رئيس جامعة بنها يفتتح معرضًا للمشروعات الطلابية في مجال العلوم التطبيقية    «ترامب» يُهاجم رئيس الاحتياطي الفيدرالي ويصفه ب«الغبي»    برسائل أمل وسلام.. زعماء العالم يرحبون ببابا الفاتيكان الجديد |تقرير    الخارجية الأمريكية: خطوات متقدمة لإيصال المساعدات إلى غزة    الاتحاد السكندرى يتوج بكأس السلة على حساب الأهلى    شاهد| هدف إمام عاشور في شباك المصري البورسعيدي    تشكيل لجنة هندسية لبيان مدى تأثر العقار المحترق في الأزبكية    المركز القومي للمسرح يمد فترة التقديم بمسابقة توفيق الحكيم للتأليف    هالة صدقي تحسم جدل أزمة طلاق بوسي شلبي من الراحل محمود عبد العزيز    طرق بسيطة وسهلة للتعامل مع خوف طفلك من المدرسة    استقبال 400 حاج من باكستان ضمن أولى طلائع حج 1446ه    تشيلسى ضد يورجوردين.. البلوز يتفوق بهدف فى الشوط الأول.. فيديو    ترامب يأمل في حل المشكلة النووية الإيرانية دون قصف ويريد للإيرانيين النجاح الكبير    الخطاب الأول للبابا لاون الرابع عشر.. نداء إلى السلام والوحدة    الخارجية الألمانية تنشر بيانا باللغة الروسية في الذكرى السنوية لنهاية الحرب العالمية الثانية    «الصحة» تنظم مؤتمرًا علميًا لتشخيص وعلاج الربو الشعبي ومكافحة التدخين    محافظ سوهاج يتفقد مركز الكوثر الطبى ويوجه بخطة عاجلة لتشغيله    نفس توقيت نهائي الكأس.. ديسابر يعلن ضم ماييلي لقائمة الكونغو الديمقراطية في يونيو    كرة يد - قبل مواجهة الأهلي.. الزمالك يتعاقد مع 3 لاعبين    السبت المقبل.. 23 ألف طالب يؤدون امتحانات الفصل الدراسي الثاني بجامعة أسوان    انطلاق قوافل المراجعة النهائية المجانية لطلاب الشهادة الإعدادية بالأقصر (صور)    معدات ثقيلة لرفع سقف موقف قوص المنهار فوق 40 سيارة (صور)    رائحة كريهة تكشف عن جثة خمسيني متعفنة بالحوامدية    أخبار مصر اليوم.. بوتين يستقبل السيسي في الكرملين    محافظ سوهاج يبحث تطبيق الهوية البصرية على الكوبري الجديد بالكورنيش الغربي    ما تأثير الحالة الفلكية على مواليد برج الحمل في الأسبوع الثاني من مايو 2025؟    أكشن بتقنيات عالية.. الإعلان التشويقي لفيلم المشروع X ل كريم عبد العزيز    MBC مصر تعلن موعد عرض مسلسل "بطن الحوت"    فعاليات تثقيفية متنوعة ضمن دوري المكتبات بثقافة الغربية    ياسمينا العبد: كنت متأكدة إني هبقى سبب فشل مسلسل «موضوع عائلي 3» (فيديو)    أمين الفتوى: لا يجوز للزوج أخذ "الشبكة" من زوجته رغمًا عنها بعد الزواج    علي جمعة: السيرة النبوية تطبيق عملي معصوم للقرآن    ب3 مواقف من القرآن.. خالد الجندي يكشف كيف يتحول البلاء إلى نعمة عظيمة تدخل الجنة    هيبة: مصر أنفقت 550 مليار دولار على تحسين البنية التحتية خلال 10 سنوات| خاص    مستشار وزيرة التخطيط: 44% من القوى العاملة بحلول 2030 ستكون من الجيل التكنولوجيا الحديثة    انطلاق المؤتمر الثالث لوحدة مناظير عائشة المرزوق