فى الأسبوع الماضي، صرح بينيامين نتنياهو أنه ينتظر بفارغ الصبر قدوم صديقه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لزيارة فرنسا اليوم الأحد. وبالتالي فنحن نشهد مغازلة كبيرة من تل أبيب لباريس قد يكون أحد أسبابها العلاقات التاريخية بين الطرفين. لكن هناك أيضاً سبب أهم وهو محاولة نتنياهو جذب حلفاء له يدعمون موقفه اتجاه إيران بعد رفض وزير الخارجية الأمريكي جون كيري موقف إسرائيل المتشدد اتجاه الاتفاق المرتقب حول البرنامج النووي الإيراني. وقد وجه كيري انتقادات كبيرة لإسرائيل بسبب موقفها السلبي من عملية السلام مع الفلسطينيين وحذر من احتمال قيام انتفاضة ثالثة فى الأراضي المحتلة فيما هاجم إعلان تل أبيب رفضها لأى اتفاق مع إيران من حيث المبدأ وليس من حيث المضمون. وعلى العكس عبرت فرنسا عن موقف متشدد اتجاه البرنامج النووي لإيران، ورفضت توقيع اتفاق مع طهران فى جنيف. وصرح دبلوماسي اسرائيلي لصحيفة لوموند "فى هذه المرحلة فإن الموقف الفرنسي من البرنامج النووي الإيراني يرضينا تماماً" في المقابل، يبدو الرئيس الفرنسي سعيداً بهذا الترحاب الإسرائيلي، ومن المتوقع أن لا يضغط كثيراً على اسرائيل فيما يتعلق بعملية السلام، وإذا كان موقف فرنسا من القدس واضح بأنها عاصمة الدولتين الفلسطينينة والإسرائيلية وإذا كانت لا تريد أن تعترف بأن إسرائيل هى وطن اليهود كما تطالبها الحكومة الإسرائيلية، فإن طلب فرنسا إيقاف فوري للاستيطان أمر مستبعد فى هذه الزيارة" ومن المعروف أن الاتحاد الأوروبي قد أوقف برنامج اقتصادي كبير يدعى "هوريزون 2020" مع الشركات الإسرائيلية التى تعمل فى المستوطنات الإسرائيلية. وتريد اسرائيل من فرنسا أن تدعمها فى إلغاء هذا القرار. ومن ناحية فرنسا، فإن هولاند يطمح بشدة إلى زيادة الإستثمارات الفرنسية فى إسرائيل والتي تبلغ حصتها 2.17% فقط فى السوق الإسرائيلية مقابل 6.58% خصصتها إسرائيل للاستثمارات الألمانية، ويضع هولاند أمال كبيرة فى هذا الاتجاه لمواجهة الاضطرابات الاقتصادية فى بلاده بسبب سياساته الإشتراكية وزيادة معدلات البطالة، ومن المتوقع أن يحضر خلال هذه الزيارة عدة لقاءات بين رجال الأعمال فى البلدين.