رأت صحيفة "كرستيان ساينس مونيتور" الأمريكية أن المشهد الأمني العراقي لا يبشر بالخير عشية أول انتخابات لمجالس المحافظات منذ انسحاب القوات الأمريكية. وأشارت - في تعليق لها عبر موقعها الإلكتروني الجمعة - إلى استهداف 13 مرشحا على الأقل ليلقوا مصرعهم في الأسابيع القليلة الماضية، واستبعاد قائمة تضم نحو 150 مرشحا معظمهم على خلفية ارتباطه بحزب "البعث" المحظور، وهو ما يعتبره محللون سياسيون بمثابة مواجهة مكشوفة الأوراق عبر استخدام القانون لاستبعاد غير المرغوب فيهم من المرشحين، أو استخدام القوة بتصفيتهم جسديا. ولفتت الصحيفة إلى حالة التأهب القصوى التي تعيشها بغداد منذ أسابيع استعدادا لتلك الانتخابات، مشيرة إلى صعوبة الدخول إلى العديد من الأحياء السنية، كما رصدت انتشار المدرعات وعشرات الآلاف من الجنود في العاصمة. واعتبرت "ساينس مونيتور" هذه الانتخابات بمثابة اختبار لقياس حجم الفرص المتاحة أمام رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في إعادة انتخابه العام المقبل. وفي هذا الصدد، رأت الصحيفة الأمريكية أن قرار الحكومة العراقية بتأجيل الانتخابات في المحافظات ذات الأغلبية السنية ك"الأنبار" و"نينوي" يأتي في إطار دعم بقاء المالكي وغيره من السياسيين الحاليين - ممن ليست لديهم شعبية - في السلطة، إضافة إلى كونه قرارا تأمينيا. واعتبرت الصحيفة هذه الانتخابات الأكثر ديمقراطية في عراق ما بعد الغزو، على الرغم من التوقعات بألا يتعدى حجم إقبال الناخبين على صناديق الاقتراع نسبة 50 بالمئة.