أكد المفكر السياسي د.مصطفى الفقي، أن أزمة سد النهضة من تأليف وسيناريو وإخراج إسرائيل، مضيفاً:" من لا يدرك هذا لا يفهم شيئا". وأضاف الفقي -خلال مشاركته – الثلاثاء 18 يونيو- في مؤتمر "سد النهضة وتداعياته" الذي نظمه مركز بحوث الشرق الأوسط بجامعة عين شمس، أن مصر أمامها طريقين لاحتواء الأزمة، الأول يتمثل في إعادة جسور التعاون المشترك مع إثيوبيا والسودان وتقديم مغريات لإثيوبيا بالاتفاق على تخصيص طرق برية لأحد الموانئ المصرية يستطيعون من خلاله نقل وتصدير بضائعهم مقابل عدم التفكير في بناء السد. وأوضح أن الطريق الثاني يتمثل في فتح اتصالات مباشرة مع إسرائيل حول ما يجري في أعالي النيل، تماشيا مع مبدأ السياسة مصالح. وأشار الفقي إلى أن بناء السد ليس بهدف اقتصادي ولكن بهدف سياسي إضافة إلى أن الإثيوبيين يلقون دعما قويا من الغرب في الوقت الذي رفعت فيه الكثير من الدول العربية الدعم عن مصر. وأوضح أن رئيس وزراء إثيوبيا السابق وقع مع الرئيس السابق حسني مبارك، اتفاقية في عام 1993، لاحترام توزيع المياه. وتساءل: "أين هذه الوثيقة؟"، مطالبا في الوقت نفسه بضرورة الكشف عنها. وأرجع الفقي تفاقم أزمة سد النهضة إلى إهمال النظام السابق للملفات الأساسية والإستراتيجية للدولة وعلى رأسها ملف المياه والتعليم والعشوائيات. وانتقد الفقي كل وزراء الري الذين تولوا العمل على هذا الملف، لافتا إلى أن بعضهم تعمد التهويل من المشكلة والبعض الأخر قلل من أثرها. وقال إن هذه الأزمة لو كانت في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، كان سيلوح بالقوة، ولو بعقلية السادات كان سيستخدم المناورات السياسية. ومن جانبه قال رئيس جامعة عين شمس د.حسين عيسى - خلال المؤتمر والذي شارك فيه أيضا الخبير الاستراتيجي اللواء سامح سيف اليزل- إن مشكلة مصر الحالية مع إثيوبيا ليست مشكلة سد، ولكنها تتمثل في تغيير إستراتيجية مصر في التعامل مع إفريقيا، موضحاً أن مصر وصلت إلى الوضع الحالي بسبب غياب الإستراتيجية والرؤية الكاملة في التعالم مع دول إفريقيا. وأضاف:" لا توجد رؤية واضحة للتعامل مع مشكلة سد النهضة وهو ما اتضح في الاجتماع السري الذي أذيع على الهواء"، قائلا:"الصيحات العنترية كلام عف عليه الدهر والحل الآن في التفاوض". ومن جانبه قال مدير مركز بحوث الشرق الأوسط د.جمال شقرة ، إن المركز تابع أزمة المياه في الشرق الأوسط ورفع لصناع القرار توصيات حول حرب المياه المنتظرة في الشرق الأوسط، ولم يلتفتوا إلى تلك التوصيات. وأشار شقرة إلى أن رئيس جهاز المخابرات الأسبق اللواء عمر سليمان، أوقف المشروع بعد تهديده لإثيوبيا محذرا الدول من تمويل ومساندة إنشاء هذا السد، مضيفا إلى انه بعد 25 يناير لم يلتفت أحد لما يجرى في إثيوبيا، وعندما التفتت حكومة الإخوان في الفترة الحالية كانت الكارثة الكبرى في التعامل مع الأمر. وأوضح أن علاج المشكلة يتمثل في ضرورة أن تعود مصر لدورها الفاعل في القارة السمراء.