رأي الكاتب البريطاني روبرت فيسك أن الغارات الإسرائيلية الأخيرة على سوريا أقحمت الغرب، الحليف الوثيق لتل أبيب، في الصراع السوري رغما عنه وبشكل مباشر في حال رد الجانب السوري بهجمات انتقامية. وقال فيسك - في مقال بصحيفة "الإندبندنت" البريطانية نشرته الاثنين 6 مايو - إن صمت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي بشأن الهجمات الإسرائيلية على سوريا يعد بمثابة موافقة صريحة من جانبهما على تدخل إسرائيل في الصراع السوري والتي تبرره بذريعة منع وقوع منظومة الأسلحة السورية المتطورة في أيدي جماعة حزب الله اللبنانية الحليف الوثيق للرئيس السوري بشار الأسد. ورأي الكاتب البريطاني أن إسرائيل تكرر نفس التصريحات المستهلكة لتبرر غارتها الجوية الثانية ضد أهداف عسكرية سورية في أقل من 48 ساعة ، وهي ما تؤكده أيضا مصادر إستخباراتية غربية لم تكشف عن نفسها بالطبع !! . وهنا يطرح سؤال غاية في الأهمية وهو لماذا يضحي النظام السوري الذي يقاتل في معركة "الحياة أو الموت" بمنظومة الصواريخ المتطورة الذي يدافع بها عن نفسه ويرسلها إلى خارج سوريا أو لجماعة حزب الله وفقا لرواية إسرائيل؟. وطرح فيسك تصورا آخر وهو أن النظام السوري قد يقرر في وقت ما الاستغناء بالفعل عن جزء من منظومة الصواريخ المتطورة ومن بينها صواريخ "فتح-110" والتي يبلغ مداها أكثر من 250 كيلومترا ، لصالح حزب الله حيث يستطيع حزب الله ضرب تل أبيب من جنوب لبنان. ولكنه مضي قائلا إنه حتى هذا التصور مستبعد لأن النظام السوري - وفقا لمصادر أمريكية- استخدم تلك الصواريخ المتطورة بالفعل ضد جماعات المعارضة في ديسمبر الماضي ويعتمد عليها بشكل رئيسي في حماية نفسه من التدخل العسكري الغربي في البلاد. ومضى الكاتب البريطاني في سلسلة تساؤلاته محاولا الكشف عن علامات الاستفهام التي تدور حول عدم قدرة الجيش السوري الذي يضم في سلاحه الجوي مقاتلات "ميج" المتطورة للغاية - والتي استخدمها بالفعل في ضرب معاقل قوات الجيش الحر - من حماية العاصمة دمشق من الغارات الإسرائيلية ، أو أن قدرات سلاح الجوي السوري لا تضاهي التكنولوجية الإسرائيلية "الأمريكية" أم أن النظام السوري يؤجل خطوة الرد على الهجوم الإسرائيلي؟. واختتم فيسك مقاله محاولا تحليل حصاد الأزمة السورية حتى الآن وتأثيرها ليس على دول الجوار فقط ولكن على المنطقة والقوي الغربية جميعها، حيث أضحت الآن إسرائيل طرفا في الصراع السوري وبالتالي الغرب نفسه بات متورطا بالتدخل عسكريا في سوريا .