في مستشفى قنا العام    الدخان الأبيض يعلن بدء رحلة بابا الفاتيكان الجديد.. الأجراس تدق والاحتفالات تملأ الشوارع    وزارة الشباب والرياضة ... شكراً    طلاب جامعة الدلتا التكنولوجية يشاركون في معرض HVAC-R.. صور    رابط نتيجة الاختبارات الإلكترونية للمتقدمين لوظائف معلم مساعد مادة رياضيات    خبراء يحذرون: الزمن هو الخطر الحقيقي في النزاع النووي الهندي الباكستاني    محافظ الجيزة: تحسين كفاءة النظافة بمحيط المدارس استعدادا للامتحانات    الرياضية تكشف موعد انضمام ماركوس ليوناردو لتدريبات الهلال    الحكومة: أسعار جلسات الغسيل الكلوى ثابتة دون زيادة وتقدم مجانًا للمرضى    محافظة الجيزة ترفع 150 طن مخلفات في حملات نظافة مكبرة    غموض حول اختفاء فتاة ببنها.. والأسرة تناشد الأمن مساعدتها في العودة    "10 دقائق من الصمت الواعي".. نصائح عمرو الورداني لاستعادة الاتزان الروحي والتخلص من العصبية    انخفاض عمليات البحث على "جوجل" عبر متصفح سفارى لأول مرة لهذا السبب    زوجة الأب المتوحشة تنهى حياة طفلة زوجها بالشرقية    تعديل لائحة النقابة العامة للعاملين بالزراعة والري والصيد واستصلاح الأراضي    ولنا في المكتبة حكايات.. أول كتاب تصدره مكتبة مصر العامة بأقلام قرائها ومستفيديها    نائب وزير الصحة يتفقد وحدتي الأعقاب الديسة ومنشأة الخزان الصحية بأسوان    خالد بيبو: كولر ظلم لاعبين في الأهلي وكان يحلم بالمونديال    تركيا: إسرائيل تمنع إيصال المساعدات الإنسانية وتحاول تهجير الفلسطينيين وتثبيت وجودها في غزة بشكل دائم عبر توسيع هجماتها    ميدو يفجّرها: شخص داخل الزمالك يحارب لجنة الخطيط.. وإمام عاشور الأهم وصفقة زيزو للأهلي لم تكن مفاجأة    الإسماعيلي ضد إنبي.. الدراويش على حافة الهاوية بعد السقوط في مراكز الهبوط    الجيش الباكستاني يعلن إسقاط 12 طائرة تجسس هندية    سبب إلزام النساء بارتداء الحجاب دون الرجال.. أمين الفتوى يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جدل بعد اعلان وزارة الرى مراجعة دراسات تنفيذ مشروع نهر الكونغو
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 14 - 03 - 2014


المؤيدون :
يوفر 95 مليار متر مكعب سنويا ويضمن زراعة 80 مليون فدان
ويستغرق 30 شهرًا بتكلفة 24 مليار دولار وتموله جهات عالمية بالكامل
المعارضون:
مشروع غير قابل للتطبيق .. وتضعف موقف مصر فى
أزمة "سد النهضة "
تحقيق حمدى كامل ومحمد زين
هل نأخذ الماء من الكونغو بدلا عن إثيوبيا؟ فكرة طرحت نفسها مؤخرا بعد ظهور إثر التعنت الإثيوبي بشأن حل أزمة مياه النيل وإصرارها علي بناء السدود التي يري خبراء المياه أنها ستؤثر علي نصيب مصر من مياه النيل. وزاد من اصرار الخبراء فكرة تحويل نهر الكونغوباعتباره احدى البدائل الممكنة حال بلوغ المخطط الأثيوبى مداه واستكمال سد النهضة ونقصان حصة مصر من مياه النيل دخول مصر عصر الجفاف المائى..
