وجه فضيلة الدكتور شوقي علام – مفتي الجمهورية- كلمة عصر اليوم إلي الشعب المصري، تقدم فيه بخالص العزاء لجميع الأسر المصرية شوقي علام عامة التي فقدت ذويها في الأحداث الأخيرة، ولأسر الشهداء من رجال الجيش والشرطة الذين لقوا حتفهم في سلسلة الاعتداءات الأخيرة. و التي كان آخر حلقاتها المجزرة الإرهابية التي وقعت في رفح . وأكد مفتي الجمهورية في كلمته الذي أذاعه التلفزيون المصري والعديد من القنوات الفضائية علي إدانته الكاملة للعنف والإرهاب في كل أشكاله التي حرمها الإسلام تحريمًا قاطعًا. وحذر المصريين عامة والشباب خاصة من التورط في اقتتال واحتراب لا شرعية دينية له ولا مصلحة فيها إلا لأعداء الوطن في الداخل والخارج. وشدد فضيلة المفتي على أنه يجب على جميع المصريين الحفاظ على مؤسسات الدولة المصرية ضد أي اعتداء يقع عليها بأي وسيلة كانت، لأن هذا الفعل جريمة يعاقب عليها الشرع والقانون. وحرَّم فضيلته حمل السلاح في التظاهرات والاعتصامات، لأن فيها مظنة الاعتداء على الأرواح والمؤسسات، واستخدامه خلال المظاهرات السلمية التي تعتبر وسيلة للتعبير عن الرأي دون عنف أو ترويع ينفي عنها سلميتها. وطالب مفتي الجمهورية الأجهزة الأمنية بتطبيق مبدأ سيادة القانون ومنع الخروج عليه وتقديم الخارجين إلى العدالة. كما رفض فضيلته بشدة ما تعرضت له دور العبادة من انتهاكات وحرق وتدمير، مؤكدًا أن ما وقع من اعتداءات أمر يرفضه الشرع الشريف. وناشد مفتي الجمهورية المصريين جميعًا بأن يدركوا مساحة المشتركات بينهم داخل المجتمع المصري، ومن أهم تلك المشتركات التي ينبغي التأكيد عليها مفهوم الوطن ومصالحه العليا، باعتبارها من أهم مساحات المشترك بين جميع المصريين الآن، الأمر الذي يحتم علينا جميعا بذل كل الجهود للحفاظ عليه وعلي مقدراته ومؤسساته وخيراته. وأشار إلى أن الصحابة رضوان الله عليهم لم يكونوا أبدا بلا خلاف وما سمعنا يوما عن عداوة بينهم، ولا تنازع ولا سب ولا تفسيق ولا تبديع ولا تخوين. وأكد مفتي الجمهورية في كلمته أن استخدام الفتاوى الدينية وتسخيرها في تعميق الخلاف والشقاق بين المسلمين وأبناء الوطن الواحد وإلصاق التهم بالناس من غير وجه حق والقدح في دينهم لمجرد خلاف سياسي، أمر ممقوت ومحرم شرعًا. ودعا فضيلته إلي ضرورة نشر ثقافة "أمانة الكلمة"، سيما في هذه الأوقات فرب كلمة طيبة تكون سببا في حقن الدماء وتقريب الفرقاء ورب كلمة خبيثة تكون سببا في إزهاق الأرواح وزيادة الشقاق بين أبناء الوطن الواحد ، مؤكدًا أنه يجب على الجميع أن يراقب الله فيما يقول وأن يكون التثبت هو المنهج الذي يتبعه الجميع في التعاطي مع الأحداث والوقائع وليكن شعارنا جميعا "فليقل خيرا أو ليصمت ". وبشر مفتي الجمهورية في ختام كلمته جموع المصريين بأن الله عز وجل لن يضيع مصر وسيحفظها من كل مكروه وسوء، وأهاب بالمصريين أن يلحوا بالدعاء إلى الله عز وجل أن يخرج مصر من أزماتها أشدَّ عافيةً وأصلبَ عودا، وأن يجمع القلوب وأن يؤلف بينها، وأن يحفظ علينا وحدتنا.. إنه وليُّ ذلك والقادر عليه.