وكيل التعليم بالدقهلية يبحث الاستعدادات لانطلاق انتخابات النواب    أوقاف الدقهلية تنظم 150 قافلة دعوية بمراكز الشباب    محافظ القاهرة وعضو نقابة الصحفيين يبحثان سبل التعاون المشترك    براتب 7000 جنيه.. العمل تعلن 600 وظيفة جديدة للشباب    نائب وزير الخارجية يدعو المصريين بالخارج للمشاركة بانتخابات النواب    قرارات هامة للعمال المصريين في لبنان    ترقب في الأسواق المصرية قبل اجتماع المركزي.. وخبراء يتوقعون خفض 50 نقطة أساس    البورصة تشارك في جلسة نقاشية حول خطط تطوير السوق وتفعيل الآليات الجديدة    ارتفاع سعر الذهب 15 جنيها اليوم الخميس 20 نوفمبر 2025    البترول: اكتشاف جديد بخليج السويس يضيف 3 آلاف برميل يوميًا    هيئة الرقابة المالية تحدد رسوم فحص طلبات تسوية المنازعات في مجال التأمين    الأمم المتحدة تعتمد القرار السنوي بحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير    مصر ترحب باعتماد جمعية الأمم المتحدة قرارا بحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير بأغلبية ساحقة    وزارة التخطيط تبحث تفعيل مذكرة التفاهم مع وزارة التنمية البحرينية    إندونيسيا: إجلاء أكثر من 900 متسلق عالق بعد ثوران بركان سيميرو    وفاة والدة الدكتور شريف فاروق وزير التموين    كل ما تريد معرفته عن قرعة الملحق العالمي والأوروبي لكأس العالم 2026    طاقم تحكيم مباراة الزمالك وزيسكو يصل القاهرة اليوم    ضباب | نصائح هامة للتعامل مع الشبورة المائية أثناء القيادة    جثة طائرة من السماء.. مصرع شاب عثروا عليه ملقى بشوارع الحلمية    ضبط (10) أطنان دقيق مدعم قبل بيعها بالسوق السوداء    ضبط 138813 مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    عرض 6 أفلام قصيرة ضمن البانوراما المصرية بمهرجان القاهرة السينمائي    بعد طلاقها من «عصام صاصا».. جهاد أحمد تحذر المتطاولين    استشاري صحة نفسية توضح سبب ارتفاع معدلات الطلاق    تفاعل كبير مع أغنية محمد رمضان Don't Know تضمنت كلمات والده الراحل    صحة الدقهلية تطلق منصة "صوتك صحة" لاستقبال شكاوى المواطنين    وكيل صحة الأقصر يتفقد التطعيمات ورعاية صحة التلاميذ والطلبة بمدارس مدينة الطود.. صور    نشرة مرور "الفجر".. كثافات مرورية متحركة بطرق ومحاور القاهرة والجيزة    بيراميدز: لا صفقات تبادلية مع الزمالك.. ورمضان صبحي يعود نهاية الشهر    وزارة «التضامن» تقر قيد جمعيتين في محافظة الغربية    مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى: سنفرض عقوبات على عدد من الجهات السودانية    "الشباب والرياضة" تدشن "تلعب كورة" لاكتشاف 2000 موهبة في دمياط    محمد صبحى يكشف أسباب التوسع الدولى لجامعات مصر وزيادة الطلاب الوافدين    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 20نوفمبر 2025 فى المنيا..... اعرف مواعيد صلاتك بدقه    «السماوي يتوهج في القارة السمراء».. رابطة الأندية تحتفل بجوائز بيراميدز    سقوط أخطر بؤرة إجرامية بمطروح والإسكندرية وضبط مخدرات وأسلحة ب75 مليون جنيه    نصائح هامة لرفع مناعة الأطفال ومجابهة نزلات البرد    حالة الطقس في الكويت اليوم الخميس 20 نوفمبر 2025    الشعب الجمهوري ينظم مؤتمرا جماهيريا لدعم مرشحي القائمة