هذا المشروع تناولته دراسات مستفيضة وطرحت العديد من الحلول بعضها يخفف من وهج الأزمة سد النهضة وبعضها يرى انه من العبقرية بما ينقل مصر فى فترة قصيرة من القحط إلى مصاف الدول الغنية بالماء والطاقة فى آن واحد ويضيف إلى حقائبها ما يزيد على ستة أضعاف الدخل القومى من تصدير الكهرباء ناهيك عن وفرة المياه التى تسمح بالتوسعات الحضارية الكبرى وتعمير نصف الصحراء الغربية وتحقيق الاكتفاء الذاتى الكامل من الغذاء ان صحت الفكرة وتم تنفيذها .. وهذه الفكرة هى نقل مياه نهر الكونغو التى تقدر بنحو ألف مليار متر مكعب تصب سنويا فى المحيط الاطلنطى إلى مصر والسودان عبر قناة تصله بالنيل الابيض مع إمكانية توليد طاقة كهربية تكفى لتغطية القارة الأفريقية بأكملها وتصل أرباح تصديرها إلى ما يزيد على 3٫2 تريليون دولار سنويا مقسمة على الدول الثلاث مصر والكونغو والسودان..
وبعد اعلان الدكتور محمد عبد المطلب وزير الموارد المائية والرى أن الوزارة تقوم حالياً مراجعة الدراسات المقدمة من فريق العمل القائم على مشروع " الاستفادة من نهر الكونغو" ووتقديم الدعم الفنى الكامل لفريق العمل بما يعود بالنفع على الامن المائى المصرى. تطرح الاخبار الرأى المؤيد والرأى المعارض للفكرة .
حلم ينبغى ان يتحقق
د. نادر نور الدين أستاذ الموارد المائية بكلية الزراعة جامعة القاهرة يقول: الفكرة كانت قد وردت فى كتابالمصريين فى السودان عام 1902 .. وقال إن نهر الكونغو وهو من أغزر أنهار إفريقيا يلقى 1050 مليار متر مكعب فى المحيط الأطلنطى فلماذا لا نستغل هذا الفائض بأن نأخذ وصلة من نهر الكونغو إلى النهر السمليكى الذى يكون النيل الأبيض على أن يتم تخزين المياه فى ذلك الجزء المنحنى من النيل الذى يشكل قناة على الحدود المصرية السودانية فى منطقة عتمورا الحدودية شمال السودان يمكن أن نتخذ منها مخزنا يحوى 17 مليار متر مكعب من المياه.
وهذه الفكرة ما زالت صالحة للتطبيق حتى بعد إنشاء بحيرة ناصر. إلا أن هناك عقبات حقيقية تقف دون تنفيذها منها أن الكونغو بها أكبر ثانى منطقة غابات استوائية فى العالم بعد غابات الأمازون، حيث تبلغ مساحة الغابات فى الكونغو 215 مليون فدان وهى منطقة شديدة الوعورة والفكرة تحتاج لدراسة اقتصادية مستفيضة.
واضاف ان المشروع يوفر لمصر 95 مليار متر مكعب من المياه سنويا توفر زراعة 80 مليون فدان تزداد بالتدرج بعد 10 سنوات إلى 112 مليار متر مكعب مما يصل بمصر لزراعة نصف مساحة الصحراء الغربية. بالاضافة الى ان المشروع يوفر لمصر والسودان والكونغو طاقة كهربائية تكفى أكثر من ثلثى قارة أفريقيا بمقدار 18000 ميجاوات أى عشرة أضعاف مايولده السد العالي. أى ما قيمته إذا صدر لدول افريقيا حوالى 3٫2 ترليون دولار.
وقال ان مشروع نهر الكونغو رغم الصعوبات التى يوجهها المشروع حلم ينبغى ان يتحقق لانهاء الصرعات فى دول افريقيا بسبب شحة المياه . فمياه اليوم هى بترول الغد .
وقال انا مع الفكرة مادامت الدولة صاحبة النهر توافق على ذلك ولكن بعد عمل الدراسات اللازمة والمطلوبة . وعمل تعميق وتعريض لمجرى نهر النيل من بحيرة "نو " وسط السودان والذى سيكلف الكثير .
