خصص منتدى الإعلام العربي بدبي إحدى جلساته في يومه الأول جلسة خاصة لبرامج "التوك شو" وتأثيرها على الإعلام في مصر. وقد سلطّت الجلسة المسائية الأولى في منتدى الإعلام العربي 2013 مع أول أيام دورته الثانية عشرة في دبي اليوم الثلاثاء، على برامج "التوك شو" وتناول هذا المحور من خلال دراسة حالة للفضاء التلفزيوني المصري، في محاولة لاستشراف مستقبل الإعلام الفضائي في مصر التي يُعدّ إعلامها وإنتاجها الثقافي واحداً من أهم محددات صناعة الإعلام العربي. وأدارت ليلى الشيخلي الإعلامية في قناة "الجزيرة"، الجلسة التي حملت عنوان ظاهرة البرامج الحوارية "التوك شو"، الفضاء المصري نموذجاً، وذلك بمشاركة أمينة خيري، الكاتبة في صحيفة الحياة، ودرية شرف الدين،الإعلامية في قناة دريم، وشريف عامر، الإعلامي في قناة الحياة، ويوسف الحسيني، الإعلامي، في قناة أون تي في (ONT»). وناقشت الجلسة الدور الكبير الذي لعبته جمهورية مصر في توجيه المؤشرالإعلامي والثقافي العربي، حيث اتسم المشهد الإعلامي المصري عقب ثورة 25 يناير2011 بالتعقيد، مع تكاثر الفضائيات وتنوع اهتماماتها، وازدياد الصحف، وتبدّل المناصب الإعلامية القيادية، لدرجة أصبحت فيها مستجدات المجتمع الإعلامي مادة لاستهلاك الإعلام ذاته. كما تطرقت الجلسة إلى البرامج الحوارية التلفزيونية التي تضاعفت بصورة غير مسبوقة لدرجة يصعُب حصرُها، بعد أن بات البث الفضائي سيد المشهد الإعلامي في مصر والوطن العربي، ودخلت في منافسة محمومة في ما بينها، واستضافت شخصيات من كافة المستويات المعرفية ومختلف المجالات، وطرقت في حديثها طيفاً واسعاً من الموضوعات، وبدت بعض تلك البرامج أحياناً وكأنها قد انشغلت بالقضايا السطحية والصغائر وإثارة الفرقعات الإعلامية، حيث بدا لافتاً أن مجموعة من القنوات الفضائية الخاصة بادرت في خضم هذا المشهد إلى إطلاق برامج حوارية لا تقيم وزناً للقواعد الأصلية للحوار التلفزيوني ولا تراعي فنونه، لتتحول بذلك إلى مالا يعدو كونه ثرثرة صِرفَه تفتقد إلى المغزى والمضمون. وذكرت ليلى الشيخلي أننا نعيش اليوم في مرحلة فيها الكثير من الفوضى الإعلامية،ولكن هذا العدد الكبير من البرامج والآراء قد تكون ظاهرة صحية إلى حد ما، تجعل المشاهد على دراية على التمييز الغث من السليم، إذ ليس هناك ما يجبر المشاهد على متابعة ما هو خارج عن قناعته. من جانبه يرى الإعلامي يوسف الحسيني، أن المتلقي هو الحكم والقادرعلى تحديد آراؤه والتي يمكن أن يبني عليها مجموعة من القرارات في نوعيات مختلفة من البرامج المصنفة تحت مسمى برامج "التوك شو". فيما أكدت أمينة خيري، الكاتبة في صحيفة الحياة أنه جرت العادة منذ عقود طويلة أن تتمحور النشرات الإخبارية والبرامج الحوارية على سرد او تحليل انجازات السيد الرئيس، وفي خضم الإحداث جاءت برامج مثل"البيت بيتك" لتقدم قدرا غير مسبوق من الانتقاد أو "المعارضة" وهي وان كانت خطوة ذكية لكنها تبقى في إطار رغبة النظام في محاولة لدرء خطر هذه المعارضة. من جانبها عزت درية شرف الدين، ارتفاع سقف الحرية إلى مستوى غيرمسبوق في بعض البرامج إلى أنها حرية مقتنصة مع وجود خطوط حمراء في الإعلام المصري، إلا أنها عبّرت عن اعتراضها الشديد على ما أسمته تسلل بعض القنوات غير المصرية إلى الواقع المصري والتي تستهدف من وراء هذا الاقتراب التهييج السياسي. وفي معرض تعليقه على مداخلات الحضور الذين تفاعلوا بشدة مع الحوار، ذكر الإعلامي شريف عامر أن الصورة (الحدث) تعتمد على من يتولى نقلها على الهواء مباشرة، لكن الاعتبار الذي يجب ان يؤخذ أنه كما تتاح الفرصة للآخر الذي هو من خارج المجتمع ان ينقل ما يدور في مجتمعي فإنه على الآخر أن يقبل بأن أمارس أنا معه هذا الحق أيضا.