انخفضت حدة المعارك على الحدود بين السودان وجنوب السودان الجمعة 13 إبريل بحسب مسئول من الجنوب، وذلك بعد ثلاثة أيام من المواجهات العنيفة حول منطقة حدودية غنية بالنفط. وأدت هذه التداعيات إلى دفع وزراء خارجية مجموعة الثماني إلى دعوة الجانبين إلى ضبط النفس لتفادي اندلاع حرب جديدة. ودعت الدول الثماني إلى ضبط النفس بعد موجة من القتال العنيف اندلعت الثلاثاء10 إبريل، وبعد تعرض دولة جنوب السودان لقصف جوي إثر قيام قواتها بالسيطرة على منطقة هجليج النفطية التي كانت تحت سيطرة قوات السودان. من جانبه قال وزير الإعلام في ولاية الوحدة التابعة لجنوب السودان غيديون غاتبان: "تبدو الأمور هادئة حتى الآن، ولم ترد تقارير عن عمليات قصف"، مضيفا: "لا نزال نراقب الأجواء تحسبا لوقوع هجمات جديدة". وتبادل كل من الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس جنوب السودان سلفا كير الاتهامات بشان القتال، مما دعا مجلس الأمن الدولي إلى الدعوة لوقف فوري لإطلاق النار. وتوعدت الخرطوم بالرد "بجميع السبل" ضد الهجوم الذي ادعت أن قوات جنوب السودان قد شنته ضدها، إلا أن المتحدث باسم جيش الخرطوم السوارمي خالد سعد قال إن الهجوم المضاد لم يبدأ بعد. وأثارت الاشتباكات العنيفة التي تعد الأسوأ منذ حصول جنوب السودان على استقلاله في يوليو الماضي بعد أطول حرب أهلية تشهدها إفريقيا، مخاوف من اقتراب البلدين العدوين السابقين من العودة إلى الحرب الشاملة. ويعد استيلاء قوات جنوب السودان على منطقة هجليج نكسة اقتصادية للخرطوم؛ نظرا لأنها تحتوي على نحو نصف إنتاجها من النفط الخام، كما تعد هزيمة جيش الخرطوم في مواجهة جيش جنوب السودان صفعة قوية لكرامة جيش الخرطوم. جدير بالذكر أن استمرار اختلاف البلدين على العديد من المسائل التي لم تحل عند استقلال جنوب السودان ومن بينها دفع الرسوم التي يجب أن يدفعها جنوب السودان للخرطوم لمرور نفطه إلى أحد موانئ الشمال نظرا لأن جوبا ليس لديها أية منافذ بحرية. وتأتي اشتباكات هذا الأسبوع في أعقاب القتال الذي نشب بين البلدين المتجاورين في الشهر الماضي، وقد ألقى كل طرف بمسئولية حدوثه على الآخر. ويعاني مئات الآلاف من مواطني كل بلد في ويعيش فى البلد الاخر، حيث يواجهون مستقبلا غير مؤكد بعد انتهاء مهلة نهائية لتحديد وضعهم في كلا الجانبين.