أشاد نادر نور الدين بالخطوة التى اتخذتها وزارة الري ببدأ دراسة الأفكار المقدمة بشأن الاستفادة من مشروع نهر الكونغو مشيرا الى أن هذا المشروع هدفه زيادة مصادر المياه وتعويض العجز في الموارد والبالغ 20 مليار متر مكعب وليس بديلا عن حقوق مصر في مياه النيل التى ستتأثر ببناء سد النهضة الأثيوبي. مشددا على إنهاء أزمة إثيوبيا أولا قبل البدء في تنفيذ هذا المشروع، حتى لا تعتمد إثيوبيا على وجود بديل للمياه في مصر، مؤكدا أن إثيوبيا يجب أن تعترف بأن نهر النيل هو نهر مشترك وليس نهرا إثيوبيا، مؤكدا أنه بعد ذلك يمكن العمل على بدء تنفيذ المشروع.
سيناريوهات علمية
ومن جانبه قال الخبير الجيولوجى عبد العال حسن عطيه أن خط تقسيم المياه بين نهرى النيل والكونغو أوضح أن إيراد النيل يبلغ 84 مليار متر مكعب ، فيما يبلغ إيراد نهر الكونغو 1248 مليارا ، مشيرا إلى أنه تم الإعتماد على بيانات وصور الأقمار الصناعية والرادار والخرائط الطبوغرافية والجيولوجية بالإضافة إلى البيانات المناخية .
وأضاف أنه تم أيضا خلال دراسة المشروع الإعتماد على البيانات المناخية والأرصاد الجوية المصرية والبريطانية والأمريكية ، حيث أوضحت الخرائط مناطق توزيع الخزانات المائية وتمركز المياه فى مناطق حوض النيل .
ولفت إلى أن فكرة المشروع التى خضعت للدراسة من خلال مجموعات العمل المصرية على مدى سنوات تقوم على توصيل نهر النيل بنهر الكونغو مع تبسيط خطوط الصرف لأنهار أفريقيا ، حيث أمكن التوصل إلى إمكانية تحويل جزء من نهر الكونغو إلى نهر النيل .
وكشف عن أنه تم وضع أكثر من سيناريو للوصول إلى حلول توافقية لإنجاز المشروع الذى يساعد مصر على الخروج من أزمة التواجد تحت خط الفقر المائى ، حيث أن احتياجات مصر تصل إلى حوالى 92 مليار متر مكعب من المياه ، بينما لا يصلنا إلا حوالى 30 فى المائة من تلك الإحتياجات ، ومهما بلغت قدرة المشروعات فانها لن توفر إلا حوالى 20 فى المائة إضافية .
وأوضح عبدالعال إن تنفيذ المشروع سيتم على عدة مراحل حسب توافر ظروف التمويل ، لافتا إلى أن المدى الزمني لتنفيذ المشروع، يستغرق 30 شهرًا بتكلفة 24 مليار دولار وهي تكلفة محطات الرفع الأربع لنقل المياه من حوض نهر الكونغو إلى حوض نهر النيل، بالإضافة إلى أعمال البنية الأساسية المطلوبة لنقل المياه. مشيرا الى ان خزينة الدولة لن تتكلف مليم واحد وان التمويل سيكون من جهات تمويل عالمية بالكامل بشرط ان تكون شريكة فى مشروعات التنمية .
وأوضح أن الجديد فى هذا المشروع هو توظيف البيانات العلمية فى تنفيذ الخطة ، حيث أن هذا المشروع كان مجرد فكرة ، حتى إكتملت مجموعات العمل وحصلت على الدعم الكافى من القيادة المصرية .
مشروع خيالي
وصف الدكتور محمد نصر علام وزير الري السابق ان تقوم به حالياً وزراة الري من دراسة الأفكار والمقترحات المقدمة لها بشأن مشروع نهر الكونغو وربطه بنهر النيل بأنها تتويه للشعب المصري بعد فشلهم في التوصل إلى حل لأزمة سد النهضة .
