"، ليرد "اللي علي فرشتي دي حاجات عادية طلبك مش هنا خش الشارع جوه وتلاقي اللي أنت عايزه"..تركناه ودخلنا إلى الشارع نفسه والذي كان مزدحما من كثرة بائعي الألعاب النارية المصطفين علي جوانب الشارع والمشترين من كل الأعمار، وفي منتصف الشارع وجدنا التجار الكبار ليست محلات ولكن بائعي الجملة وعلو فرشتهم من "البومبه" إلى "الصاروخ" .
وسط صيحات البائعين الذين يعرضون ما لديهم وبصعوبة استطعنا أن نعرف ما يدور في هذا العالم وسط قلق وتخوف من احد البائعين فيقول "م.س" كل ما يباع هناك من العاب نارية مهرب، ويدخل بطرق غير شرعية من خلال كونترات مهربه يتم وضع الألعاب النارية وسط كراتين الملابس وغيرها من المنتجات لذا نخشى الحديث مع أي شخص حول طبيعة عملنا حتى لا يتوقف حالنا، وهذا مصدر رزقنا الوحيد.
وأضاف قائلا: "كل ما لدينا من ألعاب نحصل عليه من أكثر من مورد فكل مستورد مسؤول عن أنواع معينة من الصورايخ يقوم بإدخالها إلى مصر وكل فترة يظهر الجديد فيها، جميع هذه الألعاب الموجودة هنا مستوردة من الصين فالألعاب لدينا إما صيني أو مصري ولكن الإقبال على المحلي ضعيف لأنه غير جيد بالمرة وليس له زبون رغم رخص سعره.
وقال إن الأنواع كثيرة ومتنوعة وكل فترة يظهر الأحدث، فهناك ما يعرف باسم التورتة وسعرها 75 جنيها تحدث أصواتا عالية في السماء مع أنوار متعددة وعليها إقبال كبير خاصة من الشباب، أما الشماريخ فهناك "الهاند" الذي يستخدم في المدرجات و يصل سعره إلى 150 جنيها، والشمروخ العادي الذي يباع ب 25 جنيها وهذا يحدث طلقات في السماء والصيني منه يخرج 8 طلقات ولكن كعادة الصيني تكون صلاحيته 6 طلقات فقط وهو من الألعاب التي تلقى رواجا كبيرا هنا في السوق.
أما باقي الأنواع فتختلف مسمياتها ما بين مهرجان بسعر 25 جنيها وبازوكة تباع بنفس السعر أيضا، وعن نسبة البيع يقول في الفترة الماضية كان العام بأكمله موسم فالاحتفالات مثل الاتحادية والتحرير كنا نبيع فيها بنسبة كبيرة أما بعد الانتخابات يعتبر رمضان هو ذروة البيع بالنسبة لنا فمكسبنا اليومي يتعدي 500 جنيه، وتأتي الحكومة من فترة لأخرى وتأخذ "الفرشة" ونقوم بدفع الغرامة ثم نعود من جديد.
الوضع لا يختلف كثيرا عند باقي البائعين فالمأساة واحدة والاستعراض في عرض هذه الأسلحة التي تقع في أيدي الأطفال على مرأى ومسمع من الجميع فبدون رقابة تباع هذه القنابل الموقوتة دون رادع، وعندما التقينا بائع أخر يدعى ط.ص أكد لنا انه لا يعرف سوى هذه المهنة وانه لن يعمل غيرها.
يذكر انه عرض لنا أنواعا محلية مختلفة تدعى القنبلة سعر الواحدة منها 2 جنيه و50 قرشا تتنوع أشكالها، مؤكدا على انه موجود منذ 3 سنوات ويدفع 40 ألف جنيه سنويا إيجارا للفرشة من احد الأشخاص الذين يمتلكون هذه الأرض، وأن قيمة البضاعة الموجودة تختلف من بائع إلى أخر حسب المكان إذا كان أول السوق أو أخره.
في الوقت الذي يرى البائع في هذه الألعاب مكسبا له يؤكد الخبراء على أن يجب وقف هذه الأسلحة نظرا لأضرارها الجسيمة النفسية والمجتمعية، فيقول جلال أبو الفتوح رئيس مصلحة الجمارك الأسبق إن هذه الألعاب نوعا من الفوضى التي يعيشها مجتمعنا الآن ويجب تنفيذ العقوبة في كل من يساهم في الإضرار بهذا الوطن، مضيفا أن هذه الألعاب النارية غير مصرح بدخولها فهي ممنوعة لأنها مخالفة.
