اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أنه في ضوء النظر إلى الأحداث الأخيرة التي يشهدها العراق، يبدو أن هذا البلد ذا الطوائف العرقية المتعددة يتأرجح على شفا تمرد آخر وربما حرب أهلية. واستنكرت الصحيفة الأمريكية، في مقال تحليلي أوردته على موقعها الإلكتروني السبت 9 فبراير، فكرة أن الإدارة الأمريكية لم تعر اهتماما للاحتجاجات التي شهدها العراق مؤخرا، برغم مما تشكله هذه الأزمة من أهمية حيوية لواشنطن. ورأت الصحيفة أن حركة الاحتجاجات الأخيرة تؤكد انهيار النظام السياسي الشامل الذي تم التوصل إليه خلال عام 2007، والذي تم التأكيد عليه من جديد من قبل تشكيل ائتلاف حكومي بين السنة والشيعة والأكراد بعد الانتخابات البرلمانية في عام 2010. ورصدت الصحيفة أسباب الانهيار المتمثلة في إعلان رئيس الوزراء العراقي الشيعي نوري المالكي عزمه خلال شهر نوفمبر عام 2012 تشكيل "حكومة أغلبية" من شأنها أن تستبعد أهم ممثلي السنة، وفي منتصف ديسمبر الماضي شارك في تشكيل تحالف شيعي يكون بمثابة نقطة انطلاق لتلك الحكومة. وتابعت "واشنطن بوست" أن هذا الإعلان أدى إلى إعلان الزعماء السنة المشاركين في العملية السياسية، بمن فيهم وزير المالية رافع العيساوي، ورئيس مجلس النواب أسامة النجيفي، وزعيم الصحوة العراقية أحمد أبو ريشة، عزمهم تشكيل ائتلاف سني بدون وجود شيعي؛ الأمر الذي يؤكد أن السياسة العراقية باتت تشهد تفككا على أسس طائفية وعرقية حتى قبل بدء الاحتجاجات الأخيرة.