الوطنية بالشرقية (صور)    مواجهات قوية في دوري المحترفين المصري اليوم الخميس    سعر الريال القطرى اليوم الخميس 20 نوفمبر 2025 فى بداية التعاملات    النزاهة أولًا.. الرئيس يرسخ الثقة فى البرلمان الجديد    الصحة بقنا تشدد الرقابة.. جولة ليلية تُفاجئ وحدة مدينة العمال    اليوم.. محاكمة المتهمة بتشويه وجه عروس طليقها فى مصر القديمة    سيد إسماعيل ضيف الله: «شغف» تعيد قراءة العلاقة بين الشرق والغرب    أخبار فاتتك وأنت نائم| حادث انقلاب أتوبيس.. حريق مصنع إطارات.. المرحلة الثانية لانتخابات النواب    دعاء الفجر| اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله    مستشار ترامب للشئون الأفريقية: أمريكا ملتزمة بإنهاء الصراع في السودان    أدعية الرزق وأفضل الطرق لطلب البركة والتوفيق من الله    مروة شتلة تحذر: حرمان الأطفال لاتخاذ قرارات مبكرة يضر شخصيتهم    خالد أبو بكر: محطة الضبعة النووية إنجاز تاريخي لمصر.. فيديو    إعلام سوري: اشتباكات الرقة إثر هجوم لقوات سوريا الديمقراطية على مواقع الجيش    دوري أبطال أفريقيا.. بعثة ريفرز النيجيري تصل القاهرة لمواجهة بيراميدز| صور    خالد الغندور: أفشة ينتظر تحديد مستقبله مع الأهلي    لربات البيوت.. يجب ارتداء جوانتى أثناء غسل الصحون لتجنب الفطريات    خالد الجندي: الكفر 3 أنواع.. وصاحب الجنتين وقع في الشرك رغم عناده    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جدل بعد اعلان وزارة الرى مراجعة دراسات تنفيذ مشروع نهر الكونغو
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 14 - 03 - 2014


المؤيدون :
يوفر 95 مليار متر مكعب سنويا ويضمن زراعة 80 مليون فدان
ويستغرق 30 شهرًا بتكلفة 24 مليار دولار وتموله جهات عالمية بالكامل
المعارضون:
مشروع غير قابل للتطبيق .. وتضعف موقف مصر فى
أزمة "سد النهضة "
تحقيق حمدى كامل ومحمد زين
هل نأخذ الماء من الكونغو بدلا عن إثيوبيا؟ فكرة طرحت نفسها مؤخرا بعد ظهور إثر التعنت الإثيوبي بشأن حل أزمة مياه النيل وإصرارها علي بناء السدود التي يري خبراء المياه أنها ستؤثر علي نصيب مصر من مياه النيل. وزاد من اصرار الخبراء فكرة تحويل نهر الكونغوباعتباره احدى البدائل الممكنة حال بلوغ المخطط الأثيوبى مداه واستكمال سد النهضة ونقصان حصة مصر من مياه النيل دخول مصر عصر الجفاف المائى..
هذا المشروع تناولته دراسات مستفيضة وطرحت العديد من الحلول بعضها يخفف من وهج الأزمة سد النهضة وبعضها يرى انه من العبقرية بما ينقل مصر فى فترة قصيرة من القحط إلى مصاف الدول الغنية بالماء والطاقة فى آن واحد ويضيف إلى حقائبها ما يزيد على ستة أضعاف الدخل القومى من تصدير الكهرباء ناهيك عن وفرة المياه التى تسمح بالتوسعات الحضارية الكبرى وتعمير نصف الصحراء الغربية وتحقيق الاكتفاء الذاتى الكامل من الغذاء ان صحت الفكرة وتم تنفيذها .. وهذه الفكرة هى نقل مياه نهر الكونغو التى تقدر بنحو ألف مليار متر مكعب تصب سنويا فى المحيط الاطلنطى إلى مصر والسودان عبر قناة تصله بالنيل الابيض مع إمكانية توليد طاقة كهربية تكفى لتغطية القارة الأفريقية بأكملها وتصل أرباح تصديرها إلى ما يزيد على 3٫2 تريليون دولار سنويا مقسمة على الدول الثلاث مصر والكونغو والسودان..
