يقع مسجد الأمير خاير بك بشارع باب الوزير بجوار مسجد آق سنقر، وانشأه الأمير خاير بك الجركسي أحد أمراء المماليك الجراكسة، وهو أول حاكم لمصر تحت السلطة العثمانية وآخر والي مملوكي في حلب. ولد خاير بك لأب يدعى ملباى الجركسي من أصل أبخازى، وكانت بدايته عندما قدمه أبوه إلى السلطان الأشرف قايتباى فتدرج في المناصب الحربية حتى وصل إلى رتبة حاجب الحجاب في عهد السلطان قنصوه الغوري الذي عينه بعد ذلك نائبا له في حلب عام 1504م - 901 هجريا والتي ظل نائبا بها حتى عام 1516م - 922 هجرية. وكافأة السلطان سليم الأول بحكم مصر، بعد أن ضمت إلى الدولة العثمانية، ولقد سخرت منه بعض المصادر وسمته "خائن بك". وقد حكم مصر لمدة خمس سنوات وثلاثة شهور، وكان عهده عهد قسوة وعنف وساءت أحوال البلاد. وقام خاير بك ببناء مدرسة ومسجد، يتكون المسجد من شكل مستطيل يتوسطه مغطي ويشغل أضلاعه الأربعة أيوانات متعامده، إلا أن الايوانيين الشرقي والغربي أكثر عمقاً من ايوان القبلة الذي يشغل الضلع الجنوبي من المدرسة والأيوان الشمالي المقابل له، وذلك لأن المدرسة مستطيله الشكل وليست مربعة. ويحيط بجدران الإيوانات جميعها وزره رخامية بارتفاع 1.5 من أرضية المدرسة يعلوها شريط نقشت عليه آيات من سورة الفتح. ومما يستدعي النظر في تخطيط مدرسه خايربك، هو أنفرادها بظاهره لم تسبق إليها كما أنها لم تستعمل بعد ذلك، وهو قلة عمق أيوان القبلة. أما عن مدرسه خايربك، فمساحة الأراضي التي اقيمت عليها المدرسة والمحصورة بين سور القاهرة القديم وبين العمائر السابقة عليها.. ويوجد بالأيوان الشمالي المقابل لايوان القبلة أربعة كتبيات على مستويين تحفظ فيها الكتب الدينية وغيرها من المراجع والمصادر التي تحتاجها المدارس.