كثف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري جهوده الدبلوماسية في الشرق الأوسط الجمعة 28 يونيو، على أمل اقناع إسرائيل والفلسطينيين باستئناف مفاوضات السلام المباشرة التي توقفت بسبب البناء الاستيطاني في الضفة الغربية. وبعد أن التقى مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الأردن سافر كيري إلى القدس لإجراء محادثات مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو في اجتماع كان من المقرر أن يعقد السبت. وقال مسئول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية إن الاجتماع الذي استمر ثلاث ساعات مع نتنياهو شمل "محادثات تفصيلية وجوهرية بشأن سبل المضي قدما". وجرت أيضا مناقشة الحرب الأهلية في سوريا والقضايا المرتبطة بإيران. وكانت هذه المرة الثانية خلال يومين التي يجري فيها كيري محادثات مع نتنياهو مما يعكس تسارعا في وتيرة الأحداث يضفى أهمية على الجولات التي يقوم بها وزير الخارجية الأمريكي في الشرق الأوسط. ورفض مسئولون إسرائيليون مناقشة محتوى المحادثات وفي وقت لاحق التقى كيري مع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس في مقر إقامته في ضاحية هادئة في القدس. وأشاد بيريس بتصميم كيري في محاولة إحياء المحادثات. وقال لكيري أعلم أن هذا صعب وهناك كثير من المشكلات لكن فيما يتعلق بي يمكنني أن أرى أن هناك أغلبية واضحة فيما بين الناس مؤيدة لعملية السلام لحل الدولتين وآمال عظيمة في أنك ستنجح وأنه بوسعك ذلك. وانهارت المفاوضات المباشرة في أواخر 2010 بسبب نزاع على المستوطنات التي تشيدها إسرائيل على الأراضي المحتلة في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية. وأصر عباس على وقف البناء في المستوطنات التي تعتبرها القوى العالمية غير مشروعة كشرط لاستئناف المفاوضات. كما يريد أن تعترف إسرائيل بحدود الضفة الغربية كأساس لحدود دولة فلسطين المستقبلية. ولم يتضح ما إذا كان كيري سيعلن غدا السبت التوصل إلى اتفاق لاستئناف المحادثات أم سيتعين عليه العودة مجددا لاجتماعات أخرى. وقال نبيل ابو ردينة المتحدث باسم عباس إن الرئيس الفلسطيني سيجتمع مع كيري مرة أخرى غدا السبت في الأردن وإنه ينبغي لإسرائيل تقديم رد صريح قبل إمكانية استئناف المحادثات. وتريد إسرائيل أن تحتفظ بالكتل الاستيطانية في إطار أي اتفاق سلام ورفضت مطالب عباس واعتبرتها شروطا مسبقة. لكنها تباطأت في البدء في بناء مساكن في المستوطنات. ولم يعلق مسئولون فلسطينيون أو أمريكيون على الفور على نتائج اجتماعات عباس وكيري. ووضع زئيف إلكين نائب وزير الخارجية الإسرائيلي عبء صنع السلام على كاهل عباس. وردا على سؤال في راديو إسرائيل عما إذا كانت زيارة وزير الخارجية الأمريكي الخامسة قد تحقق انفراجة قال إلكين الشخص الوحيد الذي يعرف الإجابة على هذا السؤال ليس كيري ولا نتنياهو انه أبو مازن (عباس). ولم يكشف كيري الكثير عن خططه لإعادة الجانبين لمائدة المفاوضات لكنه كان قد صرح بأنه لن يعود للمنطقة إذا لم تكن لديه القناعة بإمكانية إحراز تقدم. كما يحرص كيري على التوصل لاتفاق لاستئناف عملية السلام قبل اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر أيلول والتي منحت بالفعل الفلسطينيين وضع دولة غير عضو بصفة مراقب. ويخشى نتنياهو أن يستغل الفلسطينيون في غياب المفاوضات المباشرة اجتماع الجمعية العامة لإطلاق المزيد من خطوات الاعتراف بدولتهم. ويعتقد مسئولون في وزارة الخارجية الأمريكية أن الجانبين سيعودان لطاولة التفاوض بمجرد التوصل لاتفاق على إجراءات لبناء الثقة من بينها على سبيل المثال عفو إسرائيلي جزئي عن السجناء الفلسطينيين في قضايا أمنية وصيغة لمحادثات جديدة. ومن بين الحوافز التي منحت للفلسطينيين للعودة للمحادثات خطة اقتصادية بقيمة أربعة مليارات دولار قادها رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير. وتتضمن الخطة استثمارات من القطاع الخاص لتعزيز فرص العمل وتحفيز النمو الاقتصادي في الأراضي الفلسطينية.