وأضاف أن هذه الخطوة من شأنها إضعاف الموقف المصري في أزمتها مع أثيوبيا .مشيرا الى انه يجب على مسئولي وزارة الري التركيز في أزمة سد النهضة اولا وترتيب الأفكار وتجهيز اوراق الضغط المناسبة على أثيوبيا لوقف أعمال البناء .
وقال علام إن مشروع نهر الكونغو أثبتت كل ان كل دراسات الخبراء اثبت فشل مشروع نهر الكونغو واستحالة تنفيذه فكيف تبدأ الوزراة في دراسته بالإضافة الى عدم وجود دراسات أو اقتراحات مقدمة بشأن هذا المشروع لضعف القدرات الموجودة حاليا بالوزارة .
وأضاف ان مثل هذا المشروع سوف يواجة عوائق عديدة منها قانونية وسياسية وفنية ومالية .. فالقانونية تتمثل فى ان القوانيين الدولية للانهار لا تسمح بنقل مياه الانهار خارج الاحواض ، والفنية انه حتى الان لا توجد تقنية او تكنولوجيا لرفع 200 مليار متر مكعب من المياه ، اما العوائق السياسية فهل تسمح جنوب السودان والسودان وهى الدول المشتركة فى النهر بنقل المياه ام لا ، هذا بالاضافة الى انه سيكون هناك عوائق مالية حيث ان المشروع يكلف المليارات .
وقال ان المشروع يحتاج الى حفر 3 الاف كيلو متر حتى تصل المياه الى مصر اى ان سوف يتم حفر نهر ضعف نهر النيل وهذا مستحيل . ومثال ذلك تم حفر 50 كليو لتوصيل المياه الى توشكى فى 7 سنوات .
مشروع غير قابل للتطبيق
وأشار مغاوري إلى أن مشروع تحويل مجرى نهر الكونغو باتجاه جنوب السودان شمالا ثم السودان ثم مصر، بدلا من أن يكون شرقا باتجاه المحيط الأطلسي، هو مشروع افتراضي غير قابل للتطبيق.
وأكد أن هناك عدة عقبات في طريق تنفيذ المشروع، تتعلق باتفاقيات دولية لا تنطبق على المشروع من ناحية قوانين عدم السماح بنقل المياه من أحوض مائية إلى أخرى، كما أن المعوقات الجيولوجية بسبب وعورة المنطقة التي ستكون فيها الوصلة بين النهرين، مليئة بالجبال والهضاب وغيرها من المعوقات الجيولوجية، التي تجعل من هذا المشروع مستحيل تطبيقه.
الري ليس لديها دراسات
بينما انتقد مصدر مطلع بملف النيل إعلان ان وزارة الري بدأت تبحث في الدراسات المقدمة اليها للاستفادة من نهر الكونغو على خلفية أزمتنا مع أثيوبيا بسبب سد النهضة. .وقال إن هذا الكلام عار تماما من الصحة لأن وزارة الري ليس لديها من الأساس أي دراسات في هذا الشأن.
وأوضح المصدر أن هذا المشروع وهمي وغير مجدي اقتصاديا ولا ماديا ولا اجتماعيا ولا سياسيا ويجب غلق هذا الأمر نهائيا . لأن معنى الحديث في هذا الموضوع يعني أن مصر فشلت في حل أزمة سد النهضة وأصبحت تبحث عن بديل يعوض ما ستفقده من جراء بناء سد النهضة .
المؤيدون :
يوفر 95 مليار متر مكعب سنويا ويضمن زراعة 80 مليون فدان
ويستغرق 30 شهرًا بتكلفة 24 مليار دولار وتموله جهات عالمية بالكامل
المعارضون:
مشروع غير قابل للتطبيق .. وتضعف موقف مصر فى
أزمة "سد النهضة "
تحقيق حمدى كامل ومحمد زين
هل نأخذ الماء من الكونغو بدلا عن إثيوبيا؟ فكرة طرحت نفسها مؤخرا بعد ظهور إثر التعنت الإثيوبي بشأن حل أزمة مياه النيل وإصرارها علي بناء السدود التي يري خبراء المياه أنها ستؤثر علي نصيب مصر من مياه النيل. وزاد من اصرار الخبراء فكرة تحويل نهر الكونغوباعتباره احدى البدائل الممكنة حال بلوغ المخطط الأثيوبى مداه واستكمال سد النهضة ونقصان حصة مصر من مياه النيل دخول مصر عصر الجفاف المائى..
