غادر "المسحول" حمادة صابر، مستشفى المطرية وعاد إلى منزله، عقب انتهاء الإسعافات التي قدمت له وتحسن حالته. وافق على خروجه رئيس نيابة مصر الجديدة والمشرف على التحقيقات الخاصة بالأحداث التي وقعت مساء الجمعة الأول من فبراير أمام قصر الاتحادية المستشار إبراهيم صالح، وذلك عقب تنفيذ قرار النيابة بمغادرته مستشفى الشرطة بمدينة نصر -حيث كان يعالج- واستكماله بمستشفى حكومي اختاره قريبا من منزله. وفوجئ الجميع بالمسحول يتراجع عن أقواله التي أدلى بها في تحقيقات الشرطة والنيابة، وحول أسباب عدوله عن أقواله والاعتراف بالحقيقة التي شاهدها الملايين عبر شاشات محطات الفضائيات والمحلية. أكد رئيس النيابة المستشار إبراهيم صالح، أنه وجميع أعضاء فريق النيابة شاهدوا مثل غيرهم المشاهد التي تم عرضها تليفزيونياً، لذا كانت أقوال المجني عليه محل شك كبير من الجميع، خاصة أنه كان مضطرباً ويستجمع شتات أفكاره ويحاول أن يضفي على حكايته بعض الصدق والمعقولية، لكن جميع أفراد الشعب فوجئوا به يبرأ الشرطة ويعترف أن المتظاهرين هم الذين قاموا بإطلاق الخرطوش عليه، وقاموا بتجريده من ملابسه. وأجاب عن سبب ذلك أنهم شكوا في أنه من بين رجال الشرطة المدسوسين عليهم لاقتراب ملابسه من ملابس رجال الأمن وذلك بالمخالفة تماماً للحقيقة. يؤكد رئيس النيابة انه لم يكن يملك إلا إعلان أقوال المجني عليه والتي تضمنها تحقيق رسمي محفوظ في سراي النيابة، مضيفاً أن اجتماع رجال النيابة بمصر الجديدة عقب الاستماع إلى أقواله، أكد أن هناك شيء غير طبيعي وأنه يخفي أمراً ما، لذا قررنا استدعاء زوجته وابنتيه وشقيقه ونجله للاستماع إلى أقوالهم، خاصة أنهم خرجوا على الفضائيات بأقوال تختلف تماما عما قالوه حمادة، كما قررنا إحالته إلى الطب الشرعي لبيان الإصابات التي لحقت به والخرطوش الموجود في قدمه والمسافة التي أطلق منها عليه وتصور كامل لحقيقة الواقعة. وأوضح:" لكن الأمر الذي فكرنا فيه مراراً، هو تساؤل عن علمه بأن الملايين شاهدوه على شاشات التليفزيون وهو يعاني من تعامله مع رجال الشرطة أثناء القبض عليه، لذلك قررنا عرض " سى دى" عليه بالواقعة كاملة، وقام فريق من النيابة بالانتقال إلى مستشفى الشرطة بمدينة نصر، حيث كان يعالج وقمنا بعرض الشريط عليه مع إحاطته علما برؤية الجميع له، فوجئنا به ينهار ويبكي، وأقر بأنه فعل ذلك لحماية مصر وعدم حدوث مشاكل لأي إنسان بسببه. واعترف بالتفصيل أن رجال الشرطة هم الذين قاموا بإطلاق الرصاص عليه وأصابوه في قدمه فوقع على الأرض ولم يستطع الهرب، لذا قاموا بالقبض عليه واقتياده إلى سيارة الشرطة فقاوموهم لينهالوا عليه بالضرب ويسحلوه على الأرض ويقومون بتجريده من ملابسه أثناء ذلك، مؤكداً في أقواله أن أحداً لم يجبره على أقواله الأولى. وتابع: "لذا قررت النيابة نقله إلى مستشفى حكومي لاستكمال علاجه وبالفعل نقل إلى مستشفى المطرية التعليمي بناء على طلبه، وقد تقرر خرجه بعد استقرار حالته وإمكانية استكمال علاجه بالمنزل".