وأوضح أن الجمارك موجودة إما بالمواني أو المطارات وبالتالي يجب تشديد الرقابة لمنع دخول هذه الألعاب، فأحيانا يأتي عدد كبير من (الكونتينر) القادم من الصين وقد يكون 10 على سبيل المثال فما يحدث انه يتم تفتيش 2 أو 3 فقط على الأكثر دون تفتيش الباقي وبالتالي يعتمد المستور على هذه الطريقة وتدخل الألعاب الممنوعة,
وأشار إلى أن المنفذ الأخر الذي قد تأتي منه هو الطريق البري وهنا يأتي دور قوات حرس الحدود لمنع دخولها عن طريق ليبيا أو السودان، مؤكدا على أن هذه الألعاب تشكل خطورة كبيرة جدا على مستخدميها والمجتمع ولسد هذه الثغرة يجب أولا تفتيش كافة الطرود القادمة من الصين نظرا لكونها المصدر الوحيد لهذا النوع من الألعاب وبالتالي نستطيع ضبط المهربين.
من جانبه أكد اللواء حاتم بهجت خبير المفرقعات أن البارود الموجود داخل الألعاب النارية يمكن استخدامه في صنع القنابل البدائية مثل التي تم استخدامها خلال الفترة القادمة في محطات مترو الأنفاق وغيرها من التفجيرات الصغيرة التي ينتج عنها موجة انفجارية بسيطة ولكن تخلف إصابات وحروق وقد ينتج عنها وفيات، فمعظم القنابل التي تم استخدامها خلال الفترة الماضية تم استخدام البارود في صنعها مثل الموجودة بالألعاب النارية وليست مواد شديدة الانفجار من TNT وغيرها.
وأشار إلى انه يجب أن تقوم الحكومة بضبط المهربين وتجفيف منابع الإرهاب، موضحا أن هذه الألعاب يتم تهريبها عبر الجمارك في كونترات البضائع ويصعب كشفها من خلال الكلاب المدربة على شم الأبخرة المتصاعدة من المادة المفجرة، ولذلك يقوم المهرب بوضعها ضمن بضائع أخرى ويتم تغليفها بشكل محكم جدا ويجب أن يتم ضبطها عبر البحث الجنائي والتحريات.
وتشير الدكتورة سامية خضر أستاذة علم الاجتماع إلى أن ما نعيشه الآن من قلق وتوتر تأتي هذه الألعاب لتمثل مصدر إزعاج وقلق للجميع وكان الخصوصية و الهدوء أصبحت شيئا مستحيلا، فمثل هذه الألعاب تجعل مستخدمها شخصا فوضويا وعدوانيا وليس لديه قوانين تمنعه، وبالتالي يصبح شخصا غير مسؤولا، أما عن مدى الضرر الذي تسببه لمن هم داخل منازلهم أو بالشوارع و يتعرضون لمثل هذا النوع من الإرهاب فهي تجعل المواطن يشعر بنوع من عدم الأمان والتوتر والفزع المستمر وعدم القدرة على التركيز خاصة أن اغلب هذه الألعاب صوتها يصعب تحديه عن القنابل أحيانا وبالتالي المسؤولية تخص الرقابة التي تحتاج إلى مراقبة الأسواق لمعرفة المصرح ببيعه و الممنوع والحفاظ على امن هذا الوطن.
قنابل يدوية، صواريخ طائرة طويلة المدى، والديناميت، هذه ليست أسماء أسلحة جديدة استوردها الجيش وإنما مجرد العاب نارية تباع على الأرصفة بمنطقة العتبة والموسكي تم استيرادها لتوزيعها خلال شهر رمضان وعيد الفطر.
هذه الألعاب النارية تحولت من وسيلة خطيرة للترفيه إلى أسلحة خفيفة تواجه بها قوات الشرطة أو تستخدم في المشاجرات والاشتباكات وتخلف عنها إصابات بعضها خطيرة بسبب قوتها، والكميات الضخمة الموجودة في الأسواق تدل على أن تهريبها ممنهج والدولة لا ترى لا تسمع لا تتكلم.
بوابة أخبار اليوم قامت بجولة في منطقة العتبة والموسكي لمعرفة أنواع تلك الألعاب النارية وقوتها وكيف تدخل هذه الأسلحة الصغيرة من الباب الخلفي للوطن بهذه الكميات الضخمة ؟ .
