احتلت صور وزير الدفاع المشير عبد الفتاح السيسي ميادين وشوارع القاهرة، بالتزامن مع التزايد الكبير في شعبيته، قبيل إعلانه الرسمي عن خوضه الانتخابات الرئاسية المقبلة. ووضعت لافتات كبيرة في كثير من شوارع المدينة، لتأييد ودعم ترشح المشير السيسي في الانتخابات الرئاسة المقبلة، ففي أحد شوارع وسط المدينة وضع البائع أحمد شعبان عددا كبيرا من صور المشير بزيه العسكري مطبوعة على ورق فاخر أمام المارة ومعها أوراق نقدية فئة الجنيه طبعت عليها أيضا صورة قائد الجيش. وتلاقي صور المشير السيسي إقبالا كبيرا من المشترين في علامة أخرى على الشعبية التي يتمتع بها، وقال رجل يدعى ياسر إبراهيم إن السيسي أنقذ مصر والمصريين من خطر الإخوان المسلمين، لافتاً إلى الخطر الكبير الذي كانت ستعانيه مصر والمنطقة العربية كلها. ويملك مراد علام مطبعة في القاهرة قال إنها عانت من الركود خلال الفترة التي تولى فيها الحكم الرئيس السابق محمد مرسي الذي ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين. لكن العمل انتعش في مطبعة علام منذ أعلن السيسي عزل مرسي في الثالث من يوليو في أعقاب مظاهرات شعبية حاشدة احتجاجا على حكم الرئيس الإسلامي السابق. وكان السيسي قال في الخامس من مارس أنه لا يستطيع تجاهل مطالبة "الكثير" من المصريين له بالترشح للرئاسة في أوضح إشارة حتى الآن على عزمه خوض الانتخابات. ويعتبر معظم المصريين المشير السيسي شخصية حازمة قادرة على إنهاء الاضطرابات السياسية التي تشهدها مصر منذ الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك عام 2011، كما تواجه مصر العديد من المصاعب الأمنية والاقتصادية منذ عام 2011. لكن بعض المصريين يرون أن بقاء السيسي قائدا للجيش أهم كثيرا لمصر خصوصا مع استمرار الجماعات الإسلامية المتشددة في استهداف قوات الشرطة والجيش وتنفيذ هجمات على المدنيين أيضا في مختلف أنحاء البلد. ويشبه كثير من المصريين المشير السيسي بالزعيم الراحل جمال عبد الناصر الذي يتمتع بحضور شخصي قوي وقاد انقلابا على الملكية في مصر في عام 1952 وأسس حكما مطلقا قاده الجيش وسجن الآلاف من الإخوان المسلمين. لكن السياسي اليساري حمدين صباحي الذي أعلن أنه سيخوض انتخابات الرئاسة قال الأسبوع الماضي إن لديه شكوكا في أن يتمكن المشير من إحلال الديمقراطية إذا انتخب للمنصب مشيرا إلى ما قال إنها انتهاكات حقوقية وقعت منذ أعلن السيسي عزل الرئيس مرسي في يوليو الماضي. ورغم الشعبية الجارفة التي يتمتع بها المشير السيسي فلن يحسم السباق على منصب الرئيس في مصر إلا من خلال أصوات الناخبين الذين شدد صباحي على أنهم لن يتسامحوا مع أي دكتاتورية جديدة.