شاهدت فيلم الحرامي والعبيط وهو بطولة خالد الصاوي وخالد صالح وروبي ومن تأليف أحمد عبد الله وإخراج محمد مصطفي وإنتاج السبكي.. وتدور أحداث الفيلم في أجواء يسودها الفقر والعنف والجنس وذلك في حارة مصرية يعيش فيها المهمشون الغلابة أو الحرافيش ويهيمن عليها البلطجي صلاح روسي " خالد الصاوي" الذي تعرض للاصابة في عينه بفرد خرطوش خلال عملية تأديب قام بها ضد بعض من تمرد علي هيمنته.. وهنا فكر في سرقة قرنية عبيط الحارة فتحي والذي أدي دوره خالد صالح.. ويساعد صلاح في مهمته حبيبته الممرضة ناهد التي سيتزوجها.. وتتوالي الأحداث حيث وجد الطبيب الذي سيجري العملية لصلاح في فتحي حقلا خصبا يسرق منه ما يشاء من الأعضاء البشرية .. ولتظهر في الصورة آيضا عصابة كبرى للاتجار بالأعضاء.. ويسقط القناع عن ناهد التي كانت تتمنع على صلاح فقرر أن يتزوجها ليفاجئ بأنها تبيع نفسها بالمال كما باعت ضميرها من قبل وتاجرت بأعضاء الفقراء.. فيقدمها صلاح لعصابة الاتجار بالأعضاء بدلا من فتحي.. ثم يأتي مشهد النهاية عندما يلقي صلاح بمسدسه بجوار العبيط فتحي الذي يطلق عليه النار ليرديه قتيلا فيقول صلاح قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة " متحبش أوي ومتصاحبش العبيط".. وهكذا نجد في الفيلم ثلاث شخصيات محورية الأولى شخصية البلطجي صلاح فهو وزير داخلية الحارة وحامي سكانها وفي المقابل لا يستطيع أحد أن يخرج عن طاعته.. وفي مقابل شخصية البلطجي التي خرجت من بين المهمشين وتمردت على مصيرها نجد الشخصية المحورية الثانية وهي شخصية العبيط والتي أداها خالد صالح فقد هربت أيضا من واقعها .. خيانة الزوجة واختطاف الابنة والضرب على أيدي البلطجية وسط الناس والفضيحة، وهي أمور تعرفنا عليها من خلال مشاهد الفلاش باك، فأصيبت الشخصية بالجنون وهي مازالت بين المهمشين ولكن في الدرك الأسفل.. وهكذا نجد شخصية صلاح تمردت على الوضع المهمش بذراعها فصعدت.. والثانية شخصية فتحي ذهب عقلها فهوت.. ولكنهما مازالا جغرافيا و جسديا وسط المهمشين.. والشخصية الثالثة التي تدور حولها الأحداث هي الممرضة ناهد التي أدت دورها روبي والمرتبطة بعلاقة عاطفية مع صلاح روسي .. ويخططان للزواج.. وتشاركه سرقة قرنية فتحي وبيع جسده بالتجزئة لمن يدفع أكثر.. وعندما قرر صلاح وناهد اللعب مع الكبار والخروج من مجالهما الحيوي إحترقا.. ولم ينج من المذبحة سوى العبيط فتحي الذي انتهكت كرامته واختطفت ابنته وضاع عقله وسرقت آعضاؤه.. انه مستمر في الحياة حتى آخر نقطة في دمه يستغلها الكبار.. والحقيقة أن أداء كل من خالد الصاوي وخالد صالح اتسم بالعبقرية والابداع وكان أبرز ما ميز هذا الفيلم..غير ان الاصرار على تصوير الحارة المصرية على أنها غابة تتسم بالعنف والتركيز على الجوانب الحسية يمثل مبالغة تستهدف جذب شريحة معينة من الجمهور من خلال وصفات لا تخلو منها أفلام السبكي..