نظم فرع الرابطة العالمية لخريجي الأزهر بالفيوم ندوة بعنوان " المخدرات وأثارها في تدمير الفرد والمجتمع في ميزان الشرع والطب". عقدت الندوة بمسجد الشيخ طه سعده بالعجمين ، بحضور جمع من أهالي المحافظة وأعضاء الرابطة. أكد د. أحمد عجمي شعبان – مدرس بجامعة الأزهر وعضو الرابطة على أن الشريعة الإسلامية تحرم تناول وإدمان كافة أنواع المخدرات مستشهداً بالأدلة والبراهين المُسندة من الكتاب والسنة كما جاء في قوله تعالي :"يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ"(219) سورة البقرة. وأوضح عجمي أن البيئة المحيطة بالفرد تمارس تأثيراً مهما في سلوك الأفراد والجماعات وبما يتلاءم مع طبيعة الظروف السائدة في المجتمع ، فتعاطي المخدرات لايعد مسؤولية فردية ( ذاتية ) بحتة فقط ولكنه ناتج أيضاً بفعل ظروف اجتماعية تتعلق بالبناء الاجتماعي بالأسرة وحينما يصاب هذا البناء بالاضطراب ينعكس ذلك سلباً على الأبناء . وأشار إلى أن أزمة المخدرات لاتقف عند أثارها المباشرة على المدمنين وأسرهم ، وإنما تمتد تداعياتها إلى مختلف المجتمعات، وتكمن خطورة هذه الظاهرة في استهدافها للفئة الشابة مما ينعكس سلباً على كافة النواحي المتعلقة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية . كما حذر من الاقتراب من أي نوع من أنواع المخدرات لخطرها الشديد علي الروابط الاجتماعية ذاكراً قصصاً واقعية لمجموعة من متناولي المخدرات وأثارها في تدمير حياتهم الزوجية والاجتماعية، مطالباً بضرورة تضمين مناهج التعليم في المراحل المختلفة لخطورتها، مع عرض البراهين الإسلامية على حرمة المسكرات والسجائر، وبيان الحكمة من تحريمها، وشرح أضرارها، التي تفسد الشباب، وضرورة شرح الأئمة والوعاظ لذلك في المحافل الإسلامية والمساجد. و قال د. محمد عبد الغفار طه مدرس مساعد بالمخ والأعصاب بكلية طب الفيوم الآثار المرضية المدمرة المترتبة علي تناول كل نوع من أنواع المخدرات علي حدي مشيراً إلي الحالات التي عالجها وما وصلت إليه من تدمير لكافة أجهزة الجسم الحيوية . وأوضح أن تعاطي المواد المخدرة يجعل المتعاطي غير متمالك لقواه العقلية والجسدية مما يؤدي إلى ارتكاب الجرائم للحصول على المال الذي يجلب به المادة المخدرة فهو يسرق الأموال حتى من أقرب الناس كما يقوم بالاختلاس والتزوير وبالتحايل على الآخرين للحصول على المال مما يشكل خطراً على أمن المجتمع وسلامته. وشدد على ضرورة توعية الأباء للأبناء وإرشادهم من خلال زرع بذور الثقة بأنفسم و حسن اتخاذ قراراتهم وإعطاءهم الحرية المصاحبة بتحمل المسئولية التي تحول بينهم وبين أصدقاء السوء والانصياع لهم في تعاطي المخدرات وكلما كان تأثير الأسرة قويا على الفرد قل تأثير أصدقاء السوء علية ، وطالب أيضاً بضرورة تكثيف الندوات والدورات عن مخاطر تعاطي المخدرات ، والإرشاد إلى طرق الوقاية منها، وإقامة معارض طبية متنقلة في أماكن تجمعات الشباب - ومنها المدارس والجامعات - توضح خطورتها بالحقائق والصور، وغيرها من وسائل الإيضاح المختلفة، والعوامل الناشئة عن تعاطي المسكرات والمخدرات والدخان .