بداية رحلتنا كانت من ميدان العتبة والذي كان خالياً من بائعي الألعاب النارية بسبب قربه من قسم الأزبكية وظللنا نبحث إلى أن وجدنا احد الأطفال يجلس بمناديل وبجوارها 3 علب من صواريخ صغيرة رخيصة الثمن يبيعها فسألنه عن بائع نستطيع نشتري منه هذه الصواريخ جملة وبكميات كبيرة فوصف لنا احد الشوارع والذي أطلق عليه مسمى "السوق بتاعنا" وكان في مكان قريب نسبياً من ميدان العتبة بمجرد أن تركنا هذا الطفل وتوجهنا إلى المكان الذي وصفه لنا سمعنا أصوات دوي الصواريخ في السماء وبعد مسافة قليلة ظهر عدد قليل من الباعة وعلى فرشتهم أعداد و أنواع متوسطة من الألعاب النارية.
توقفنا وسألنا عن الأسعار ولكن لم يكن هذا طموحنا بل أردنا الوصول إلى السوق وأثناء حديثنا من البائع ظلت أصوات الصواريخ تدوي في السماء فسألناه عن السبب أجاب أن التجار تعرض بضاعتها وتجربها للزبائن، طلبنا منه إرشادنا عن مكان يبيع الصواريخ الكبيرة فأشار إلى أحد الشوارع والذي من الوهلة الأولى تشعر انه سوق بيع المفروشات والكؤوس الزجاجية والملابس ولكن بعد أن اقتربنا كانت المفاجأة شارع كامل لبيع الألعاب النارية والبيع والشراء.
تحدثنا مع احد الباعة عن الأسعار والأسماء، وكثرة أسئلتنا جعلته يبادرنا بسؤال "باشا أنت عايز إيه بالضبط"، فأجبنا » يا عم الأنواع كتير وأنا عاوز حاجة قوية"، ليرد "اللي علي فرشتي دي حاجات عادية طلبك مش هنا خش الشارع جوه وتلاقي اللي أنت عايزه"..تركناه ودخلنا إلى الشارع نفسه والذي كان مزدحما من كثرة بائعي الألعاب النارية المصطفين علي جوانب الشارع والمشترين من كل الأعمار، وفي منتصف الشارع وجدنا التجار الكبار ليست محلات ولكن بائعي الجملة وعلو فرشتهم من "البومبه" إلى "الصاروخ" .
وسط صيحات البائعين الذين يعرضون ما لديهم وبصعوبة استطعنا أن نعرف ما يدور في هذا العالم وسط قلق وتخوف من احد البائعين فيقول "م.س" كل ما يباع هناك من العاب نارية مهرب، ويدخل بطرق غير شرعية من خلال كونترات مهربه يتم وضع الألعاب النارية وسط كراتين الملابس وغيرها من المنتجات لذا نخشى الحديث مع أي شخص حول طبيعة عملنا حتى لا يتوقف حالنا، وهذا مصدر رزقنا الوحيد.
وأضاف قائلا: "كل ما لدينا من ألعاب نحصل عليه من أكثر من مورد فكل مستورد مسؤول عن أنواع معينة من الصورايخ يقوم بإدخالها إلى مصر وكل فترة يظهر الجديد فيها، جميع هذه الألعاب الموجودة هنا مستوردة من الصين فالألعاب لدينا إما صيني أو مصري ولكن الإقبال على المحلي ضعيف لأنه غير جيد بالمرة وليس له زبون رغم رخص سعره.
وقال إن الأنواع كثيرة ومتنوعة وكل فترة يظهر الأحدث، فهناك ما يعرف باسم التورتة وسعرها 75 جنيها تحدث أصواتا عالية في السماء مع أنوار متعددة وعليها إقبال كبير خاصة من الشباب، أما الشماريخ فهناك "الهاند" الذي يستخدم في المدرجات و يصل سعره إلى 150 جنيها، والشمروخ العادي الذي يباع ب 25 جنيها وهذا يحدث طلقات في السماء والصيني منه يخرج 8 طلقات ولكن كعادة الصيني تكون صلاحيته 6 طلقات فقط وهو من الألعاب التي تلقى رواجا كبيرا هنا في السوق.
أما باقي الأنواع فتختلف مسمياتها ما بين مهرجان بسعر 25 جنيها وبازوكة تباع بنفس السعر أيضا، وعن نسبة البيع يقول في الفترة الماضية كان العام بأكمله موسم فالاحتفالات مثل الاتحادية والتحرير كنا نبيع فيها بنسبة كبيرة أما بعد الانتخابات يعتبر رمضان هو ذروة البيع بالنسبة لنا فمكسبنا اليومي يتعدي 500 جنيه، وتأتي الحكومة من فترة لأخرى وتأخذ "الفرشة" ونقوم بدفع الغرامة ثم نعود من جديد.
