تتفاقم أزمة السولار والبنزين والصراع يشتعل استعدادا لتظاهرات 30 يونيو، هذه الملفات الساخنة ناقشها برنامج "جملة مفيدة" الذي تقدّمه الإعلامية مني الشاذلي على "MB« مصر". وتابعت كاميرات البرنامج ورصدت زحام الشوارع المصرية، وضيق المصريين الذي دفع ببعضهم إلى الشجار ونقلت عدة تقارير من محطات بنزين، كما نقل البرنامج جزءا من المؤتمر الذي جمع وزراء البترول والكهرباء والتموين والتنمية المحلية، والذي عرضت فيه تفسيرات صادمة عن أزمة البنزين. وقالت الإعلامية منى الشاذلي، إنها لا تجد تفسيرا لأزمة البنزين، خاصة أنها تعتبر الأولى من نوعها، فعلى مدى خمس سنوات مرت مصر بأزمات للسولار والبنزين، ولكن الأزمة الحالية مستحكمة وتستعصي على الفهم. وأضافت –خلال حلقة برنامج "جملة مفيدة"-: "في هذه اللحظات، لا تفسر الأزمة اقتصاديا وبتروليا فقط، ولكن التفسير السياسي يتداعى للأذهان، لأن الأزمة لا تغطي محطات القاهرة وحدها، ولكنها موجودة في كل محافظات مصر، وهذا شيء غريب". وأشارت منى الشاذلي إلى المؤتمر الذي حضره خمس وزراء منهم وزير البترول، التموين، والتنمية المحلية، مستنكرة التفسيرات غير المنطقية التي قيلت لتفسر الأزمة، خاصة تصريح وزير التنمية المحلية الذي قال إن هناك من يقف في طوابير البنزين وسيارته لا تحتاج وقود، وإنما يقف لإطالة هذه الطوابير. وقالت: "الناس لم تفهم الكلام ربما أنه ليس منطقيا، بينما وزعت الرئاسة ورقا يلخص للمواطن أسباب أزمة الوقود الحالية، ولكن أيضا التفسيرات معروفة وليس فيها كلاما جديدا، حيث أوردت أن التهريب سبب رئيسي، بينما السلطة نفسها مطالبة بضبط عمليات التهريب". ومن جانبه قال د.علي السلمي -نائب رئيس مجلس الوزراء السابق والمتحدث الرسمي لحزب الجبهة الديمقراطية- إن المصريين لا يملكون رفاهية الانتظار 3 سنوات لإتمام الفترة الرئاسية للرئيس محمد مرسي، لأن النتائج الكارثية التي نتجت خلال السنة الأولى من حكمه تستدعي عدم الصبر عليه. وأضاف السلمي –خلال استضافته في برنامج "جملة مفيدة" حالة مصر بعد ثورة وفترة انتقالية عانى فيها الشعب معاناة طويلة، لدرجة أن الثوار انتهى بهم الحال إلى متهمين بالخيانة، وحمل أجندات أجنبية، أو مسجونين في سجون مرسي، كم المشاكل الكارثية التي أنتجها هذا الحكم خلال سنة كثيرة، والصبر يقودنا لمزيد من الكوارث والإخفاقات على كل الأصعدة". وأكد أن الكلام النظري بانتظار الفترة الرئاسية أن تنتهي وننتخب غيره بعد ذلك هو حل مليء بالرفاهية، لا يمكن أن ننتظر في ظل هذا الكم من الأخونة والإفساد التي يعانيها الشعب في كل المراحل والأصعدة، والطرح الأمثل هو أن يتخلى مرسي عن المنصب مشكورا، لأنه أثبت فشلا كاملا في كل المجالات، وأساء إلى نفسه وحكمه لأن القرارات التي اتخذت كانت على عجل وبلا دراسة، ومخالفة للقانون والدستور، لذلك تراجع عنها في نهاية المطاف". وعبر نادر بكار -مساعد رئيس حزب النور والمتحدث الإعلامي باسم الحزب- عن استيائه من اللهجة التي يتحدث بها مؤيدو الرئيس محمد مرسي ووصفها بالاستفزازية والمتناقضة، مشيرا إلى أن الحزب لن يشارك في هذه المظاهرات لأنه رأى أن التريث في هذه الحالة أفضل، لأن الكلمة قد تحرق وطنا. وقال بكار –خلال استضافته في برنامج "جملة مفيدة"-: "نرفض الاشتراك في المظاهرات حتى لا نكيل بمكيالين، نقول لمن يتظاهرون نظريا من حقك التعبير عن رأيك، ولكن هناك معطيات من احتقان واستفزاز وتهيؤ واستعداد للتناحر ما تجعلك تتريث من أن تنطق بأي كلمة، والكلمة قد تحرق وطنا، وقد تحتوي وتهدئ من روع المواطنين". وأضاف: "نحن استأنا جدا من أن يكون الإسلام مادة للتفزيع والترويع، أن يقال من على منصة 21 يونيو لو أصرّ المشاركون في مظاهرات 30 يونيو على إسقاط مرسي سنقوم بثورة إسلامية، إلى هذا الحد يستخدم الإسلام للترويع، هم يقلبون الآية، وكأن الثورة الإسلامية هي العقاب، كما أنهم يناقضون أنفسهم، يقولون المظاهرات للدفاع عن الشريعة وفي نفس الوقت يقولون إذا سقط الرئيس سنطبق الشريعة، إذا فلماذا تدافع عن الرئيس إذا لم يكن يطبق الشريعة؟". وقال هم يقولون إننا سنسحق المشاركين في 30 يونيو.. لمن تقول ذلك؟.. لماذا توجه الكلام للمعارضين على العموم؟". واستنكر بكار عدم رفض الإخوان المسلمين لهذه التصريحات وقال: "الإخوان غضوا الطرف عن هذه الدعوات وهذا التحريض، هم يدفعون بهذه التيارات في المقدمة، وهذا عين الدولة التي نرفضها، المنهج الإسلامي لا غبار عليه، ولكن أن تأخذ من هذا المنهج وتجسده في شخص، وتقول لو سقط هذا الشخص فسيسقط المنهج، هذا أمر مرفوض". ومن جانبه دعا اللواء لطفي مصطفى –وزير الطيران المدني الأسبق- إلى التفكير بجدية في مستقبل مصر بعيدا عن الفتنة والعنف التي يشعل فتيلهما العديد من الفصائل، محذرا من تطور الأحداث إلى حرب أهلية، مستدلا بحادثة زاوية أبو مسلم التي قتل فيها أربعة من الشيعة. وقال اللواء لطفي مصطفى –خلال استضافته في برنامج "جملة مفيدة"-: "إخفاق الرئيس محمد مرسي الذي يستحق تنحيه عن الحكم هو حالة الانقسام والتوتر الحالية، فهذه يمكن أن تؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها، والدليل ما حدث في زاوية أبو مسلم". وأشار إلى أن الأعداد التي تعلن عنها حركتي "تمرد" و"تجرد" وفي ظل التهديدات بالعنف، لو حدثت مواجهات بينهما فإن ذلك سيقود البلاد إلى حالة من الاقتتال.