أدانت الجمعية العامة للأمم المتحدة القوات الحكومية في سوريا وأشادت بالائتلاف الوطني السوري المعارض الأربعاء 15مايو، لكن التأييد للإعلان الذي صاغته دول الخليج العربية كان أقل من الدعم الذي حصل عليه نص مشابه أقر العام الماضي مما يشير إلي تزايد القلق بشأن جماعات المعارضة المسلحة المنقسمة. والقرار غير مُلزم لكن قرارات الجمعية العامة التي تضم 193 دولة يمكن أن تنطوي على أهمية معنوية وسياسية كبيرة. وحصل القرار على تأييد 107 أصوات مقابل رفض 12 وامتناع 59 دولة عن التصويت في تباين كبير مع نتيجة التصويت على القرار السابق الذي أدان الحكومة السورية واعتمد بموافقة 133 دولة مقابل رفض 12 وامتناع 31 عن التصويت. ورفضت روسيا وهي حليف وثيق للرئيس بشار الأسد القرار الذي صاغته قطر التي تتهمها الحكومة السورية بتسليح المعارضين الساعين للإطاحة بالأسد. لكن موسكو التي استخدمت مع الصين حق النقض (الفيتو) ثلاث مرات لمنع مجلس الأمن الدولي من التحرك ضد سوريا لم تتمكن من عرقلة قرار الجمعية العامة حيث لا تتمتع أي دولة بحق النقض. وقال دبلوماسيون إن الوفد الروسي بعث برسائل إلى جميع أعضاء الأممالمتحدة تحثهم على معارضة القرار. وشكت موسكو من أن القرار يقوض الجهود الأمريكية الروسية لعقد مؤتمر للسلام تشارك فيه الحكومة السورية والمعارضة وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إنه سينظم على الأرجح في مطلع يونيو حزيران. وأبلغ سفير سوريا لدى الأممالمتحدة بشار الجعفري الجمعية العامة قبل التصويت بأن القرار يتعارض مع المساعي الأمريكية الروسية للبحث عن حل دبلوماسي للأزمة المستمرة منذ اكثر من عامين والتي تقول الأممالمتحدة إنها أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 80 ألف شخص. وقال الجعفري إن القرار "يمثل سباحة عكس التيار فى ضوء التقارب الروسي الأمريكي الذي رحبت به سوريا". لكن بعض الدبلوماسيين في الأممالمتحدة تساورهم شكوك في أن المبادرة الأمريكية الروسية ستحل الجمود الذي منع مجلس الأمن الذي يضم 15 دولة من أي تحرك بشأن سوريا نظرا للخلاف الواسع بين موقفي موسكو وواشنطن بشأن الحرب الأهلية هناك. وكان من المتصور في الأصل أن يمنح القرار الذي حظي بدعم قوي من دول غربية وخليجية عربية مقعد سوريابالأممالمتحدة للائتلاف الوطني السوري المعارض. لكن دبلوماسيين في الأممالمتحدة قالوا إنه اتضح في المفاوضات الأولى أن مثل هذا الإجراء لن يعتمد في الجمعية العامة حيث تخشى كثير من الوفود أن تواجه حكوماتها يوما ما انتفاضات معارضة أيضا.