وبعد اعلان الدكتور محمد عبد المطلب وزير الموارد المائية والرى أن الوزارة تقوم حالياً مراجعة الدراسات المقدمة من فريق العمل القائم على مشروع " الاستفادة من نهر الكونغو" ووتقديم الدعم الفنى الكامل لفريق العمل بما يعود بالنفع على الامن المائى المصرى. تطرح الاخبار الرأى المؤيد والرأى المعارض للفكرة .
حلم ينبغى ان يتحقق
د. نادر نور الدين أستاذ الموارد المائية بكلية الزراعة جامعة القاهرة يقول: الفكرة كانت قد وردت فى كتابالمصريين فى السودان عام 1902 .. وقال إن نهر الكونغو وهو من أغزر أنهار إفريقيا يلقى 1050 مليار متر مكعب فى المحيط الأطلنطى فلماذا لا نستغل هذا الفائض بأن نأخذ وصلة من نهر الكونغو إلى النهر السمليكى الذى يكون النيل الأبيض على أن يتم تخزين المياه فى ذلك الجزء المنحنى من النيل الذى يشكل قناة على الحدود المصرية السودانية فى منطقة عتمورا الحدودية شمال السودان يمكن أن نتخذ منها مخزنا يحوى 17 مليار متر مكعب من المياه.
وهذه الفكرة ما زالت صالحة للتطبيق حتى بعد إنشاء بحيرة ناصر. إلا أن هناك عقبات حقيقية تقف دون تنفيذها منها أن الكونغو بها أكبر ثانى منطقة غابات استوائية فى العالم بعد غابات الأمازون، حيث تبلغ مساحة الغابات فى الكونغو 215 مليون فدان وهى منطقة شديدة الوعورة والفكرة تحتاج لدراسة اقتصادية مستفيضة.
واضاف ان المشروع يوفر لمصر 95 مليار متر مكعب من المياه سنويا توفر زراعة 80 مليون فدان تزداد بالتدرج بعد 10 سنوات إلى 112 مليار متر مكعب مما يصل بمصر لزراعة نصف مساحة الصحراء الغربية. بالاضافة الى ان المشروع يوفر لمصر والسودان والكونغو طاقة كهربائية تكفى أكثر من ثلثى قارة أفريقيا بمقدار 18000 ميجاوات أى عشرة أضعاف مايولده السد العالي. أى ما قيمته إذا صدر لدول افريقيا حوالى 3٫2 ترليون دولار.
وقال ان مشروع نهر الكونغو رغم الصعوبات التى يوجهها المشروع حلم ينبغى ان يتحقق لانهاء الصرعات فى دول افريقيا بسبب شحة المياه . فمياه اليوم هى بترول الغد .
وقال انا مع الفكرة مادامت الدولة صاحبة النهر توافق على ذلك ولكن بعد عمل الدراسات اللازمة والمطلوبة . وعمل تعميق وتعريض لمجرى نهر النيل من بحيرة "نو " وسط السودان والذى سيكلف الكثير .
أشاد نادر نور الدين بالخطوة التى اتخذتها وزارة الري ببدأ دراسة الأفكار المقدمة بشأن الاستفادة من مشروع نهر الكونغو مشيرا الى أن هذا المشروع هدفه زيادة مصادر المياه وتعويض العجز في الموارد والبالغ 20 مليار متر مكعب وليس بديلا عن حقوق مصر في مياه النيل التى ستتأثر ببناء سد النهضة الأثيوبي. مشددا على إنهاء أزمة إثيوبيا أولا قبل البدء في تنفيذ هذا المشروع، حتى لا تعتمد إثيوبيا على وجود بديل للمياه في مصر، مؤكدا أن إثيوبيا يجب أن تعترف بأن نهر النيل هو نهر مشترك وليس نهرا إثيوبيا، مؤكدا أنه بعد ذلك يمكن العمل على بدء تنفيذ المشروع.
