طالب القيادي بجماعة الإخوان المسلمين ونائب رئيس حزب "الحرية والعدالة" د.عصام العريان، الحكومة بالإسراع وضع قانون شامل للسلطة القضائية، في وقت يستعد فيه المجلس التشريعي للنظر في تعديلات مثيرة للجدل على القانون الحالي. وقال العريان - في تصريحات خاصة لصحيفة "الشرق الأوسط"- إن هناك اتهامات معلقة على رؤوس قضاة ولم نر أحدا يتصدى لمواجهتها، مؤكدا أن جماعته ليس لديها الرغبة ولا القدرة على تصدير الثورة. وأضاف العريان أن التعديلات المقترحة على قانون السلطة القضائية، المثيرة للجدل دخلت الدولاب التشريعي لمجلس الشورى وأنه وفقا للدستور سيتم أخذ رأي الهيئات القضائية فيها قبل إقرارها. ونفى العريان أن يكون الهدف من تعديل القانون إقصاء أحداً، قائلا:"غير صحيح بالمرة أننا نستهدف إقصاء أي قاض، هذا كلام حق يراد به باطل.. لدينا الآن دستور جديد أكد على استقلال السلطة القضائية ويحتاج القانون الحالي إلى تعديلات لتفعيل هذا الاستقلال". وتابع العريان: "في البرلمان السابق - المنحل بحكم قضائي منتصف العام الماضي- طرح مشروعان للسلطة القضائية أحدهما تقدم به النائب أبو العز الحريري وهو أصلا مشروع قانون أعده وزير العدل المستشار مكي، أما الآخر فقد تقدم به رئيس نادي قضاة مصر المستشار أحمد الزند، نفسه قبل وضع الدستور الجديد". وتابع:"من غير المعقول أن نجد اليوم قضاة متهمين بالاستيلاء على أراضي الدولة، ثم نجد أن قضاة آخرين يحمونهم، هناك اتهامات معلقة فوق رؤوس بعض القضاة ولا يوضحون موقفهم ولم نر أحدا يتصدى للتحقيق معهم". وأضاف العريان: "نحن أمام مشكلة حقيقية لأن سمعة القضاء تشوهها سمعة أسماء رنانة.. المستشار عبد المجيد محمود النائب العام السابق على سبيل المثال رد هدايا لمؤسستي الأهرام والأخبار.. أليس هذا اعترافا منه بتلقي تلك الهدايا.. لماذا لم يتم التحقيق معه حتى الآن وكيف سمح لنفسه بتلقي تلك الهدايا". وقال العريان إن الناس صدمت من بعض القضاة الذين يتحدون الدستور والقانون، ويربكون الأوضاع السياسية عن عمد من موقع سياسي، كأنه حزب داخل مؤسسة القضاء ضد الثورة. وعما إذا كان حزبه سيقف إلى جانب التعديلات المقترحة وبخاصة ما يتعلق منها بخفض سن تقاعد القضاة، قال:"هذا إجراء تم في مؤسسة الأزهر نفسها وهو مطبق في الجامعات، هذا ليس جوهر التعديلات، فنحن نريد قضاء مستقلا حرا مبرأ من عيوب شابته في زمن (الرئيس السابق) حسني مبارك". وتظاهر أنصار جماعة الإخوان قبل يومين للمطالبة ب«تطهير القضاء»، وشهدت الفعالية الإخوانية اشتباكات بين أنصار الجماعة ومعارضين لحكمها سقط فيها نحو 80 جريحا في المواجهات التي استخدمت فيها الزجاجات الحارقة وطلقات الخرطوش. وعما إذا كان قرار تعديل قانون السلطة القضائية من شأنه أن يعقد الأوضاع السياسية ويفتح الباب أمام مواجهات في الشارع بين أنصار النظام الحالي ومعارضيه وهو أمر قد يفاقم الأزمة الاقتصادية، قال العريان :"الأوضاع الاقتصادية صعبة بالفعل لكننا لسنا بدعا من الدول، فالاقتصاد العالمي يواجه صعوبات كبيرة.. ونحن نعتقد أن هناك قرارا سياسيا بشأن قرض صندوق النقد الدولي وليس اقتصاديا". وطالب العريان الدول العربية الغنية بتحمل ما سماه مسؤوليتها في مساعدة مصر، قائلا:"المليارات العربية تتبخر في البنوك الأوروبية وعليهم بدلا من ذلك الاستثمار في دول الربيع العربي". وبشأن مخاوف عدد من الدول العربية حول نوايا جماعة الإخوان المسلمين، قال العريان إن الإخوان ليست لديهم أي رغبة ولا حتى قدرة على تصدير الثورة.. ما يعنينا أن تحقق كل الدول الإصلاح من داخلها وفقا لظروفها.. هذا أمر أكدناه مرارا. وعن الموعد المحتمل لإجراء الانتخابات النيابية في مصر، قال العريان:"لا يوجد موعد محدد بعد، لكن سيكون لدينا مجلس نواب قبل نهاية العام الجاري"، مشيرا إلى أن الجماعة إذا ما حققت الأغلبية في البرلمان القادم ملتزمة بتشكيل حكومة موسعة.