هذا المشروع تناولته دراسات مستفيضة وطرحت العديد من الحلول بعضها يخفف من وهج الأزمة سد النهضة وبعضها يرى انه من العبقرية بما ينقل مصر فى فترة قصيرة من القحط إلى مصاف الدول الغنية بالماء والطاقة فى آن واحد ويضيف إلى حقائبها ما يزيد على ستة أضعاف الدخل القومى من تصدير الكهرباء ناهيك عن وفرة المياه التى تسمح بالتوسعات الحضارية الكبرى وتعمير نصف الصحراء الغربية وتحقيق الاكتفاء الذاتى الكامل من الغذاء ان صحت الفكرة وتم تنفيذها .. وهذه الفكرة هى نقل مياه نهر الكونغو التى تقدر بنحو ألف مليار متر مكعب تصب سنويا فى المحيط الاطلنطى إلى مصر والسودان عبر قناة تصله بالنيل الابيض مع إمكانية توليد طاقة كهربية تكفى لتغطية القارة الأفريقية بأكملها وتصل أرباح تصديرها إلى ما يزيد على 3٫2 تريليون دولار سنويا مقسمة على الدول الثلاث مصر والكونغو والسودان..
وبعد اعلان الدكتور محمد عبد المطلب وزير الموارد المائية والرى أن الوزارة تقوم حالياً مراجعة الدراسات المقدمة من فريق العمل القائم على مشروع " الاستفادة من نهر الكونغو" ووتقديم الدعم الفنى الكامل لفريق العمل بما يعود بالنفع على الامن المائى المصرى. تطرح الاخبار الرأى المؤيد والرأى المعارض للفكرة .
حلم ينبغى ان يتحقق
د. نادر نور الدين أستاذ الموارد المائية بكلية الزراعة جامعة القاهرة يقول: الفكرة كانت قد وردت فى كتابالمصريين فى السودان عام 1902 .. وقال إن نهر الكونغو وهو من أغزر أنهار إفريقيا يلقى 1050 مليار متر مكعب فى المحيط الأطلنطى فلماذا لا نستغل هذا الفائض بأن نأخذ وصلة من نهر الكونغو إلى النهر السمليكى الذى يكون النيل الأبيض على أن يتم تخزين المياه فى ذلك الجزء المنحنى من النيل الذى يشكل قناة على الحدود المصرية السودانية فى منطقة عتمورا الحدودية شمال السودان يمكن أن نتخذ منها مخزنا يحوى 17 مليار متر مكعب من المياه.
وهذه الفكرة ما زالت صالحة للتطبيق حتى بعد إنشاء بحيرة ناصر. إلا أن هناك عقبات حقيقية تقف دون تنفيذها منها أن الكونغو بها أكبر ثانى منطقة غابات استوائية فى العالم بعد غابات الأمازون، حيث تبلغ مساحة الغابات فى الكونغو 215 مليون فدان وهى منطقة شديدة الوعورة والفكرة تحتاج لدراسة اقتصادية مستفيضة.
واضاف ان المشروع يوفر لمصر 95 مليار متر مكعب من المياه سنويا توفر زراعة 80 مليون فدان تزداد بالتدرج بعد 10 سنوات إلى 112 مليار متر مكعب مما يصل بمصر لزراعة نصف مساحة الصحراء الغربية. بالاضافة الى ان المشروع يوفر لمصر والسودان والكونغو طاقة كهربائية تكفى أكثر من ثلثى قارة أفريقيا بمقدار 18000 ميجاوات أى عشرة أضعاف مايولده السد العالي. أى ما قيمته إذا صدر لدول افريقيا حوالى 3٫2 ترليون دولار.
