ناشدت الحكومة المصرية في سابقة غريبة مواطنيها الثلاثاء 22 مايو، ترشيد استهلاك الطاقة وخاصة أجهزة التكييف والسخانات الكهربائية كوسيلة لمواجهة أزمة انقطاع الكهرباء التي تفاقمت هذه الأيام. واعتذرت وزارة الكهرباء للمواطنين من خلال بيان صحفي عن الانقطاع المتكرر في الكهرباء قائلة إنها مضطرة "لتخفيف الأحمال رغما عنها". وتعاني القاهرة وباقي المحافظات المصرية من نقص في إمدادات السولار والانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي بسبب ارتفاع الاستهلاك ونقص الوقود. وأرجعت الوزارة عبر تصريحاتها أنه سوف يلجأ المركز القومي للتحكم لتخفيف الأحمال الكهربائية للحفاظ علي سلامة الشبكة لعجز قدرات التوليد المتاحة عن مجابهة زيادة الاستهلاك وذلك بسبب نقص إمدادات الوقود لمحطات الكهرباء. وقال وزير البترول السابق أسامة كمال إن الدولة تعتزم استيراد إمدادات إضافية بما يتراوح بين 500 و600 مليون دولار شهريا في فترة الصيف لسد احتياجاتها من الطاقة الكهربائية. وكانت مصر قد اتفقت مع ليبيا على استيراد 12 مليون برميل على مدار 12 شهرا ومع العراق على استيراد أربعة ملايين برميل شهريا من النفط الخام ومع قطر على استيراد الغاز الطبيعي، لكن لم يصل حتى الآن إلى البلاد أي من هذه الإمدادات. وتتنامى مشاعر السخط بين المصريين على الانقطاع المتكرر للكهرباء مما أدى إلى ظهور دعوات للتمرد وعدم سداد فواتير الكهرباء منها حملة "أنا مش حدفع فاتورة الكهرباء" و "معا ضد مهزلة انقطاع الكهرباء في مصر" على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك". وشهدت عدة محافظات انقطاع للتيار الكهربائي، حيث انقطعت الكهرباء عن 10 أطفال حديثى الولادة في حضانات مستشفى سيدي سالم المركزي بكفر الشيخ، وسادت حالة من الذعر الشديد بين أهالي الأطفال حديثي الولادة المتواجدين فيها خوفا على حياتهم، وذلك بعد حدوث عطل فني في الشبكة الداخلية للكهرباء بالمستشفى، فيما تجمهر أهالي الأطفال أمام الحضانات محاولين إخراج أطفالهم منها، كما توقفت ماكينات الغسيل الكلوي بالمستشفى، وتم نقل الأطفال إلي حضانات مستشفى أخرى ثم إعادتهم من جديد إلي مستشفى سيدي سالم. وقد حمل الأهالي المسئولية لمدير المستشفى، كما أدى انقطاع الكهرباء ثم عودتها إلى إحراق عشرات الأجهزة الطبية داخل الحضانات وداخل غرفة العمليات واحتراق عشرات الأجهزة من التكييفات وخلافه. وقطع أيضا، مواطنون مساء الثلاثاء 21 مايو شارع أبو القير بمنطقة رشدي بالإسكندرية، احتجاجا علي الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي. وتسبب ذلك في شل الحركة المرورية بالطريق الحيوي والذي يعتبر الشريان الثاني لمدينة الإسكندرية بعد طريق الكورنيش، حيث تكدست السيارات بالشارع، فيما فشلت قوات الشرطة في فتح الطريق إلا بعد عودة " الكهرباء " مرة أخري. وقد عانت " الثغر" من انقطاع متكرر للتيار الكهربائي خلال الأيام الماضية الأمر الذي أصاب الأهالي بحالة من الضيق خاصة بعد تفاقم المشكلة بشكل غير مسبوق، وأرجع مسئولون بشركة كهرباء الإسكندرية الأزمة إلي نقص الوقود الخاص بتشغيل محطات توليد الكهرباء. وأبدي المواطنون استيائهم من عدم قيام المسئولين بوضع حلول فورية وسريعة خاصة وأن المشكلة تأتي خلال امتحانات الطلاب، فضلا عن الخسائر المادية التي تتكبدها المحال التجارية. وقام أيضا، المئات من أهالي مدينة "كوم حمادة " بالبحيرة منذ قليل بقطع طريق السكك الحديدية "القاهرة –إيتاي البارود " احتجاجا على انقطاع التيار الكهربائي بصورة مستمرة. وافترش المحتجون القضبان ووضعوا المتاريس الخشبية لمنع مرور القطارات مرددين الهتافات المنددة بالنظام الحاكم والرئيس محمد مرسي. واشتكى الأهالي من معاناتهم الشديدة في ظل انقطاع الكهرباء لعدة مرات في اليوم خاصة مع قدوم فصل الصيف و بداية الامتحانات لأبنائهم. وحاصر المئات من أهالي محافظة البحيرة، شركة كهرباء النوبارية، احتجاجا على استمرار انقطاع التيار الكهربائي مهددين باقتحام المحطة في حالة تكرار قطع الكهرباء. وأكد الأهالي على معاناتهم الشديدة في ظل انقطاع الكهرباء لعدة مرات في اليوم، خاصة مع قدوم فصل الصيف وبداية امتحانات أبنائهم الطلاب. وتظاهر المئات من أهالي مدينة "حوش عيسى" بالبحيرة أمام شركة توزيع الكهرباء وقاموا بمحاصرتها بمشاركة عدد من نشطاء الحركات الثورية وذلك احتجاجا على الانقطاع الدائم للتيار الكهربائي على مدار الأيام الماضية، وخلال تظاهر الأهالي رددوا هتافات مناهضة للرئيس محمد مرسى ،وجماعة الإخوان المسلمين. وأكد الأهالي على انقطاع الكهرباء لعدة مرات في اليوم خاصة مع قدوم فصل الصيف و بداية الامتحانات لأبنائهم الطلاب معلنين عدم دفع فواتير الكهرباء المستحقة عليهم، كما طالبوا في الوقت نفسه بإقالة رئيس الحكومة هشام قنديل ووزير الكهرباء لفشلهم في حل هذه المشكلة المستعصية.