سيناريوهات علمية
ومن جانبه قال الخبير الجيولوجى عبد العال حسن عطيه أن خط تقسيم المياه بين نهرى النيل والكونغو أوضح أن إيراد النيل يبلغ 84 مليار متر مكعب ، فيما يبلغ إيراد نهر الكونغو 1248 مليارا ، مشيرا إلى أنه تم الإعتماد على بيانات وصور الأقمار الصناعية والرادار والخرائط الطبوغرافية والجيولوجية بالإضافة إلى البيانات المناخية .
وأضاف أنه تم أيضا خلال دراسة المشروع الإعتماد على البيانات المناخية والأرصاد الجوية المصرية والبريطانية والأمريكية ، حيث أوضحت الخرائط مناطق توزيع الخزانات المائية وتمركز المياه فى مناطق حوض النيل .
ولفت إلى أن فكرة المشروع التى خضعت للدراسة من خلال مجموعات العمل المصرية على مدى سنوات تقوم على توصيل نهر النيل بنهر الكونغو مع تبسيط خطوط الصرف لأنهار أفريقيا ، حيث أمكن التوصل إلى إمكانية تحويل جزء من نهر الكونغو إلى نهر النيل .
وكشف عن أنه تم وضع أكثر من سيناريو للوصول إلى حلول توافقية لإنجاز المشروع الذى يساعد مصر على الخروج من أزمة التواجد تحت خط الفقر المائى ، حيث أن احتياجات مصر تصل إلى حوالى 92 مليار متر مكعب من المياه ، بينما لا يصلنا إلا حوالى 30 فى المائة من تلك الإحتياجات ، ومهما بلغت قدرة المشروعات فانها لن توفر إلا حوالى 20 فى المائة إضافية .
وأوضح عبدالعال إن تنفيذ المشروع سيتم على عدة مراحل حسب توافر ظروف التمويل ، لافتا إلى أن المدى الزمني لتنفيذ المشروع، يستغرق 30 شهرًا بتكلفة 24 مليار دولار وهي تكلفة محطات الرفع الأربع لنقل المياه من حوض نهر الكونغو إلى حوض نهر النيل، بالإضافة إلى أعمال البنية الأساسية المطلوبة لنقل المياه. مشيرا الى ان خزينة الدولة لن تتكلف مليم واحد وان التمويل سيكون من جهات تمويل عالمية بالكامل بشرط ان تكون شريكة فى مشروعات التنمية .
وأوضح أن الجديد فى هذا المشروع هو توظيف البيانات العلمية فى تنفيذ الخطة ، حيث أن هذا المشروع كان مجرد فكرة ، حتى إكتملت مجموعات العمل وحصلت على الدعم الكافى من القيادة المصرية .
مشروع خيالي
وصف الدكتور محمد نصر علام وزير الري السابق ان تقوم به حالياً وزراة الري من دراسة الأفكار والمقترحات المقدمة لها بشأن مشروع نهر الكونغو وربطه بنهر النيل بأنها تتويه للشعب المصري بعد فشلهم في التوصل إلى حل لأزمة سد النهضة .
وأضاف أن هذه الخطوة من شأنها إضعاف الموقف المصري في أزمتها مع أثيوبيا .مشيرا الى انه يجب على مسئولي وزارة الري التركيز في أزمة سد النهضة اولا وترتيب الأفكار وتجهيز اوراق الضغط المناسبة على أثيوبيا لوقف أعمال البناء .
