قالت إيرانوتركيا الجمعة 1 نوفمبر إن لديهما بواعث قلق مشتركة بشأن تزايد الطابع الطائفي للحرب الأهلية الدائرة في سوريا فيما يشير إلى تحسن في العلاقات التي توترت بسبب خلافات بشأن هذا الصراع. وإيران حليف قوي للرئيس السوري بشار الاسد منذ بدء الانتفاضة المستمرة منذ 32 شهرا على حكمه في حين كانت تركيا من اشد منتقديه وتؤيد المعارضة وتأوي مقاتلين معارضين. لكن انتخاب الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني في يونيو الماضي جدد الآمال في التقارب فهو معتدل نسبيا يقول إنه يريد تحسين علاقات إيران بالغرب ويشاركه القلق من ظهور تنظيم القاعدة في سوريا. وقال أحمد داود أوغلو وزير الخارجية التركي في مؤتمر في اسطنبول "بالجلوس هنا مع وزير الخارجية الإيراني يمكن التأكيد على أننا سنعمل معا على مكافحة مثل هذه السيناريوهات التي تهدف إلى أن يكون الصراع طائفيا." وأدلى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي أجرى محادثات مع الرئيس التركي عبد الله جول في اسطنبول وسيجتمع مع رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان في وقت لاحق في أنقرة بتصريحات مشابهة قائلا إن الاضطرابات الطائفية تشكل خطرا اكبر حتى من استخدام السلاح الكيماوي. وأضاف ظريف "أعتقد ان الصراع الطائفي يمثل خطرا اكبر وليس قاصرا على منطقة واحدة." وأكد في المؤتمر "إذا اندلعت نيران الطائفية في الشرق الأوسط سترون نتائج ذلك في شوارع لندن ونيويورك وروما ومدريد." ومازالت هناك خلافات كبيرة بين انقرةوطهران بشأن الصراع الدائر في سوريا خاصة فيما يتعلق بدور الأسد في اي حكومة انتقالية لكن الدبلوماسيين والمسؤولين الحكوميين يقولون إن البلدين تريدان تحسين العلاقات وهو ما يمكن ان يكون ضروريا لجهود دبلوماسية اوسع نطاقا للتوصل إلى حل للصراع. وقال مسؤول تركي بارز "وصلت كل من إيرانوتركيا إلى نقطة تريان فيها ان بامكانهما العمل معا فيما يتعلق بسوريا." وأضاف لرويترز "تعتقد البلدان ان الوضع يحتاج لحل عاجل. لكن السؤال المهم هو كيف." وقالت مصادر حكومية إن مؤتمرا دوليا للسلام من المقرر عقده في جنيف كان اقترح في باديء الأمر في مايو أيار الماضي وطال انتظاره سيتصدر قائمة الموضوعات التي سيبحثها ظريف مع اردوغان. وقال مسؤولون عرب وغربيون لرويترز هذا الأسبوع إنه من المستبعد ان تحقق القوى الدولية هدفها بعقد مؤتمر جنيف2 في أواخر الشهر الحالي فيما يرجع بدرجة كبيرة إلى الخلافات بشأن من سيمثل المعارضة السورية. وتطالب تركيا منذ فترة طويلة بأن تشارك إيرانوالعراق - التي تحاول أنقرة تحسين العلاقات معه أيضا - في المحادثات الخاصة بسوريا. وكانت رغبة طهران في المشاركة في اجتماع استضافته الأممالمتحدة في جنيف في يونيو حزيران عام 2012 بشأن سوريا مصدر خلاف كبير بين واشنطن وموسكو الحليف الرئيسي للاسد. وقال مصدر مقرب من الحكومة التركية "لكي يكون جنيف2 مجديا يجب ان تكون هناك استراتيجية سياسية واضحة ويجب ان تكون روسياوإيران على مائدة المفاوضات. كلاهما يجب أن يشارك وكذلك العراق." وتصاعدت الضغوط من اجل إيجاد حل للصراع بعد ان استولت جماعات على صلة بتنظيم القاعدة مثل جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام على مناطق في شمال سوريا قرب الحدود التركية في الأسابيع القليلة الماضية. وقال مصدر دبلوماسي اقليمي طلب عدم الكشف عن هويته "مواقف تركياوإيران تقاربت واعتقد ان ذلك يرجع إلى ان تركيا أيضا أدركت الخطر من وجود هذه العناصر المتشددة على حدودها." وأضاف "مازالت هناك خلافات لكنني اعتقد ان هذه الخلافات يمكن بل يجب التغلب عليها لأن تركياوإيران قوتان مهمتان للاستقرار في المنطقة."