أفادت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية بأن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يواجه انقساما خطيرا داخل مجلس الوزراء بشأن خططه الخاصة باضطلاع بريطانيا بدور قيادي في تقديم الدعم العسكري لقوات المعارضة السورية. وأشارت الصحيفة البريطانية -في تقرير أوردته علي موقعها الإلكتروني الخميس6 يونيو إلى أن نحو خمسة وزراء في الحكومة قد أثاروا "تحفظات جدية" بشأن أي تحرك كبير من قبل الحكومة لزيادة انخراط بريطانيا في الصراع السوري الدائر،وقد أكد عدد متزايد من النواب المحافظين المخاوف ذاتها،محذرين من إمكانية معارضتهم قرار الحكومة في أي تصويت برلماني يتم بشأن هذه القضية. ورأت الصحيفة أن اعتراف مصادر من مجلس الوزراء بأن تسليح المعارضة السورية قد يستغرق18 شهرا لإجبار النظام السوري على الانضمام لطاولة المفاوضات،يبدو تقييما قاتما قد يتسبب في إثارة بعض المخاوف من سقوط بريطانيا في فخ الالتزام العسكري طويل الأمد،والذي قد لا يؤتي ثماره في نهاية المطاف. ولفتت الصحيفة إلى تحذيرات الوزراء المعارضين لقرار التسليح،ومن بينهم زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي نيك كليج، في اجتماع عقد مؤخرا لمجلس الأمن الوطني من أن توريد الأسلحة إلى الجيش السوري الحر قد يؤدى إلى تصعيد حدة الصراع فقط،الأمر الذي قد يسفر عن مقتل العديد دون أي احتمال واقعي لانتصار حاسم. كما أعربوا عن اعتقادهم بأنه من المستحيل تقريبا ضمان أن الأسلحة البريطانية لن تقع في أيدي الجماعات الجهادية المتشددة على حد قول الصحيفة. ونقلت الصحيفة عن مسئولين كبار في الحكومة البريطانية قولهم "إن كاميرون أصبح مقتنعا بحاجة بريطانيا لاتخاذ موقف أكثر إيجابية في الصراع السوري،لافتة إلى أن حجج التدخل هذه تم تعزيزها من قبل تصريحات فرانسوا هولا ند،الرئيس الفرنسي،والتي تفيد بأن هناك أدلة متزايدة على استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا، الأمر الذي يلزم المجتمع الدولي بالتحرك، مع التشديد على ضرورة أن يتم اتخاذ مثل هذا الإجراء "في إطار القانون الدولي". وأضافت الصحيفة بأنه برغم من المزاعم التى تؤكد دعم كلا من وزير الخارجية وليام هيج،ووزير الدفاع فيليب هاموند لخطط كاميرون، إلا أن هيج يشعر بالقلق إزاء الصعوبات التي ستواجه هذه العملية،بينما أوضح هاموند بأنه من الممكن إلا يكون هناك دور كبير للقوات البريطانية في حل الصراع السوري. لفتت الصحيفة البريطانية مع ذلك، إلى أن المشكلة الأكبر التي تواجه كاميرون تتمثل في الزعيم الديمقراطي الليبرالي كليج، الذي يملك حزبة تصويتا مؤثرا في رفض هذه الخطوة، حيث أنه لا يؤمن بأن الحل العسكري هو الحل الأوحد للقضية السورية ، كما أنه لن يدعم أي محاولة لتسليح المعارضة دون دعم دولي منسق، يضم الولاياتالمتحدة.