وقال علام إن مشروع نهر الكونغو أثبتت كل ان كل دراسات الخبراء اثبت فشل مشروع نهر الكونغو واستحالة تنفيذه فكيف تبدأ الوزراة في دراسته بالإضافة الى عدم وجود دراسات أو اقتراحات مقدمة بشأن هذا المشروع لضعف القدرات الموجودة حاليا بالوزارة .
وأضاف ان مثل هذا المشروع سوف يواجة عوائق عديدة منها قانونية وسياسية وفنية ومالية .. فالقانونية تتمثل فى ان القوانيين الدولية للانهار لا تسمح بنقل مياه الانهار خارج الاحواض ، والفنية انه حتى الان لا توجد تقنية او تكنولوجيا لرفع 200 مليار متر مكعب من المياه ، اما العوائق السياسية فهل تسمح جنوب السودان والسودان وهى الدول المشتركة فى النهر بنقل المياه ام لا ، هذا بالاضافة الى انه سيكون هناك عوائق مالية حيث ان المشروع يكلف المليارات .
وقال ان المشروع يحتاج الى حفر 3 الاف كيلو متر حتى تصل المياه الى مصر اى ان سوف يتم حفر نهر ضعف نهر النيل وهذا مستحيل . ومثال ذلك تم حفر 50 كليو لتوصيل المياه الى توشكى فى 7 سنوات .
مشروع غير قابل للتطبيق
وأشار مغاوري إلى أن مشروع تحويل مجرى نهر الكونغو باتجاه جنوب السودان شمالا ثم السودان ثم مصر، بدلا من أن يكون شرقا باتجاه المحيط الأطلسي، هو مشروع افتراضي غير قابل للتطبيق.
وأكد أن هناك عدة عقبات في طريق تنفيذ المشروع، تتعلق باتفاقيات دولية لا تنطبق على المشروع من ناحية قوانين عدم السماح بنقل المياه من أحوض مائية إلى أخرى، كما أن المعوقات الجيولوجية بسبب وعورة المنطقة التي ستكون فيها الوصلة بين النهرين، مليئة بالجبال والهضاب وغيرها من المعوقات الجيولوجية، التي تجعل من هذا المشروع مستحيل تطبيقه.
الري ليس لديها دراسات
بينما انتقد مصدر مطلع بملف النيل إعلان ان وزارة الري بدأت تبحث في الدراسات المقدمة اليها للاستفادة من نهر الكونغو على خلفية أزمتنا مع أثيوبيا بسبب سد النهضة. .وقال إن هذا الكلام عار تماما من الصحة لأن وزارة الري ليس لديها من الأساس أي دراسات في هذا الشأن.
وأوضح المصدر أن هذا المشروع وهمي وغير مجدي اقتصاديا ولا ماديا ولا اجتماعيا ولا سياسيا ويجب غلق هذا الأمر نهائيا . لأن معنى الحديث في هذا الموضوع يعني أن مصر فشلت في حل أزمة سد النهضة وأصبحت تبحث عن بديل يعوض ما ستفقده من جراء بناء سد النهضة .
المؤيدون :
يوفر 95 مليار متر مكعب سنويا ويضمن زراعة 80 مليون فدان
ويستغرق 30 شهرًا بتكلفة 24 مليار دولار وتموله جهات عالمية بالكامل
المعارضون:
مشروع غير قابل للتطبيق .. وتضعف موقف مصر فى
أزمة "سد النهضة "
تحقيق حمدى كامل ومحمد زين
هل نأخذ الماء من الكونغو بدلا عن إثيوبيا؟ فكرة طرحت نفسها مؤخرا بعد ظهور إثر التعنت الإثيوبي بشأن حل أزمة مياه النيل وإصرارها علي بناء السدود التي يري خبراء المياه أنها ستؤثر علي نصيب مصر من مياه النيل. وزاد من اصرار الخبراء فكرة تحويل نهر الكونغوباعتباره احدى البدائل الممكنة حال بلوغ المخطط الأثيوبى مداه واستكمال سد النهضة ونقصان حصة مصر من مياه النيل دخول مصر عصر الجفاف المائى..
