تبدي إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما آمالا في تخفيف حدة التوتر حول برنامج إيران النووي بعد تولي الرئيس المنتخب حسن روحاني منصبه. ويؤدي روحاني المفاوض النووي السابق الذي شارك في ثورة 1979 اليمين القانونية غدا الأحد رئيسا للبلاد وقد تعهد بإصلاحات داخلية وبمزيد من التفاعل الدولي ما يمثل خروجا علي ما يبدو عن سياسات الرئيس المنتهية ولايته محمود أحمدي نجاد. ترى الولاياتالمتحدة في فوز روحاني في الانتخابات التي جرت في 14 يونيو بارقة أمل رفض البيت الأبيض الأسبوع الماضي ان يساند على الملأ عقوبات جديدة صارمة اقرها مجلس النواب الأمريكي. يقول مسئولون أمريكيون إنهم ما زالوا يحبذون الضغوط الاقتصادية المكثفة على إيران لوقف ما تعتبره واشنطن والاتحاد الأوروبي برنامجا للتسلح النووي ويطالب المسئولون بإرجاء الإجراءات الجديدة قليلا حتى تتضح مدى رغبة روحاني في التوصل لاتفاق. وقال مسئول بارز في الإدارة الأمريكية طلب إلا ينشر اسمه "نريد ان نمنح الرئيس المنتخب حديثا فرصة لينخرط بقوة في القضية." غير أن الشك لا يزال يساور المسئولين الأمريكيين بشأن حدوث تقارب ويشيرون لعدم استجابة طهران لعرض أوباما لتحسين العلاقات في عام 2009 ومواصلتها تخصيب اليوارنيوم الذي يمكن أن يستخدم في تصنيع أسلحة نووية وقال مسئول ثان طلب أيضا إلا ينشر اسمه "تحدد الأفعال تحركاتنا السياسية.. ينبغي أن يكون هناك فعل يدعم التعهدات بالتفاعل." وتابع "أن الكرة الآن في ملعب إيران كلية" ولا توجد علاقات دبلوماسية بين الولاياتالمتحدةوإيران منذ عام 1980 بعد أن اقتحم طلبة ومسلحون السفارة الأمريكية في طهران. ويختلف البلدان حول العديد من القضايا بدءا من مساندة إيران للرئيس السوري بشار الأسد وانتهاء بشكوك طهران في رغبة أمريكا الإطاحة بالجمهورية الإسلامية قال روحاني فيما يحتمل أن يكون بادرة حسن نية تجاه الولاياتالمتحدة انه يعتزم تعيين السفير الإيراني السابق لدى الأممالمتحدة محمد جواد ظريف وزيرا للخارجية. ووصف روحاني الخلاف بين واشنطنوطهران بأنه جرح قديم لابد إن يندمل. وثمة انقسام حاد في الآراء في واشنطن بين من يريدون منح روحاني فرصة وآخرين يقولون انه مجرد وجه ألطف وحسب لنظام لم يتغير يتحكم في دفته الزعيم الأعلى الإيراني أية الله علي خامنئي. وكثرت المقارنات بين روحاني وبين احمدي نجاد حين نقلت وكالة انباء الطلبة الإيرانية عن روحاني قوله إن إسرائيل جرح أصاب جسد العالم الإسلامي وينبغي أن يندمل. وفي وقت لاحق أذاع التلفزيون الرسمي انه حدث خطأ في نقل تصريحات روحاني. وقال اد رويس عضو مجلس النواب الأمريكي ورئيس لجنة الشؤون الخارجية أثناء مناقشة مشروع قانون العقوبات الجديدة "عزم إيران تطوير ترسانة نووية واضح. سواء كان هناك رئيس جديد أو لم يكن إنا مقتنع بان الزعيم الأعلى لإيران ينوي السير على نفس المنوال وأقر بأغلبية ساحقة مشروع القانون الذي ينبغي ان يوافق عليه مجلس الشيوخ أيضا ويشمل بنودا تهدف لخفض صادرات إيران من الخام - التي قلصتها العقوبات الحالية - بمقدار مليون برميل يوميا في غضون عام. وبعد تنصيب روحاني وتشكيله الفريق المعاون له يتوقع ان تستأنف إيران المحادثات مع الولاياتالمتحدة والقوى العالمية التي اقترحت في فبراير تخفيف العقوبات على إيران بعض الشيء مقابل تقليص عمليات تخصيب اليورانيوم. وقال كريم ساجدبور الخبير الإيراني بمؤسسة كارنيجي للسلام الدولي ان موقف إيران التفاوضي كان "أكثر مرونة" اثناء تولي روحاني منصب المبعوث النووي في الفترة من عام 2003 إلى 2005. علقت إيران برنامج تخصيب اليورانيوم مؤقتا. وأضاف ساجدبور "التحدي الذي يواجه روحاني حاليا هو التوصل لاتفاق يقبله المتشددون في إيران والكونجرس الأمريكي وهو أمر بالغ الصعوبة." وأكدت الولاياتالمتحدة الأسبوع الماضي استعدادها إجراء محادثات مباشرة مع إيران. خففت واشنطن في 25 يوليو العقوبات قليلا لتسمح بتصدير عدد أكبر من الأجهزة الطبية لإيران بدون تصريح خاص فيما اعتبره بعض المراقبين بادرة دبلوماسية تجاه طهران. وأشار مسئولون أمريكيون انه مجرد تعديل طفيف للعقوبات لضمان وصول سلع تستخدم في إغراض إنسانية ومن المرجح أن يكون إي تحسن في العلاقات الأمريكيةالإيرانية تدريجيا. وأكد ساجدبور أن "احد التحديات الدائمة في العلاقات الأمريكيةالإيرانية هي 'من سيخطو الخطوة الأولى' لن ترفع الولاياتالمتحدة العقوبات من جانب واحد ولن تعرض إيران من جانب واحد تنازلات نووية ." وتابع ساجدبور أن إدارة إوباما تفكر على الأرجح في خطوات اصغر لبناء الثقة. وأضاف أنه ينبغي لاوباما أن يزن موقفه من روحاني بدقة وإلا خاطر بتعقيد موقف الرئيس الجديد محليا وقال "الحماس الأمريكي المفرط قد يضره في طهران أكثر مما يفيده." ولخص جيمس ماتيس الجنرال المتقاعد الذي كان قائدا للقيادة المركزية حتى مارس آذار وجهة النظر الرسمية الحذرة تجاه تولي روحاني الحكم في منتدى امني في كولورادو في الآونة الأخيرة قائلا "لا اعتقد انه معتدل ولكن هذا لن يقلل من تأييدي للتعامل معه واستنفاد كل البدائل في الوقت الحالي. " بعبارة أخرى لنبحث ونرى إذا كان ثمة مجال للمناورة.. لذا دعونا نبذل محاولة ونتحدث معه.. لتكن توقعاتنا متواضعة ولكن لنحاول على الأقل.