سلطت صحيفة "لوس انجلوس تايمز" الأمريكية الضوء على إعلان حزب "النهضة" الحاكم في تونس عن رفضه مقترح رئيس الوزراء حمادي الجبالي - غداة اغتيال المعارض البارز "شكري بلعيد" بتشكيل حكومة تكنوقراط تضم كفاءات، دون اعتبار انتماءاتها السياسية. ورأت الصحيفة - في تعليق أوردته في موقعها الإلكتروني، الجمعة 8 فبراير، أن هذا الإعلان الرافض كشف عن الخلافات في صفوف الإسلاميين، كما أماط اللثام عن ضبابية الرؤية السياسية حول كيفية الحيلولة دون تأثير اغتيال بلعيد على استقرار البلاد التي تعاني واقعا اقتصاديا هشه. وأشارت إلى أنه بات من الواضح عشية دعوة اتحاد عمال تونس إلى إضراب عام، والتي زادت الضغوط على كاهل القادة السياسيين، خلو جعاب هؤلاء القادة من حل سريع وناجع لهذه الأزمة الأسوأ منذ اندلاع الثورة قبل عامين. وقالت الصحيفة إن اغتيال بلعيد سلط الضوء على عجز الحزب الحاكم عن إنهاء التناحر القائم بين الأحزاب السياسية حول الإصلاحات الحكومية وصياغة الدستور الذي يتخوف العلمانيون من أن يختزل الحريات المدنية. ورأت "لوس أنجلوس تايمز" أن إعلان المشتغلين بالسياسة والصحفيين عن تخوفهم من احتمال استهداف وجوها أخرى بالمعارضة واغتيالها قد زاد من احتقان المشهد، مشيرة إلى أنه على الرغم من عدم إعلان أية جهة مسئوليتها عن اغتيال بلعيد، إلا أن الرجل طالما اتهم الإسلاميين من معتدلي حزب النهضة ومتشددي السلفيين بالسعي لتحويل تونس -الدولة الأكثر علمانية في العالم العربي- إلى دولة إسلامية. ونوهت الصحيفة في ختام تعليقها، عن أن هذه المخاوف لم تنحسر أمواجها في تونس، وإنما امتدت في المنطقة، مشيرة إلى تكثيف التواجد الأمني مؤخرا حول مساكن قيادات المعارضة في مصر بعد إفتاء أحد رجال الدين بجواز قتل الخصوم السياسيين للرئيس المصري محمد مرسي، ومن بين هؤلاء محمد البرادعي، الحائز على جائزة نوبل الذي يقود في الوقت الراهن جبهة الإنقاذ التي تضم تحالفات المعارضة المصرية.