يرجع الإحتفال بعيد شم النسيم إلي ما يقرب من 4700عام ، فهو أحد أعياد مصر الفرعونية ، وترجع تسمية شم النسيم إلي الكلمة الفرعونية شمو وهي كلمة هيروغليفية ، ويرمز بها عند قدماء المصريين إلي بعث الحياة. وكانوا يعتقدون ان ذلك اليوم هو أول الزمان ، وفيه بدا خلق العالم ، وأضيفت كلمة النسيم إليه لإرتباط هذا اليوم بإعتدال الجو ، حيث تكون بداية الربيع ،وأخذ اليهود من الفراعنة المصريين – علي عهد سيدنا موسي عليه السلام – إحتفالهم بهذا العيد ، وجعلوه رأسا للسنة العبرية ، وأطلقوا عليه إسم عيد الفصح ، والفصح كلمة عبرية تعني الخروج وذلك انه كان يوم خروجهم من مصر . وأتفق عيد الفصح العبرى مع عيد الخلق المصرى ثم أنتقل بعد ذلك إلى المسيحية لموافقتة مع موعد قيامة السيد المسيح عليه السلام ،وأصبح عيدهم يقع دائما يوم الأثنين الذى يلى عيد القيامة . ويقول المهندس محمود العوضى الخبير بالأعشاب والنباتات الطبية أن المصريون القدماء كانوا يحتفلون بعيد الربيع كما نحتفل بعيد شم النسيم ، فيخرجون إلى الحدائق والحقول ، يستنشقون رائحة الأزهار ويستمتعون بالورود والرياحين ، تاركين متاعب الحياة وهمومها . وكان أحب الطعام لديهم فى ذلك اليوم البيض الملون ، والسمك المملح (الفسيخ ) والبصل والخس والملانه ( الحمص الأخضر ) ، وهى نفس الأطعمة التى نتناولها اليوم فى ذلك العيد ، وكان الفراعنة يعلقون البصل فوق أسرة النوم ثم شمه فى الصباح الباكر ، وأصبح البصل عندنا تقليدا يؤكل مع الفسيخ فى شم النسيم . ويضيف أنه بمناسبة الأحتفال بهذا اليوم ، يجب أن نشير إلى أن الإكثار من أكل البيض يتخم المعدة ويرهقها ، ويربك الكبد ، ويمنع تناول البيض فى حالات إلتهاب الامعاء وحمى التيفود والحميات المعوية ، والإمساك ، وزيادة نسبة البولينا فى الدم ، وإرتفاع ضغط الدم ، وأمراض الكبد وخاصة فى حالة اليرقان ، والأمراض الناجمة عن شدة الحساسية كالربو ، والإكزيما . ويعطى البيض فى حالات إلتهاب الكلى تعويضا من النقص فى البروتين والزلال ، وتليف الكبد ، والضعف العام ، وهبوط الضغط . ويحتوى البيض على البروتين وفيتامينات أ ، ب 1 ، ب 2 ، ب 6 ، د ، بالاضافة إلى الكالسيوم والفوسفات والحديد والصوديوم والبوتاسيوم والمنجنيز واليود والفلور والكبريت وغيرها . ويضيف خبيرالاعشاب والنباتات الطبية الي أنه يجب تجنب معظم المشاكل الصحية بعدم اكل البيض النيئ ويشمل الحليب المخفوق مع البيض النيئ أو أى أصناف أخرى مثل الصلصات والأيس كريم أو الوصفات التى تحتوى على مكونات من البيض النيئ . ويستخدم البعض مواد صناعية لتلوين البيض لها أضرار بالغة على صحة الإنسان ، ويمكن الإستعاضة عنها بألوان طبيعية بإستخدام الأعشاب أو الخضروات أو الفواكة ، وذلك بتلوين البيض باللون البنفسجى بإستخدام عصير العنب المركز مع كمية بسيطة من ورق البصل الأحمر ، والتلوين باللون الأزرق بعصير التوت المركز وشرائح من ورق الكرنب الأحمر ، أما اللون البمبى وحتى الأحمر يتلون من البنجر وعصير الفراولة المركز وقشر البصل الحمر والكركدية ، والتلوين باللون الصفر وحتى البرتقالى يتم بأوراق البصل أو قشر الليمون والجزر أو الكمون أو الكركم ،ويأتى اللون الذهبى وحتى الأخضر بقشر التفاح الأصفر وأوراق السبانخ والبقدونس ، والتلوين باللون البنى بإستعمال القهوة سريعة الذوبان . ويوضح أنه يمكن إعداد هذة الألوان بملء إناء بكوب ماء ، وإضافة ملعقة أو أثنتين من الخل لتثبيت اللون ثم إضافة واحد أو أكثر من العناصر السابق ذكرها ،وترفع هذة المقادير على النار حتى درجة الغليان ، ويمكن تركها لفترة أطول لزيادة تركيز اللون ، ثم يضاف البيض المسلوق إلى هذا الوعاء ويترك فيه حتى الحصول على اللون المطلوب ،حسب الرغبة . ويؤكد أن العالم أخذ عن مصر القديمة أكل البيض فى شم النسيم ، فصار البيض الملون هو رمز عيد الفصح الذى يتزامن مع شم النسيم ، وكانت مارى ملكة اسكتلندا ترسل إلى اصدقائها فى هذا العيد البيض المصنوع من الحلوى ، إما الملكة فكتوريا فكانت ترسل لأصدقائها بيضا حقيقيا مسلوقا وملونا ومنقوشا عليه بعض الأقوال المأثورة التى كانت تهواها .