وقال ان مشروع نهر الكونغو رغم الصعوبات التى يوجهها المشروع حلم ينبغى ان يتحقق لانهاء الصرعات فى دول افريقيا بسبب شحة المياه . فمياه اليوم هى بترول الغد .
وقال انا مع الفكرة مادامت الدولة صاحبة النهر توافق على ذلك ولكن بعد عمل الدراسات اللازمة والمطلوبة . وعمل تعميق وتعريض لمجرى نهر النيل من بحيرة "نو " وسط السودان والذى سيكلف الكثير .
أشاد نادر نور الدين بالخطوة التى اتخذتها وزارة الري ببدأ دراسة الأفكار المقدمة بشأن الاستفادة من مشروع نهر الكونغو مشيرا الى أن هذا المشروع هدفه زيادة مصادر المياه وتعويض العجز في الموارد والبالغ 20 مليار متر مكعب وليس بديلا عن حقوق مصر في مياه النيل التى ستتأثر ببناء سد النهضة الأثيوبي. مشددا على إنهاء أزمة إثيوبيا أولا قبل البدء في تنفيذ هذا المشروع، حتى لا تعتمد إثيوبيا على وجود بديل للمياه في مصر، مؤكدا أن إثيوبيا يجب أن تعترف بأن نهر النيل هو نهر مشترك وليس نهرا إثيوبيا، مؤكدا أنه بعد ذلك يمكن العمل على بدء تنفيذ المشروع.
سيناريوهات علمية
ومن جانبه قال الخبير الجيولوجى عبد العال حسن عطيه أن خط تقسيم المياه بين نهرى النيل والكونغو أوضح أن إيراد النيل يبلغ 84 مليار متر مكعب ، فيما يبلغ إيراد نهر الكونغو 1248 مليارا ، مشيرا إلى أنه تم الإعتماد على بيانات وصور الأقمار الصناعية والرادار والخرائط الطبوغرافية والجيولوجية بالإضافة إلى البيانات المناخية .
وأضاف أنه تم أيضا خلال دراسة المشروع الإعتماد على البيانات المناخية والأرصاد الجوية المصرية والبريطانية والأمريكية ، حيث أوضحت الخرائط مناطق توزيع الخزانات المائية وتمركز المياه فى مناطق حوض النيل .
ولفت إلى أن فكرة المشروع التى خضعت للدراسة من خلال مجموعات العمل المصرية على مدى سنوات تقوم على توصيل نهر النيل بنهر الكونغو مع تبسيط خطوط الصرف لأنهار أفريقيا ، حيث أمكن التوصل إلى إمكانية تحويل جزء من نهر الكونغو إلى نهر النيل .
وكشف عن أنه تم وضع أكثر من سيناريو للوصول إلى حلول توافقية لإنجاز المشروع الذى يساعد مصر على الخروج من أزمة التواجد تحت خط الفقر المائى ، حيث أن احتياجات مصر تصل إلى حوالى 92 مليار متر مكعب من المياه ، بينما لا يصلنا إلا حوالى 30 فى المائة من تلك الإحتياجات ، ومهما بلغت قدرة المشروعات فانها لن توفر إلا حوالى 20 فى المائة إضافية .
وأوضح عبدالعال إن تنفيذ المشروع سيتم على عدة مراحل حسب توافر ظروف التمويل ، لافتا إلى أن المدى الزمني لتنفيذ المشروع، يستغرق 30 شهرًا بتكلفة 24 مليار دولار وهي تكلفة محطات الرفع الأربع لنقل المياه من حوض نهر الكونغو إلى حوض نهر النيل، بالإضافة إلى أعمال البنية الأساسية المطلوبة لنقل المياه. مشيرا الى ان خزينة الدولة لن تتكلف مليم واحد وان التمويل سيكون من جهات تمويل عالمية بالكامل بشرط ان تكون شريكة فى مشروعات التنمية .
