استخدمت قوات الأمن التركية الغاز المسيل للدموع لفض الاعتصامات المناهضة للحكومة في العديد من المدن لليلة الثالثة علي التوالي فيما تعهد رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بالقضاء على ما وصفه بالجهود الرامية إلى "إثارة الشغب". واستمر الكر والفر بين قوات الأمن المدعومة بالعربات المصفحة ومدافع المياه والشباب في شوارع كاديكوي في الجانب الأسيوي من اسطنبول حتى الساعات الأولى من، الجمعة 13 سبتمبر، حتى تمكنت القوات من إزالة حواجز المعتصمين المؤقتة من القمامة والأنقاض. وكانت هناك احتجاجات مشابهة في أنقرة فيما تحدثت تقارير على مواقع التواصل الاجتماعي عن اضطرابات في مدينتي انطاليا و أنطاكية الساحليتين على البحر المتوسط لكن الاضطرابات لم تكن بنفس الدرجة التي كانت عليها أثناء أعمال الشغب التي استمرت لأسابيع وهزت تركيا في شهري يونيو حزيران ويوليو تموز. واندلعات احتجاجات بشكل متقطع في تركيا هذا الصيف لكنها تجددت هذا الأسبوع بعد وفاة شاب -20 عاما- يدعى احمد آتاكان في اشتباكات مع الشرطة في أنطاكية بالقرب من الحدود مع سوريا الثلاثاء. وقال احد المحتجين في أوائل العشرينيات في كاديكوي رافضا الكشف عن اسمه " نحن نحتج على مقتل احمد لن نوقف المقاومة حتى تكون هناك عدالة والحكومة تعلم أننا لن نستسلم ولهذا تتواجد الشرطة هنا." وتوفي آتاكان بعد سقوطه من مبنى لكن التحقيقات مستمرة في ملابسات وفاته. وشكلت احتجاجات الصيف واحدة من اكبر التحديات أمام حكم أردوغان منذ وصول حزبه "حزب العدالة والتنمية" ذي الجذور الإسلامية إلى سدة الحكم قبل عقد من الزمان. وكانت نواة هذه الاحتجاجات مظاهرة في شهر مايو الماضي ضد خطط تطوير متنزه في اسطنبول لتتحول إلى استعراض أوسع لتحدي سلطويته المتصورة. وتأتي الاضطرابات الأخيرة قبل ستة أشهر فقط من الانتخابات المحلية التي تعتبر بداية سلسلة من الانتخابات تتضمن أيضا انتخابات رئاسية في شهر أغسطس المقبل من المتوقع أن يترشح فيها أردوغان إلى جانب انتخابات برلمانية مقرر إجراؤها في عام 2015.