صرح مصدر مطلع علي السياسة السعودية ،الثلاثاء 22 أكتوبر، أن رئيس المخابرات السعودية الأمير بندر بن سلطان أبلغ مبعوثين أوروبيين أن المملكة ستجري تغييرا في علاقتها مع الولاياتالمتحدة. و يأتي ذلك احتجاجا على عدم تحركها بشكل فعال فيما يخص الحرب في سوريا ومبادراتها للتقارب مع إيران. وذكر المصدر أن الأمير بندر قال إن واشنطن لم تتحرك بفعالية في الأزمة السورية وفي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وتتقارب مع إيران ولم تؤيد دعم السعودية للبحرين عندما قمعت الحركة الاحتجاجية المناهضة للحكومة عام 2011. ولم يتبين على الفور ما إذا كانت التصريحات المنقولة عن الأمير بندر تحظى بتأييد كامل من العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز. وقال المصدر إن هذا التغير في الموقف السعودي تحول كبير وأن المملكة لا تريد بعد الآن أن تجد نفسها في وضع التبعية. وتأتي تصريحات الأمير بندر في أعقاب قرار السعودية المفاجئ الجمعة الماضية الاعتذار عن عدم قبول مقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي احتجاجا على ما وصفته "بازدواجية المعايير" في الأممالمتحدة. وقال المصدر "أبلغ الأمير بندر الدبلوماسيين انه يعتزم الحد من التعامل مع الولاياتالمتحدة. هذا يحدث بعد تقاعس الولاياتالمتحدة عن القيام بأي تحرك فعال في سوريا وفلسطين. "العلاقات مع الولاياتالمتحدة تتدهور منذ فترة ويشعر السعوديون أن الولاياتالمتحدة تتقارب مع إيران كما أحجمت الولاياتالمتحدة عن تأييد السعودية خلال انتفاضة البحرين". وامتنع المصدر عن تقديم مزيد من التفاصيل عن محادثات رئيس المخابرات السعودية مع الدبلوماسيين الأوروبيين والتي جرت في الأيام الأخيرة. لكنه أشار إلى أن التغيير المزمع في العلاقات مع الولاياتالمتحدة سيكون له تأثير على مجالات كثيرة من بينها مشتريات السلاح ومبيعات النفط. وقال المصدر السعودي "جميع الخيارات على الطاولة الآن وسيكون هناك بالتأكيد بعض التأثير". وأضاف انه لن يجرى مزيد من التنسيق مع الولاياتالمتحدة بخصوص الحرب في سوريا حيث تزود السعودية جماعات معارضة تقاتل الأسد بالسلاح والمال. وزاد غضب السعودية بعد أن تخلت الولاياتالمتحدة عن التهديد بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا ردا على هجوم بالغاز السام في دمشق في أغسطس. وجاء تراجع الولاياتالمتحدة في أعقاب موافقة دمشق على التخلي عن ترسانة أسلحتها الكيماوية. وتشعر السعودية أيضا بالقلق إزاء الدلائل على وجود مصالحة مبدئية بين واشنطن وطهران وهو أمر تخشى الرياض أن يؤدي إلى "صفقة كبرى" بشأن البرنامج النووي الإيراني تجعلها في وضع سيء.