رأت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية السبت 9 مارس، أنه وعلى الرغم من الأصوات الكثيرة التي كانت تنادي من قبل بانتهاء فترة حكم العسكر، إلا أن الأحداث الحالية جعلت الناس تعيد التفكير في ذلك. وأوردت أنه بعد اندلاع أحداث الشغب بعدد من محافظات مصر بعد النطق بالحكم في قضية مذبحة بورسعيد، مما نتج عنه حرائق تم السيطرة عليها بعدة مبان حكومية ومحاولة لتعطيل مجرى قناة السويس الملاحي، تساءل الناس حول إذا ما كانت سيطرة المؤسسة العسكرية على الوضع ستتمكن من إصلاحه. واستشهدت الصحيفة بعدة آراء من الناس الذين قالوا ،" أين هي الحكومة، وأين وزير الداخلية، يجب على الجيش أن يتولى المسئولية حتى تتمكن الداخلية من السيطرة على الوضع مرة أخرى، فعلى الرغم من أن حكمهم كان سيئا لكنه بالتأكيد سيكون أفضل حالا من الوضع الذي نعيشه." وأضافت الصحيفة، أنه على الرغم من صعوبة المناداة بمثل هذا الطلب، إلا أن ذلك قد يكون الحل الوحيد أمام انهيار الدولة أمنيا واقتصاديا، خاصة في ظل هيمنة الإسلاميين على كل شيء في الوقت الحالي، مما يعوق العملية الانتقالية للديمقراطية التي كانت تسعى لها مصر، وبالتحديد في محافظة بور سعيد التي -على حد تعبير الصحيفة – فقدت فيها قوات الأمن السيطرة على الوضع منذ شهر تقريبا، وتولى الجيش مهمتها بالفعل. ونوهت الصحيفة عن أن أحداث العنف والشغب التي تم إثارتها منذ العام الماضي في محافظة بور سعيد جعلت عدد من أقسام الشرطة تعلق عملها بالفعل، ثم تجدد ذلك مرة أخرى منذ أحداث المحاكمة والتي تم الحكم فيها بالإعدام على 21 متهم بالقضية واستمر حتى الآن، كما أوضحت الصحيفة أن الجموع الغاضبة ببورسعيد والتي أقسمت على الانتقام لم تكن تعلم أين تفرغ شحنة غضبها بطريقة صحيحة، لكن المحافظة كلها أصبحت في غضون ساعات تصرخ بالشارع، وأضافت "لقد كانوا يريدون الانتقام سواء بقتل هؤلاء الضباط أو أي شيء أخر، ولكنهم تساءلوا، "ماذا نفعل"؟!". وذكرت الصحيفة أنه من الواضح أن هناك نوع من اختلاف واختلاط الآراء حول عودة الحكم العسكري مرة أخرى، فعدد منهم يشعر بالسعادة والامتنان لانتهاء هذه الفترة والبعض الآخر يرى أن عودتهم هي الحل الأمثل للوضع الحالي، وإنهاء الاشتباكات الدامية التي لا تتوقف. وأكدت الصحيفة على ذلك بالهتافات التي إستقبل بها أبناء محافظة بورسعيد اللواء أحمد وصفي قائد الجيش الثاني بقولهم "لقد كنا ننتظرك" ، ورده عليهم بأن الجيش جاء لإعادة الأمن والأمان للمحافظة لا للسيطرة عليها." وركزت النيويورك تايمز في ختام تقريرها، على أن قوات الشرطة منتظرة داخل الأقسام أو بتعبير الصحيفة "مختبئة" ومعلقة عملها بينما تاركة إياه بشكل مؤقت لقوات الجيش، فقد أصابتهم حالة من الإرهاق إثر مواجهة الناس بشكل دائم.