ودع الآلاف من أهالي قرية الشيخ راجح بمركز أبوتيج فى أسيوط جثمان ابنهم شهيد الواجب والوطن الذى استشهد اثناء دفاعه عن مقر عمله بمباحث جنوبأسيوط بمدينة ايوتيج . اتشحت القرية بالسواد و وحاول الاهالى مواساة اسرة الشهيد الذى لم يزد عمره عن 33 ربيعا تاركا ورائه ارملة شابة وطفلين يتيمين فى عمر الزهور اكبرهما ام يطفئ بعده شمعته . أصيبت أسرة الشهيد ثروت محمود الشهير بحمادة بحالة هستيريا كبيرة حيث انهارت امه تماما بينما لطخ والده وجهه وملابسه بالطين . شهدت الجنازة التى شيعت صباح الخميس مشاركة الآلاف من قرية الشيخ راجح والقرى المجاورة لها بمركز ابوتيج . علت أصوات المشاركين فى الجنازة مرددين (لااله الاالله الشهيد حبيب الله ) وقام المشاركون بمساعدة أسرة الشهيد على السير وراء الجنازة بعد ان خارت قواهم من شدة الحزن وتهاوت اوصالهم . وتبادل المشاركون مآثر الشهيد وحبه للعمل ومساعدة اهله وأقاربه وأصدقائه ومودته لهم .وذكروا مواقفه الشجاعة والخيرية ,فالشهيد ثروت محمود شاب بسيطوهو ألأخ الأكبر لاربعة ابناء لفلاح صعيدى بسيط يبلغ من العمر60 عاما ويعتبر ابا ثانيا لاخوته الثلاثة الصغار والشهيد اب لطفلين برئيين بنت عمرها 8 اعوام ووولد لم يطف بعد شمعته الرابعة . انتقلنا إلى منزل الشهيد بقرية الشيخ راجح بعد الجنازة التي خرجت الى المقابر الموجودة فى مدينة ابوتيج حيث لاتبعد القرية عن المدينة أكثر من كيلو مترين واستمعت من اسرته عن الشهيد الذى التحق بالعمل فى وزارة الداخلية كفرد شرطى فى فرق قوات الامن بجنوب منذ 9سنوات . قال والد الشهيد انه رغم دخله البسيط الذى لايتجاوز 900جنيه يدفع 300منهم قسط لبنك ناصر إلا أنه يتصف بالكرم والجود من يطلبه لا يخذله يمد يد العون للجميع وكان لا يبخل علينا انا وأمه وإخوته الثلاثة رغم انه يعول زوجة وطفلين . وأضاف والد الشهيد الذى غطى الطين جلبابه وعيناه كادت تبيض من البكاء حزنا على كبيره الذى فقده بأيدى ظالمة غاشمة انا رجل بسيط أعمل فى القاهرة "عامل باليومية".و صباح أمس تلقيت إتصالا هاتفيا من الشهيد يطمئن عليه ويطمئنى بأن الإمور عندهم فى الشغل تمام ولايوجد ما يثيرا مخاوفنا مشيرإلى أن ثروت كان أحن أبنائه عليه ,وأستطرد قائلا وبعد قرابة ساعة فوجئنا بإتصال من أخى مصطفى يخبرنا فيه أن ثروت أصيب وبسرعة أخذنا ميكروباص وواتينا أسيوط,وقال والد الشهيد والدموع تغمر عيناه .."ماذا فعل لهم إبنى كى يقتلوه إبنى عمره ما أذى حد وطول عمره فى حاله حرام عليهم يقتلوه"؟. أما والدته الحاجة عواطف و التى انهارت من كثرة البكاء ولا يفارق لسانها مقولة "حبيبى راح ..ولدى راح ,حسبى الله ونعم الوكيل" منهم لله .تقول والدة الشهيد قلبي كان مقبوض من أول الصباح واتصلت به وقلت له" يا حمادة خلى بالك من نفسك أنا خايفه عليك علشان من اللى ا بيحصل ياولدى دول بيضربوا فى الشرطة قالى "ماتخافيش ياست الكل إنتى بس إدعى لى" ودعيت له وكإنى بادعى عليه,وأضافت قبل ما ييجيلنا التليفون بربع ساعه كان مكلمنى وبيقولى والله وحشانى يا ست الكل وإطمئن علي لإنى كنت تعبانه. وتستطرد الأم "ولدى غلبان وعمره ما أذى حد ومندرته ماتخلاش من الناس , وقالت ودموعها تنهمر من عينيها كان واحشنى ونفسى أشوفه ووصفت الأم رحلتها فى الطريق من القاهرةلأسيوط بأنه كان بعدد سنوات عمر ثروت فشريط حياته مر بخاطرى منذ حملى به وحتى ولادته مشيرة إلى أنها ووالده جاءا حافيا القدمين". أما زوجه الشهيد فتقول كنت خايفة عليه وطلبت منه يغيب عن العمل فقال لها "ما أغيبش من شغلي أبدا رغم أن الأولاد كانوا ماسكينه من رجليه وهو طالع الصبح ومش عايزينه يخرج من البيت .