قامت عناصر التأمين التابعة للجيش الثالث الميداني بالسويس بتكثيف انتشارها على طول المجرى الملاحي مع تعزيز الخدمات الأمنية على طول خط القناة من المدخل الجنوبي ونقطة التقاء خليج السويس بالقناة. ومن المعروف أن نقطة التقاء خليج السويس بالقناة هي التي يقع عليها مبنى الإرشاد ، وتنتشر القوات حتى أخر حدود محافظة السويس مع الإسماعيلية. تضمنت عملية التأمين للمجرى الملاحي، التأمين بواسطة القطع البحرية، ولنشات حرس الحدود التي ترافق السفن العابرة للقناه، مع تأمين الشاطئ من خلال الدوريات المنتشرة شرق وغرب المجرى الملاحي على الأبراج والسواتر الترابية، فضلا عن الدوريات الراكبة بجانب شبكة كاميرات مراقبة لكل تحركات القناة، مع انتشار القوات المكلفة بالتأمين في عمق شبه جزيرة سيناء، الظهير الشرقي للقناه، مع توافر تغطية جوية بصفة مستمرة عن طريق الطائرات الهليوكوبتر. كما قامت عناصر التأمين بوضع بعض المدقات في نهايات القرى المتاخمة للمجرى الملاحي للقناه، وأزالوا العشش المنازل المهجورة والأشجار والهيش على جانبي القناة والتي قد تستخدم مكانا لاختباء البؤر الإجرامية، كما قامت قوات التأمين بوضع كاميرات مراقبة حديثة ومتطورة لمراقبة الحركة على المجرى الملاحي والطريق البرى المتاخم له، وتم وضعها في أماكن سرية، بحيث يصعب الوصول إليها و معرفة مكانها. ويأتي ذلك في إطار تشديد إجراءات التأمين على المجرى الملاحي، وأعربت مشايخ القبائل البدوية المقيمة بالقرى المتاخمة للمجرى الملاحي عن تعاونهم الكامل مع القوات المسلحة في تأمين هذا المرفق الحيوي الاستراتيجي والذي يعد احد أهم ركائز الدخل القومي، ولم يبدى أحدا منهم أي انزعاج من إجراءات التأمين الصارمة. وأعتبر مشايخ القبائل أن تلك الإجراءات بعيدة المدى تشكل أيضا حماية لهم ولممتلكاتهم بالقرى المتاخمة للمجرى الملاحي، وذلك كمردود على مؤتمر المصالحة مطلع الأسبوع الماضي الذي حضره قائد الجيش الثالث الميداني اللواء أسامة عسكر ، وتأكيدهم خلاله على دعم القوات المسلحة وأنهم بمثابة الظهير للمجرى الملاحي ولهم دور وطني واجتماعي في المشاركة بتأمينه. كما استجاب أهالي القرى المتاخمة للمجرى الملاحي بقرى القطاع الريفي بحي الجناين إلى مبادرة قائد الجيش المتعلقة بالأمان الاجتماعي، والتي تضمنت إشراف القيادة وأوقاف السويس على المساجد والزوايا الكائنة بهذه القرى، وأجرى تنسيق بين الجيش الثالث أوقاف السويس، لانتداب بعض مشايخ الأوقاف والوعاظ، والعمال القائمين على الخدمة بالمساجد، لتوزيعهم على الزوايا والمساجد بالمنطقة، مع المتابعة والإشراف على المساجد الأهلية، وذلك حتى لا يتم استخدام تلك المساجد في نشر الأفكار المضللة والعدائية في عقول الشباب عن طريق بعض دعاة التدين المنتمين لجماعة الإخوان ومناصريها، الذين يحاولون تسييس الدين الإسلامي، وكذلك لمنع استخدام منابر المساجد في الدعاية السياسية أو الحزبية.