حثت صحيفة نيويورك تايمز جماعة الإخوان المسلمين في مصر للتخلي عن عنادهم وخططهم الحالية والتي لن تؤدي إلا إلي مزيد من العنف والفوضى. وأضافت الصحيفة أن توجيه جماعة الإخوان لتلك الدعوات ستعزز من حركة المتشددين، بالإضافة إلى التقليل من صدى الدعوات الداخلية من أجل الإصلاح. وأوضحت الصحيفة أن جماعة الإخوان المسلمين برغم من الحملة الأمنية التي يشنها الجيش ضدها حالياً والتي أدت بطبيعة الحال لتزايد حدة مقاومتها وتنذر بمخاطر إطالة أمد هذا الصراع، إلا أنها لا تزال أكبر حركة مستقلة في مصر. ولفتت التايمز إلى أن الإخوان كانوا السبب في فقدان ما وصفته ب"فرصة مصر" في هذا الوقت، موضحاً أن بمجرد وصول الرئيس المعزول محمد مرسي إلى سدة الحكم، اعتمد هو وأعضاء مكتب الإرشاد نهجاً أكثر تشدداً في التعامل مع الوضع الراهن وقتها في مصر، متجاهلين دعوات الإصلاحيين لهم. وأشارت الصحيفة إلى أن مرسي أهدر العديد من الفرص لتقاسم السلطة مع التيارات السياسية الأخرى، حيث استبدل رجال النظام السابق في كافة مؤسسات الدولة بأعضاء من جماعة الإخوان دون جهد جاد لمعالجة سوء الإدارة النظامية والفساد المتوغل في تلك المؤسسات. ورأت الصحيفة أن الإخوان فشلوا في استغلال فوزهم بفارق ضئيل في السباق الرئاسي، إذ أنهم اعتبروا هذا الفوز بمثابة تخويل لمرسي لإدارة البلاد كما يشاء ليفتح على نفسه وابلاً من الانتقادات والاتهامات بأنه يستخدم سلطته الديمقراطية لتحقيق غايات غير ديمقراطية. ورجحت الصحيفة عدم إمكانية عودة مرسي إلى السلطة مرة أخرى مهما كان حجم المظاهرات التي تحتشد لدعمه، فالجيش والأحزاب العلمانية والملايين من المواطنين المصريين العاديين يعارضون عودته بشدة، مشيرة إلى أن الإخوان لطالما نجحوا في تجنيد الأعضاء وحشدهم في صناديق الاقتراع وفي الشوارع، إلا أنهم كانوا أقل براعة في التفاوض والتسوية والوصول إلى حلول توافقية وهى المهارات اللازمة التي يحتاجون إليها بشدة في الوقت الراهن للعب دور بناء في تشكيل مستقبل مصر.