هذا المشروع تناولته دراسات مستفيضة وطرحت العديد من الحلول بعضها يخفف من وهج الأزمة سد النهضة وبعضها يرى انه من العبقرية بما ينقل مصر فى فترة قصيرة من القحط إلى مصاف الدول الغنية بالماء والطاقة فى آن واحد ويضيف إلى حقائبها ما يزيد على ستة أضعاف الدخل القومى من تصدير الكهرباء ناهيك عن وفرة المياه التى تسمح بالتوسعات الحضارية الكبرى وتعمير نصف الصحراء الغربية وتحقيق الاكتفاء الذاتى الكامل من الغذاء ان صحت الفكرة وتم تنفيذها .. وهذه الفكرة هى نقل مياه نهر الكونغو التى تقدر بنحو ألف مليار متر مكعب تصب سنويا فى المحيط الاطلنطى إلى مصر والسودان عبر قناة تصله بالنيل الابيض مع إمكانية توليد طاقة كهربية تكفى لتغطية القارة الأفريقية بأكملها وتصل أرباح تصديرها إلى ما يزيد على 3٫2 تريليون دولار سنويا مقسمة على الدول الثلاث مصر والكونغو والسودان..
وبعد اعلان الدكتور محمد عبد المطلب وزير الموارد المائية والرى أن الوزارة تقوم حالياً مراجعة الدراسات المقدمة من فريق العمل القائم على مشروع " الاستفادة من نهر الكونغو" ووتقديم الدعم الفنى الكامل لفريق العمل بما يعود بالنفع على الامن المائى المصرى. تطرح الاخبار الرأى المؤيد والرأى المعارض للفكرة .
حلم ينبغى ان يتحقق
د. نادر نور الدين أستاذ الموارد المائية بكلية الزراعة جامعة القاهرة يقول: الفكرة كانت قد وردت فى كتابالمصريين فى السودان عام 1902 .. وقال إن نهر الكونغو وهو من أغزر أنهار إفريقيا يلقى 1050 مليار متر مكعب فى المحيط الأطلنطى فلماذا لا نستغل هذا الفائض بأن نأخذ وصلة من نهر الكونغو إلى النهر السمليكى الذى يكون النيل الأبيض على أن يتم تخزين المياه فى ذلك الجزء المنحنى من النيل الذى يشكل قناة على الحدود المصرية السودانية فى منطقة عتمورا الحدودية شمال السودان يمكن أن نتخذ منها مخزنا يحوى 17 مليار متر مكعب من المياه.
وهذه الفكرة ما زالت صالحة للتطبيق حتى بعد إنشاء بحيرة ناصر. إلا أن هناك عقبات حقيقية تقف دون تنفيذها منها أن الكونغو بها أكبر ثانى منطقة غابات استوائية فى العالم بعد غابات الأمازون، حيث تبلغ مساحة الغابات فى الكونغو 215 مليون فدان وهى منطقة شديدة الوعورة والفكرة تحتاج لدراسة اقتصادية مستفيضة.
واضاف ان المشروع يوفر لمصر 95 مليار متر مكعب من المياه سنويا توفر زراعة 80 مليون فدان تزداد بالتدرج بعد 10 سنوات إلى 112 مليار متر مكعب مما يصل بمصر لزراعة نصف مساحة الصحراء الغربية. بالاضافة الى ان المشروع يوفر لمصر والسودان والكونغو طاقة كهربائية تكفى أكثر من ثلثى قارة أفريقيا بمقدار 18000 ميجاوات أى عشرة أضعاف مايولده السد العالي. أى ما قيمته إذا صدر لدول افريقيا حوالى 3٫2 ترليون دولار.
وقال ان مشروع نهر الكونغو رغم الصعوبات التى يوجهها المشروع حلم ينبغى ان يتحقق لانهاء الصرعات فى دول افريقيا بسبب شحة المياه . فمياه اليوم هى بترول الغد .