وأوضح أن الجديد فى هذا المشروع هو توظيف البيانات العلمية فى تنفيذ الخطة ، حيث أن هذا المشروع كان مجرد فكرة ، حتى إكتملت مجموعات العمل وحصلت على الدعم الكافى من القيادة المصرية .
مشروع خيالي
وصف الدكتور محمد نصر علام وزير الري السابق ان تقوم به حالياً وزراة الري من دراسة الأفكار والمقترحات المقدمة لها بشأن مشروع نهر الكونغو وربطه بنهر النيل بأنها تتويه للشعب المصري بعد فشلهم في التوصل إلى حل لأزمة سد النهضة .
وأضاف أن هذه الخطوة من شأنها إضعاف الموقف المصري في أزمتها مع أثيوبيا .مشيرا الى انه يجب على مسئولي وزارة الري التركيز في أزمة سد النهضة اولا وترتيب الأفكار وتجهيز اوراق الضغط المناسبة على أثيوبيا لوقف أعمال البناء .
وقال علام إن مشروع نهر الكونغو أثبتت كل ان كل دراسات الخبراء اثبت فشل مشروع نهر الكونغو واستحالة تنفيذه فكيف تبدأ الوزراة في دراسته بالإضافة الى عدم وجود دراسات أو اقتراحات مقدمة بشأن هذا المشروع لضعف القدرات الموجودة حاليا بالوزارة .
وأضاف ان مثل هذا المشروع سوف يواجة عوائق عديدة منها قانونية وسياسية وفنية ومالية .. فالقانونية تتمثل فى ان القوانيين الدولية للانهار لا تسمح بنقل مياه الانهار خارج الاحواض ، والفنية انه حتى الان لا توجد تقنية او تكنولوجيا لرفع 200 مليار متر مكعب من المياه ، اما العوائق السياسية فهل تسمح جنوب السودان والسودان وهى الدول المشتركة فى النهر بنقل المياه ام لا ، هذا بالاضافة الى انه سيكون هناك عوائق مالية حيث ان المشروع يكلف المليارات .
وقال ان المشروع يحتاج الى حفر 3 الاف كيلو متر حتى تصل المياه الى مصر اى ان سوف يتم حفر نهر ضعف نهر النيل وهذا مستحيل . ومثال ذلك تم حفر 50 كليو لتوصيل المياه الى توشكى فى 7 سنوات .
مشروع غير قابل للتطبيق
وأشار مغاوري إلى أن مشروع تحويل مجرى نهر الكونغو باتجاه جنوب السودان شمالا ثم السودان ثم مصر، بدلا من أن يكون شرقا باتجاه المحيط الأطلسي، هو مشروع افتراضي غير قابل للتطبيق.
وأكد أن هناك عدة عقبات في طريق تنفيذ المشروع، تتعلق باتفاقيات دولية لا تنطبق على المشروع من ناحية قوانين عدم السماح بنقل المياه من أحوض مائية إلى أخرى، كما أن المعوقات الجيولوجية بسبب وعورة المنطقة التي ستكون فيها الوصلة بين النهرين، مليئة بالجبال والهضاب وغيرها من المعوقات الجيولوجية، التي تجعل من هذا المشروع مستحيل تطبيقه.
الري ليس لديها دراسات
بينما انتقد مصدر مطلع بملف النيل إعلان ان وزارة الري بدأت تبحث في الدراسات المقدمة اليها للاستفادة من نهر الكونغو على خلفية أزمتنا مع أثيوبيا بسبب سد النهضة. .وقال إن هذا الكلام عار تماما من الصحة لأن وزارة الري ليس لديها من الأساس أي دراسات في هذا الشأن.
وأوضح المصدر أن هذا المشروع وهمي وغير مجدي اقتصاديا ولا ماديا ولا اجتماعيا ولا سياسيا ويجب غلق هذا الأمر نهائيا . لأن معنى الحديث في هذا الموضوع يعني أن مصر فشلت في حل أزمة سد النهضة وأصبحت تبحث عن بديل يعوض ما ستفقده من جراء بناء سد النهضة .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.