د. على السمان تحدث بصراحته المعهودة معنا، وقال إنه يؤيد ترشيح الفريق السيسى للرئاسة، لأنه يجد رغبة شعبية عارمة لاختياره، ثقة فى إدارته للبلاد،ولأنه الوحيد القادر على ضبط الإيقاع الحالي.. وأكد د. السمّان فى حوار خاص أن الأجهزة الرقابية التي تتحمل المسئولية الأولى فى مكافحة الفساد في أمسّ الحاجة إلى إعادة صياغة، ومن هنا تأتى أهمية صياغة قوانين جديدة لمحاربة الفساد. *إلى أي مدى يمثل الاستقرار الأمني ضرورة للنمو الاقتصادي خلال الفترة القادمة؟ **الاقتصاد في هذه المرحلة الدقيقة يرتبط ارتباطًا مباشرًا وعضويًّا بالأمن،ولذلك أؤكد فى كل الأوقات أن الأمن والاقتصاد توءم لا ينفصل. *وكيف نستفيد من الدعم المادي العربي في تنمية الاستثمار المصري؟ **ما قامت به الدول العربية الشقيقة الثلاث: السعودية والإمارات والكويت، وحتى البحرين والأردن، هو دور شامخ لن تنساه مصر لأشقائها العرب.والتفكير في كيفية التصرف على أرض الواقع حتى لا يهرب المستثمر أو السائح ويفقد صبره؛وهنا يأتي دور الأجهزة الرقابية التي تتحمل المسئولية الأولى فى مكافحة الفساد..وأقولها بصراحة إن هذه الأجهزة في أمسّ الحاجة إلى إعادة صياغة ووضع قوانين جديدة لمحاربةالفساد. *بصفتك رئيسًا للاتحاد الدولي لحوار الثقافات لماذا تغيب فكرة الحوار دائمًا عن الثقافة المصرية؟ **قبل الحوار لابد أن يصبح الرأي العام جزءًا من حملة التصدي على الإرهاب والعدوان الإخوان، بحيث يشاركون الجميع على أرض الواقع رجال الشرطة في تلبية نداء النجدة.. وبمناسبة الحوار أعترف لك أن الحوار بين الأديان لم يصل حتى الآن إلى شيء بالغ الأهمية، لأنه حوار محصور بين النخبة، والمفترض أن يكون بين القاعدة العريضة للجماهير. *هل تعتبر أن الجماعات المتطرفة قد سقطت شعبيًّا بسقوط حكم جماعة الإخوان؟ **أمنيًّا نعم، ولكن يجب أن يكسب الشعب المصري الرهان بالقضاء على الخطر الفكرى للتطرف وحتى الآن ورغم السيطرة الأمنية على قرية كرداسة، فإن مدارسها لا تزال متأثرة بهذا الفكر المتطرف، وهذا يحتاج على وقت للقضاء عليه. *هل تؤيد المطالبات بوجود كوتة للمرأة والأقباط في البرلمان القادم؟ **نعم، وهذا بالطبع رأى شخصي، فإذا كان تحقيق الديمقراطية يحتاج إلى وقت، حيث يوجد فارق بين الرغبة فى الديمقراطية، وبين أن يسمح المناخ الثقافي والاجتماعي بتحقيق ديمقراطية حقيقية.. فالكوتة هى إنقاذ لما يمكن إنقاذه، خاصة أنه لا يوجد من ينكر دور المرأة فى الثورات المصرية. *هل تعتقد أن مصر تحتاج فى هذه الفترة الحرجة إلى رئيس ذى خلفية عسكرية؟ ** يوجد بالفعل ملايين المصريين الذين يُنادون بترشحه، ولو عن طريق إجباره على ذلك، وليس شرطًا أن تكون تلك رغبة السيسى نفسه، بقدر ما هى رغبة شعبية أتت من اندفاع عاطفي وإحساس شعبي بأنه القادر على ضبط إيقاع الحركة.. وأنبه أن الجيش يجب أن يكون له تعبير إعلامى مختلف، ولابد من اختفاء كلمة عسكر، لأنها كلمة ظالمة،ومن يتحدث عن الجيش عليه أن يقرأ تاريخه جيدًا. *إذن هل تؤيد المطالبات التى تُنادى بترشح الفريق السيسى للرئاسة؟ **بالطبع أؤيدها لسبب بسيط هو أننى أعلم أنه مطلب شعبي، وإذا أصرّ السيسى على الرفض وترشحت شخصيات أخرى من خلفية عسكرية، فإننى أفضّل اللواء مراد موافى الذى ظُلم كثيرًا فى عهد مرسى. *ولكن ألا تؤثر رغبة العسكريين فى الترشح للرئاسة على المساعى المطالبة بمدنية الدولة؟ **مدنية الدولة تُقابل دينية الدولة، والصندوق الآن هو الحكم.. وتخيل حجم الذين سيتقدمون لانتخاب الفريق السيسى إذا أعلن ترشحه للرئاسة، ثقة فى أدائه وإدارته، وقد أتت هذه الثقة مما رآه الناس بعد ثورة 30 يونيو بما أسميه العملية الجراحية. *كيف تفسر الدور القطرى الداعم ماليًّا وإعلاميًّا للإخوان المسلمين؟ **مشكلة قطر أنها دولة صغيرة تريد أن تلعب دور دولة كبيرة، ولديها لذلك اموال بلا حساب مقارنة بعدد السكان الذى لن يمثل اليوم ولا الغد أى مشكلة، وقد اختارت أن تنزل الساحة لتهديد مصر، فقط ليكون لها دور فى هذه المسرحية أو المأساة الكبرى التى سُميت بالربيع العربى، وهو فى الواقع خريف عربى تحوّل إلى شتاء وقسّم البلاد العربية، ولم يعد أمامهم سوى دولة واحدة هى مصر، وبحمد الله عجزوا لأنها البلد الوحيد الذى لديه جيش قوى.. ووصل بهم العنف والحقد إلى أن التظاهرات التى حدثت فى نيويورك لتؤيد المعزول رغم أنها محدودة فقد موّلتها قطر، ونقلت الناس بأتوبيساتها إليها.. ومع هذا يجب ألاّ يؤدى موقفنا الحاسم مع الدولة إلى عداء مع الشعب القطرى الشقيق. *هل يشمل وصفك لثورات الربيع العربى بالخريف ثورة 25 يناير؟ **ثورة يناير مختلفة لأنها وجدت لغة تعقل من رئيس الدولة الذى اختار اللحظة المناسبة للتنحى فى مناخ يدعو للسلمية؛ أما رؤساء بقية الدول فقد اختاروا التجزئة والصراع.. ولذلك ببعض التفكير والنظر والتساؤل لما سيحدث فى سوريا بعد بشار، فلن نجد غير القاعدة والجهاد والإخوان، وهذا ما نرفضه.