قارنت مجلة "نيويوركر" الأمريكية بين موقف الرئيس الأمريكي باراك أوباما إزاء سوريا في الوقت الراهن ، وموقف سلفه دوايت أيزنهاور إزاء فيتنام عام 1954. وأعادت المجلة إلي الأذهان في تقرير لها، الأربعاء 4 سبتمبر ، كيف واجه أيزنهاور ضغوطا لتوجيه ضربة عسكرية ضد فيتنام حيث كانت فرنسا متعثرة في معركة "ديان بيان فو" المصيرية وعلي وشك الانسحاب من أرض كانت إحدي مستعمراتها ، وكيف أعلن أيزنهاور وقتها سقوط نظرية "الدومينو" التي تقول بأنه إذا كانت دولة في منطقة معينة تحت نفوذ الشيوعية فإن الدول المحيطة بها تخضع لنفس النفوذ. ولكن أيزنهاور، كما تقول المجلة ، لم يستخدم عبارة "خط أحمر" علي غرار أوباما في تحذيره النظام السوري من أن استخدام الكيماوي سيعرضه للعقاب، وإنما صرح أيزنهاور بأن الدفاع عن منطقة جنوب شرق آسيا أمر بالغ الأهمية وبدا عازما علي اتخاذ إجراء. ورأت "نيويوركر"، أن أيزنهاور شابه أوباما عندما بدت أفعاله في بعض الأوقات مناقضة لكلماته . وقالت المجلة إن أيزنهاور عندما قال إن إدارته في حاجة إلي استشارة الكونجرس كان علي ثقة بأن الكونجرس الثالث والثمانين ليس لديه الرغبة في المصادقة على التدخل العسكري ، ورأت المجلة أنه ليس من غير المعقول التفكير في أن أوباما رغم كلماته القوية وقمته المصغرة مع السيناتور جون ماكين يشك في اختلاف رأي الكونجرس الثالث عشر بعد المائة عن سلفه أيام أيزنهاور . ولفتت المجلة إلى تأكيد أيزنهاور على أهمية العمل مع الحلفاء الأمريكيين لاسيما بريطانيا العظمى ، مشيرة إلى أنه أرسل برقية إلى ونستون تشرشل ، رئيس الوزراء البريطاني آنذاك مؤكداً خلالها على ضرورة التكتل والاتحاد لمساعدة فرنسا قبل أن يتطور الموقف. وأعادت "نيويوركر" إلى الأذهان كيف توقع أيزنهاور ما تأكد لديه بعد ذلك أن تشرشل ليس لديه رغبة في مساعدة الفرنسيين. وقالت المجلة الأمريكية إن أيزنهاور أدرك على غرار أوباما، كيف يمكن للموقف الأمريكي أن يتغير في لحظة ، مستطردة "لكن أيزنهاور أدرك تبعات وأهداف الحرب، وأن هيبة أمريكا كانت في خطر، وأن الحسم في بعض الأوقات يكون أفضل استجابة".