أفردت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية مقالا للكاتب فريد زكريا تتناول فيه أوضاع الشرق الأوسط الذي غدا أكثر عنفا ودموية، محذرا من مغبة المزيد من التدخل الأمريكي في هذه المنطقة الملتهبة. وأشار زكريا - في مقاله الذي نشرته الصحيفة علي موقعها الإلكتروني - إلى عودة العراق مرة أخرى ساحة لحرب أهلية هي الأكثر دموية في العالم بعد سوريا بالطبع، قائلا إن رؤية هذه الفظائع أثارت حفيظة الكثيرين في الولاياتالمتحدة متهمين واشنطن بالتقصير. ويرى الكاتب الأمريكي، الذي ينحدر من أصل هندي، أن منطقة الشرق الأوسط الآن تعيش في غمرة صراع طائفي يعيد إلى الأذهان صراع الكاثوليك والبروتستانت في أوروبا إبان عصر الإصلاح، قائلا إن أمثال هذه الصراعات الطائفية متأصلة في التاريخ والسياسة ولن تنتهي بسهولة. ورصد فريد زكريا ثلاثة عوامل يرى أنها أدت إلى الوضع الحالي في الشرق الأوسط؛ أول هذه العوامل هو بنية وتركيب الدول الشرق أوسطية، مشيرا إلى أن القوى الاستعمارية هي التي رسمت حدود دول الشرق الأوسط المعاصر عندما وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها. ويمضي زكريا قائلا إن تلك القوى الاستعمارية عمدت إلى تعيين حكام لتلك الدول ينتمون إلى الأقليات، وتلك إستراتيجية ماكرة؛ ذلك أنه عندما يكون النظام من الأقلية فدائما ما يحتاج إلى مساعدة قوة خارجية حتى تستقر مقاليد الحكم في يده. العامل الثاني بين العوامل التي أسهمت في أيلولة الشرق الأوسط إلى الوضع الحالي هو ظهور المد الإسلامي الأصولي بالمنطقة والذي تنوعت أسبابه بين انتشار الأفكار الوهابية من السعودية والثورة الإيرانية وتشوه الصورة الغربية في الأذهان بتحول أنظمة الجمهوريات العلمانية في المنطقة إلى ديكتاتوريات عسكرية. أما العامل الثالث فهو يعود إلى واشنطن؛ وتحديدا عندما قررت إدارة جورج بوش "الإبن" اجتياح العراق للإطاحة بنظام صدام حسين المنتمي إلى المذهب السني، وتسليم السلطة لنظام شيعي، وهو ما مثل تهديدا لكافة الأنظمة السنية بالمنطقة. ويرى فؤاد زكريا أن أمريكا إبان حرب العراق كان جل اهتمامها منصبا على فكرة تحويل منطقة الشرق الأوسط ولم تلق بالا إلى الأبعاد الطائفية، وهو ما أدى إلى ما نشهده اليوم من قمع شيعي لأبناء المذهب السني. واختتم زكريا مقاله بالتأكيد على أن جولة أخرى من التدخل الأمريكي في ساحة الشرق الأوسط التي تعج بصراعات دينية وسياسية لن تزيد الطين إلا بلة. أفردت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية مقالا للكاتب فريد زكريا تتناول فيه أوضاع الشرق الأوسط الذي غدا أكثر عنفا ودموية، محذرا من مغبة المزيد من التدخل الأمريكي في هذه المنطقة الملتهبة. وأشار زكريا - في مقاله الذي نشرته الصحيفة علي موقعها الإلكتروني - إلى عودة العراق مرة أخرى ساحة لحرب أهلية هي الأكثر دموية في العالم بعد سوريا بالطبع، قائلا إن رؤية هذه الفظائع أثارت حفيظة الكثيرين في الولاياتالمتحدة متهمين واشنطن بالتقصير. ويرى الكاتب الأمريكي، الذي ينحدر من أصل هندي، أن منطقة الشرق الأوسط الآن تعيش في غمرة صراع طائفي يعيد إلى الأذهان صراع الكاثوليك والبروتستانت في أوروبا إبان عصر الإصلاح، قائلا إن أمثال هذه الصراعات الطائفية متأصلة في التاريخ والسياسة ولن تنتهي بسهولة. ورصد فريد زكريا ثلاثة عوامل يرى أنها أدت إلى الوضع الحالي في الشرق الأوسط؛ أول هذه العوامل هو بنية وتركيب الدول الشرق أوسطية، مشيرا إلى أن القوى الاستعمارية هي التي رسمت حدود دول الشرق الأوسط المعاصر عندما وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها. ويمضي زكريا قائلا إن تلك القوى الاستعمارية عمدت إلى تعيين حكام لتلك الدول ينتمون إلى الأقليات، وتلك إستراتيجية ماكرة؛ ذلك أنه عندما يكون النظام من الأقلية فدائما ما يحتاج إلى مساعدة قوة خارجية حتى تستقر مقاليد الحكم في يده. العامل الثاني بين العوامل التي أسهمت في أيلولة الشرق الأوسط إلى الوضع الحالي هو ظهور المد الإسلامي الأصولي بالمنطقة والذي تنوعت أسبابه بين انتشار الأفكار الوهابية من السعودية والثورة الإيرانية وتشوه الصورة الغربية في الأذهان بتحول أنظمة الجمهوريات العلمانية في المنطقة إلى ديكتاتوريات عسكرية. أما العامل الثالث فهو يعود إلى واشنطن؛ وتحديدا عندما قررت إدارة جورج بوش "الإبن" اجتياح العراق للإطاحة بنظام صدام حسين المنتمي إلى المذهب السني، وتسليم السلطة لنظام شيعي، وهو ما مثل تهديدا لكافة الأنظمة السنية بالمنطقة. ويرى فؤاد زكريا أن أمريكا إبان حرب العراق كان جل اهتمامها منصبا على فكرة تحويل منطقة الشرق الأوسط ولم تلق بالا إلى الأبعاد الطائفية، وهو ما أدى إلى ما نشهده اليوم من قمع شيعي لأبناء المذهب السني. واختتم زكريا مقاله بالتأكيد على أن جولة أخرى من التدخل الأمريكي في ساحة الشرق الأوسط التي تعج بصراعات دينية وسياسية لن تزيد الطين إلا بلة.