لا تكون الحياة ذات معني دون ان يكون لديك صديق تذهب اليه كلما دعتك نفسك للبكاء أو الضحك، للشكوى أو الثرثره في أي شيء.. وهذا هو ما يصنع من صداقتكما حاجزا قويا ضد مشكلات الحياة تستعينا به على مواجهة المصاعب، وتخرجان منه في النهاية بمجموعه من الذكريات و المواقف والتجارب التي لا تنسى. والصداقة الحقيقية كسائر الأشياء الغالية في الحياة، صعبة الوجود ومن ثم وجب المحافظة عليها، فيمكنك أن تتقبل أي مزحة حتى وان كان ثقيلة من صديقك حتى لا تخسرة ويمكنك ان تغفر له تجاوزاته الصغيرة في علاقتكما وتنسى العديد من الأشياء وكأنها لم تكن يوما ، فقط من أجل المحافظه عليه.. ولكن إلي أي مدى ستظل مع صديقك، ومتى تقل لنفسك لا استطيع التمادي معه أكثر من هذا، فأحيانا يخرج بعض الأشخاص عن المألوف في السلوك والحياة، ويتغيرون بدون سبب واضح ليتخذوا مسلكا آخر وكأنهم أشخاص جدد لا نعرفهم..عندما يسير صديقك في طريق أنت تعلم أن آخره لا يبشر بالخير، هل ستكمل معه إلى النهاية أم تتركة في منتصف الطريق؟! يقول أحمد 26 عاما، أعتقد أن الصديق لابد أن يظل موجودا مع صديقه إلى آخر الطريق أيا كان اختياره لان هذا واحب عليه، وحتى اذا كان مقتنعا أن هذا الطريق خطأ وليس صحيحا فلا يمكن أن يتركه في منتصف الطريق بل يكون معه حتى النهاية ويؤكد له أن هذا الطريق خاطأَ ثم يعيده مرة أخرى إلى الطريق الصحيح ! أما سارة 21 عاما، فتعتقد أن الصداقة تلزم كل من فيها بتوجيه النصيحة ومحاولة منع أي طرف من أن يذهب في أي طريق غير صحيح، حتى أنه يمكن أن يستخدم أي أسلوب ليقنعه بذلك، ولكن لا يمكن أن يسير معه في نفس الطريق لمجرد انه صديقه.. وتؤكد رانيا 25 عاما، أن "الطيور على أشكالها تقع"، فإذا قام الصديق بإختيار طريق مختلف عن الذي كان يسير فيه مع صديقه فلن يرغب في استمرار التواجد معه، بل سيبحث عن آخرين يشبهونه حتى أنه لن يقبل النصيحة من صديقه في ذلك الوقت لانه لن يثق فيه..، وغالبا ما تنتهي هذا الصداقات بسرعة لان الأصدقاء أكثر ما يجمعهم هو المتشابهات والأشياء التي يتشاركونها سويا. ويرفض محمد 23 عاما، أن يتخلى أحد عن صديقه لمجرد أنه قام بشىء يعتقد الأخر أنه خاطىء، فالصداقة مليئة بالتجارب التي يخوضها الجميع منها الصحيح ومنها الخاطىء، ولا يكون هذا هو السبب الذي ينهي الصداقات وانما تكون مواقف تحدث بينهم أكبر من ذلك بكثير.