وقال انا مع الفكرة مادامت الدولة صاحبة النهر توافق على ذلك ولكن بعد عمل الدراسات اللازمة والمطلوبة . وعمل تعميق وتعريض لمجرى نهر النيل من بحيرة "نو " وسط السودان والذى سيكلف الكثير .
أشاد نادر نور الدين بالخطوة التى اتخذتها وزارة الري ببدأ دراسة الأفكار المقدمة بشأن الاستفادة من مشروع نهر الكونغو مشيرا الى أن هذا المشروع هدفه زيادة مصادر المياه وتعويض العجز في الموارد والبالغ 20 مليار متر مكعب وليس بديلا عن حقوق مصر في مياه النيل التى ستتأثر ببناء سد النهضة الأثيوبي. مشددا على إنهاء أزمة إثيوبيا أولا قبل البدء في تنفيذ هذا المشروع، حتى لا تعتمد إثيوبيا على وجود بديل للمياه في مصر، مؤكدا أن إثيوبيا يجب أن تعترف بأن نهر النيل هو نهر مشترك وليس نهرا إثيوبيا، مؤكدا أنه بعد ذلك يمكن العمل على بدء تنفيذ المشروع.
سيناريوهات علمية
ومن جانبه قال الخبير الجيولوجى عبد العال حسن عطيه أن خط تقسيم المياه بين نهرى النيل والكونغو أوضح أن إيراد النيل يبلغ 84 مليار متر مكعب ، فيما يبلغ إيراد نهر الكونغو 1248 مليارا ، مشيرا إلى أنه تم الإعتماد على بيانات وصور الأقمار الصناعية والرادار والخرائط الطبوغرافية والجيولوجية بالإضافة إلى البيانات المناخية .
وأضاف أنه تم أيضا خلال دراسة المشروع الإعتماد على البيانات المناخية والأرصاد الجوية المصرية والبريطانية والأمريكية ، حيث أوضحت الخرائط مناطق توزيع الخزانات المائية وتمركز المياه فى مناطق حوض النيل .
ولفت إلى أن فكرة المشروع التى خضعت للدراسة من خلال مجموعات العمل المصرية على مدى سنوات تقوم على توصيل نهر النيل بنهر الكونغو مع تبسيط خطوط الصرف لأنهار أفريقيا ، حيث أمكن التوصل إلى إمكانية تحويل جزء من نهر الكونغو إلى نهر النيل .
وكشف عن أنه تم وضع أكثر من سيناريو للوصول إلى حلول توافقية لإنجاز المشروع الذى يساعد مصر على الخروج من أزمة التواجد تحت خط الفقر المائى ، حيث أن احتياجات مصر تصل إلى حوالى 92 مليار متر مكعب من المياه ، بينما لا يصلنا إلا حوالى 30 فى المائة من تلك الإحتياجات ، ومهما بلغت قدرة المشروعات فانها لن توفر إلا حوالى 20 فى المائة إضافية .
وأوضح عبدالعال إن تنفيذ المشروع سيتم على عدة مراحل حسب توافر ظروف التمويل ، لافتا إلى أن المدى الزمني لتنفيذ المشروع، يستغرق 30 شهرًا بتكلفة 24 مليار دولار وهي تكلفة محطات الرفع الأربع لنقل المياه من حوض نهر الكونغو إلى حوض نهر النيل، بالإضافة إلى أعمال البنية الأساسية المطلوبة لنقل المياه. مشيرا الى ان خزينة الدولة لن تتكلف مليم واحد وان التمويل سيكون من جهات تمويل عالمية بالكامل بشرط ان تكون شريكة فى مشروعات التنمية .
وأوضح أن الجديد فى هذا المشروع هو توظيف البيانات العلمية فى تنفيذ الخطة ، حيث أن هذا المشروع كان مجرد فكرة ، حتى إكتملت مجموعات العمل وحصلت على الدعم الكافى من القيادة المصرية .
