نظم المنتدى الاسلامي في الساعة العاشرة من صباح الأربعاء 30 يناير، ندوة بعنوان "مفهوم المواطنة" بمقره في منطقة سنمان. أدار الندوة أمين عام المنتدى الإسلامي بالشارقة ماجد بوشلبي بدأ بكلمة ترحيبية رحب خلالها بالحضور، وشكر فيها المحاضرون على ما أبدو من استجابة فاعلة تجاه تنظيم المنتدى لهذا النشاط. كما تحدث حول السعي الحيث لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة لتوفيره مناخات الابداع الوطني والرقي الفكري للشاب المواطن بداية من مؤسسات المجلس الأعلى لشؤن الاسرة ومراكز الاطفال والفتيات ،مراكز الناشئة ، نادي سيدات الشارقة وأندية ثقافية رياضية ومكتبات عامة متوزعة الأفرع في كافة الإمارة وليس نهاية بمداخلات هاتفية مباشرة وتوجيهات أبوية في تفاعل واستجابة صادقة لأحتياجات الفرد المواطن. بعدها تحدث رئيس مجلس الشارقة للتعليم د.عبدالله السويجي ضمن ورقة عمله حول دور المؤسسات وأصحاب القرار في إبرازهوية المواطن الاماراتي وتعزيزها، وقال السويجي "يختلف التربويون وواضعو المناهج الدراسية والمثقفون على مفاهيم المواطنة والفرق بينها وبين الوطنية، إلا أن جميع المفاهيم تصب في رسم علاقة صحية بين المواطن والوطن، مبنية على ممارسة الحقوق والواجبات في إطار من الوعي والإدراك والالتزام، ويؤكدون على أهمية دور المدرسة وعناصر العملية التعليمية (المنهاج الدراسي، المعلّم، الطالب) في تعزيز المواطنة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية. وقدم مدير إدارة التراث والشؤون الثقافية بدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة عبدالعزيز عبدالرحمن مسلم ورقة بحثية حول الهوية الوطنية و التراث، تطرق فيها إلى أن التراث الثقافي المحلي هو المحور الأقوى في الحراك الحضاري في الإمارات، كونه يعبر عن الروح الجماعية والضمير الجمعي، وكما أنه تتفاوت درجات الاهتمام بالتراث والتعاطي معه، باختلاف المستويات الثقافية لفئات المجتمع، لكنه يبقى القاسم المشترك بين الجميع، وهو يراوح بين القبول المطلق، والحذر المتعاطف، بينما يندر الرفض المطلق له، لأنه يُخرج من دائرة الجماعة، وطرح تساؤلاً جدلياً حول لماذا التراث؟هل للتراث علاقة بالهوية الوطنية، أم أننا نحن فقط متعلقين وجدانيا بالتراث، أم للأدب والثقافة البحتة، أم هذه الأشياء كلها مجتمعة، فكلما ألح خاطر التراث تداعت كل القوى بين مؤيد ومعارض، نقول نعم فالتعلق بالتراث هو الرابط الأهم في مجمل ما سبق، فهو ارتباط بالهوية الوطنية وبالثقافة المحلية وبالتعلق وجداني البحت. وأضاف المسلم لكن التعامل مع التراث يأتي ضمن مفهوم السهل الممتنع، وهو المجال الذي يستسهله غالبية الإماراتيين، كما يتجرأ عليه غير الإماراتيين من العاملين في عدد من التخصصات والمجالات المختلفة، لسبب رئيسي ألا وهو غياب المرجعية الرسمية في هذا المجال، فالتراث قد يدخل ضمن كثير من مناحي الحياة. أما حديثنا عن التراث على هذا النحو العاطفي فهو لا يعني أننا ندعو إلى الرجوع إلى الماضي بدل الدعوة إلى التقدم والتطور، رغم أن هناك من يتمسك اليوم بعادات سيئة وتقاليد بالية وسلوكيات مرفوضة، ويتناسى كل العادات والتقاليد الجيدة والمشرفة، وهذه هي الدعوة المرفوضة. لكن هناك أيضا من يغفل عن كثير من التقاليد النبيلة و المعارف الشعبية التي نحن بحاجة إليها في الوقت الحاضر، لأنها علم محلي خاص، فحسابات النجوم والتقويم العربي وأنظمة الري والزراعة والملاحة البحرية ومعرفة قيعان البحار وأنظمة الحفظ والتخزين ولغة الغطو "اللغة السرية"، كل هذه المعارف ليست بالشيء الهين. واختتم الندوة مدير برنامج وطني ضرار بالهول الفلاسي بورقة عمل وعرض تقديمي حول المواطنة الصالحة – إعداد د.أمل بالهول وسفراء وطني 2013- فلماً قصيراً يعرض عدد من لقاءات مع أفراد وأشخاص من العموم، والذي يتضح فيه اللبس والأدراك الغير سليم لمفهوم المواطنة لدى هؤلاء، وتطرق بالهول إلى عدة نقاط في أبرزها ماهو الوطن ومن هو المواطن؟، ماهي المواطنة الصالحة؟، وماهي الصفات الأساسية للمواطن؟، الاستعداد البنائي لدى المواطن، تمكين المواطن سياسياً ودور المواطن في تنمية المجتمع. كما شدَ الفلاسي على أن المواطن الحق يتسم بتسع صفات أساسية هي السلوكيات الحميدة والفاضلة، التقيد بالأنظمة والتشريعات، مسؤولية الأمانة والشرف، المسؤولية الوطنية واليقظة والتأهب والألتزام، الصبر عند الشدائد، التعاون مع الآخرين والثقة بهم، الرقابة الذاتية وحفظ الحقوق وأداء الواجبات بايجابية، الولاء لولي الأمر والانتماء للوطن. بعدها تم فتح باب الناقش والحوار مع الحضور الذي تعاطى مع الموضوع بطرح جملة أسئلة وعدد من الاقترحات سواء على مجلس الشارقة للتعليم أو عن الجمعيات المعنية بالمحافظة على التراث وأخرى مستفسرة عن برنامج وطني. يذكر أنه تم توزيع مغلف معد من قبل برنامج وطني يحوي ثلاث كتيبات الأول "بناة الاتحاد" يرز الشخصيات من الرعيل الاول المؤسس للدولة وما بذلوه من جهد وطموحاتهم فيها، الثاني " دستور دولة الإمارات العربية المتحدة". وفسر الفلاسي أنه من الضروري على كل فرد أدراك حقوقه وواجباته التي كفلها له الدستور والتي جعلت من الدولة في مصاف بلدان العالم رفاهية وأعتناء بالفرد المواطن، أما الثالث " الوثيقة الوطنية للدولة 2021 والصادرة عن المجلس الوطني" والتي تمثل طموحات وتطلعات كبيرة نحو تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة التي تصب في مصلحة إنسان الإمارات. يذكر أن حضور الندوة زاد عن المائة والعشرين بين طالاب مدراس ومعاهد تطبيقية وبين ممثلين لدائر رسمية في الإمارة.