طالب المجلس الأوروبي ومقره ستراسبورغ الحكومة اليونانية باتخاذ إجراءات عاجلة من أجل التصدي لظاهرة العنصرية التي تشهد تصاعداً ملحوظاً في مختلف أنحاء البلاد. وأشار تقرير صادر عن المجلس ويضم 47 دولة أوروبية، إلى التنامي "المقلق" للجرائم التي تطال المهاجرين والأقليات في اليونان، خاصة في ظل تصاعد التأييد لأحد الأحزاب اليمينية المتطرفة، والمسمى الفجر الذهبي، والذي يتبنى أفكاراً نازية. واعتبر مفوض حقوق الإنسان في مجلس أوروبا، نيل موزنيك اتخاذ أثينا لإجراءات حازمة لمحاربة الجرائم التي تستهدف المهاجرين والسكان من أصول أجنيبة امرا ملحا. وقال: "هذا الاستهداف العنصري يشكل تهديداً حقيقياً للديمقراطية وسيادة القانون في البلاد"، ووصف موزنيك ب"المؤسف" أن يقوم حزب الفجر الذهبي اليميني المتطرف بنشر روح العداء والكراهية في داخل المجتمع اليوناني. وأضاف "كما أن ممارسات هذا الحزب قد أدت إلى إثارة الذعر في أوساط المهاجرين والأوساط الأكثر فقراً وتهميشاً في اليونان. ويذكر أن حزب الفجر الذهبي قد حصل على 7% من مقاعد البرلمان اليوناني لأول مرة في انتخابات 2012، ويتبنى قادته خطاباً متطرفاً ضد الأجانب، كما ثبت تورط بعض أفراده والمناصرين له في أعمال عنف طالت المهاجرين في اليونان. ويعزو المراقبون تنامي العنصرية في اليونان إلى عوامل اقتصادية حيث تخضع اثينا لخطط تقشف أوروبية شديدة القسوة، علاوة على ارتفاع معدلات البطالة على نحو غير مسبوق و ذلك بالتوازي مع تدنى الخدمات الاجتماعية والمؤسساتية، ما وفر مناخاً مناسباً، للأفكار المتطرفة والمتشددة. وكان العديد من أفراد الجالية المصرية قد تعرضوا لاعتداءات من قبل يونانيين متطرفين خلال الأشهر القليلة الماضية.