مشروع خيالي
وصف الدكتور محمد نصر علام وزير الري السابق ان تقوم به حالياً وزراة الري من دراسة الأفكار والمقترحات المقدمة لها بشأن مشروع نهر الكونغو وربطه بنهر النيل بأنها تتويه للشعب المصري بعد فشلهم في التوصل إلى حل لأزمة سد النهضة .
وأضاف أن هذه الخطوة من شأنها إضعاف الموقف المصري في أزمتها مع أثيوبيا .مشيرا الى انه يجب على مسئولي وزارة الري التركيز في أزمة سد النهضة اولا وترتيب الأفكار وتجهيز اوراق الضغط المناسبة على أثيوبيا لوقف أعمال البناء .
وقال علام إن مشروع نهر الكونغو أثبتت كل ان كل دراسات الخبراء اثبت فشل مشروع نهر الكونغو واستحالة تنفيذه فكيف تبدأ الوزراة في دراسته بالإضافة الى عدم وجود دراسات أو اقتراحات مقدمة بشأن هذا المشروع لضعف القدرات الموجودة حاليا بالوزارة .
وأضاف ان مثل هذا المشروع سوف يواجة عوائق عديدة منها قانونية وسياسية وفنية ومالية .. فالقانونية تتمثل فى ان القوانيين الدولية للانهار لا تسمح بنقل مياه الانهار خارج الاحواض ، والفنية انه حتى الان لا توجد تقنية او تكنولوجيا لرفع 200 مليار متر مكعب من المياه ، اما العوائق السياسية فهل تسمح جنوب السودان والسودان وهى الدول المشتركة فى النهر بنقل المياه ام لا ، هذا بالاضافة الى انه سيكون هناك عوائق مالية حيث ان المشروع يكلف المليارات .
وقال ان المشروع يحتاج الى حفر 3 الاف كيلو متر حتى تصل المياه الى مصر اى ان سوف يتم حفر نهر ضعف نهر النيل وهذا مستحيل . ومثال ذلك تم حفر 50 كليو لتوصيل المياه الى توشكى فى 7 سنوات .
مشروع غير قابل للتطبيق
وأشار مغاوري إلى أن مشروع تحويل مجرى نهر الكونغو باتجاه جنوب السودان شمالا ثم السودان ثم مصر، بدلا من أن يكون شرقا باتجاه المحيط الأطلسي، هو مشروع افتراضي غير قابل للتطبيق.
وأكد أن هناك عدة عقبات في طريق تنفيذ المشروع، تتعلق باتفاقيات دولية لا تنطبق على المشروع من ناحية قوانين عدم السماح بنقل المياه من أحوض مائية إلى أخرى، كما أن المعوقات الجيولوجية بسبب وعورة المنطقة التي ستكون فيها الوصلة بين النهرين، مليئة بالجبال والهضاب وغيرها من المعوقات الجيولوجية، التي تجعل من هذا المشروع مستحيل تطبيقه.
الري ليس لديها دراسات
بينما انتقد مصدر مطلع بملف النيل إعلان ان وزارة الري بدأت تبحث في الدراسات المقدمة اليها للاستفادة من نهر الكونغو على خلفية أزمتنا مع أثيوبيا بسبب سد النهضة. .وقال إن هذا الكلام عار تماما من الصحة لأن وزارة الري ليس لديها من الأساس أي دراسات في هذا الشأن.
وأوضح المصدر أن هذا المشروع وهمي وغير مجدي اقتصاديا ولا ماديا ولا اجتماعيا ولا سياسيا ويجب غلق هذا الأمر نهائيا . لأن معنى الحديث في هذا الموضوع يعني أن مصر فشلت في حل أزمة سد النهضة وأصبحت تبحث عن بديل يعوض ما ستفقده من جراء بناء سد النهضة .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.