الوضع لا يختلف كثيرا عند باقي البائعين فالمأساة واحدة والاستعراض في عرض هذه الأسلحة التي تقع في أيدي الأطفال على مرأى ومسمع من الجميع فبدون رقابة تباع هذه القنابل الموقوتة دون رادع، وعندما التقينا بائع أخر يدعى ط.ص أكد لنا انه لا يعرف سوى هذه المهنة وانه لن يعمل غيرها.
يذكر انه عرض لنا أنواعا محلية مختلفة تدعى القنبلة سعر الواحدة منها 2 جنيه و50 قرشا تتنوع أشكالها، مؤكدا على انه موجود منذ 3 سنوات ويدفع 40 ألف جنيه سنويا إيجارا للفرشة من احد الأشخاص الذين يمتلكون هذه الأرض، وأن قيمة البضاعة الموجودة تختلف من بائع إلى أخر حسب المكان إذا كان أول السوق أو أخره.
في الوقت الذي يرى البائع في هذه الألعاب مكسبا له يؤكد الخبراء على أن يجب وقف هذه الأسلحة نظرا لأضرارها الجسيمة النفسية والمجتمعية، فيقول جلال أبو الفتوح رئيس مصلحة الجمارك الأسبق إن هذه الألعاب نوعا من الفوضى التي يعيشها مجتمعنا الآن ويجب تنفيذ العقوبة في كل من يساهم في الإضرار بهذا الوطن، مضيفا أن هذه الألعاب النارية غير مصرح بدخولها فهي ممنوعة لأنها مخالفة.
وأوضح أن الجمارك موجودة إما بالمواني أو المطارات وبالتالي يجب تشديد الرقابة لمنع دخول هذه الألعاب، فأحيانا يأتي عدد كبير من (الكونتينر) القادم من الصين وقد يكون 10 على سبيل المثال فما يحدث انه يتم تفتيش 2 أو 3 فقط على الأكثر دون تفتيش الباقي وبالتالي يعتمد المستور على هذه الطريقة وتدخل الألعاب الممنوعة,
وأشار إلى أن المنفذ الأخر الذي قد تأتي منه هو الطريق البري وهنا يأتي دور قوات حرس الحدود لمنع دخولها عن طريق ليبيا أو السودان، مؤكدا على أن هذه الألعاب تشكل خطورة كبيرة جدا على مستخدميها والمجتمع ولسد هذه الثغرة يجب أولا تفتيش كافة الطرود القادمة من الصين نظرا لكونها المصدر الوحيد لهذا النوع من الألعاب وبالتالي نستطيع ضبط المهربين.
من جانبه أكد اللواء حاتم بهجت خبير المفرقعات أن البارود الموجود داخل الألعاب النارية يمكن استخدامه في صنع القنابل البدائية مثل التي تم استخدامها خلال الفترة القادمة في محطات مترو الأنفاق وغيرها من التفجيرات الصغيرة التي ينتج عنها موجة انفجارية بسيطة ولكن تخلف إصابات وحروق وقد ينتج عنها وفيات، فمعظم القنابل التي تم استخدامها خلال الفترة الماضية تم استخدام البارود في صنعها مثل الموجودة بالألعاب النارية وليست مواد شديدة الانفجار من TNT وغيرها.
وأشار إلى انه يجب أن تقوم الحكومة بضبط المهربين وتجفيف منابع الإرهاب، موضحا أن هذه الألعاب يتم تهريبها عبر الجمارك في كونترات البضائع ويصعب كشفها من خلال الكلاب المدربة على شم الأبخرة المتصاعدة من المادة المفجرة، ولذلك يقوم المهرب بوضعها ضمن بضائع أخرى ويتم تغليفها بشكل محكم جدا ويجب أن يتم ضبطها عبر البحث الجنائي والتحريات.
وتشير الدكتورة سامية خضر أستاذة علم الاجتماع إلى أن ما نعيشه الآن من قلق وتوتر تأتي هذه الألعاب لتمثل مصدر إزعاج وقلق للجميع وكان الخصوصية و الهدوء أصبحت شيئا مستحيلا، فمثل هذه الألعاب تجعل مستخدمها شخصا فوضويا وعدوانيا وليس لديه قوانين تمنعه، وبالتالي يصبح شخصا غير مسؤولا، أما عن مدى الضرر الذي تسببه لمن هم داخل منازلهم أو بالشوارع و يتعرضون لمثل هذا النوع من الإرهاب فهي تجعل المواطن يشعر بنوع من عدم الأمان والتوتر والفزع المستمر وعدم القدرة على التركيز خاصة أن اغلب هذه الألعاب صوتها يصعب تحديه عن القنابل أحيانا وبالتالي المسؤولية تخص الرقابة التي تحتاج إلى مراقبة الأسواق لمعرفة المصرح ببيعه و الممنوع والحفاظ على امن هذا الوطن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.