أكدت نتائج البحوث والدراسات المختلفة في مجال علم نفس الطفل وجود علاقة قوية بين معاملة الأم لطفلها ودرجة شعوره بالصحة النفسية. يوضح أستاذ الإرشاد والعلاج النفسي بقسم الدراسات النفسية للأطفال بجامعة عين شمس د. جمال شفيق أن الأم تمثل الدور الأساسي في تربية و تنشئة الطفل في السنوات الأولي من عمره ، حيث إنها محور بداية انطلاق الطفل وحجر الزاوية في تطور نموّه، وهي الملبي الأول لكلّ ما قد يحتاجه أو يشعر بالحاجة إلى تحقيقه أو تلبيته كما أشار د.جمال إن الأم هي الشخص الوحيد والمركز الذي تدور حوله انفعالات الطفل،حيث انه يقلق ويحزن ويشعر بالعجز إن ابتعدت عنه أو إن أهملته، كذلك يشعر بالراحة والسعادة ويفرح إذا قامت هي برعايته وإشباع حاجاته لان ذلك يمثل الدعائم النفسية للطفل التي تشعره بأنه محبوب ومرغوب فيه. وعلى العكس من ذلك تماما فان حرمان الطفل من حنان أمه،وحبها واهتمامها يؤدى إلى شعور الطفل بالحرمان والحاجة إلى العطف والحنان والمحبة مما قد يهدد كيانه بالخطر، لأن الحرمان العاطفي من الأمومة كالجوع لا يمكن أن يتغلب عليه الطفل أو يتحمّله دون أن يصيبه مشاكل واضطرابات نفسية .