أحد أبناء مدينة بورسعيد الحرة، الذين شاركوا في طرد الاحتلال، تفوق في المسرح، وقدم أعمالاً أضافت لتراثنا السينمائي الكثير.. هو النجم القدير محمود ياسين. ياسين حرص خلال حضوره لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، أن يكون ضيفاً ب"مخيم الفنون"، من خلال ندوة أدارها محيى عبدالحي، المشرف العام على النشاط الفني بالمعرض. وفي بداية حديثه أكد ياسين أن وطننا الغالي يملك تاريخ عريق في قيم الإبداع والأخلاق والعلم، ونتفاخر به أمام كل العالم وعبر عن اعتزازه بالجلوس أمام جمهور واعي وتمنى للمعرض استمرار رسالته التي تعلي اسم مصر. وقال ياسين، أنا من أبناء مدينة بورسعيد الباسلة القطعة الغالية من أرض مصر وثقافتها العربية والإسلامية وحرض الحضور على معرفة تاريخ المدينة. وذكر أن مصر تتفاخر ببورسعيد أمام العالم بما قدمتة من قيم غاية في النبل عبر تاريخها الممتد بداية من تعرضها للعدوان الثلاثى الغادر من إنجلترا وفرنسا والكيان الصهيونى وقال أعظم دولتان فى العالم وقتها أرسلتا أساطيل مسلحة بأسلحة مخيفة، استخدمتهما بوحشية غير مسبوقة ليس لها تسمية أخرى غير أنها إجرام قذر وكان يشاركهم الفعل كيان صهيوني يوظف عصاباته لتدمير الإنسانية ورفض ياسين إطلاق اسم الدولة على ما يسمى بإسرائيل. وأوضح أن العدوان القبيح استهدف مدينة لا يزيد عددها السكانى عن نصف مليون نسمة وكان الهدف الحقيقى إحتلال الممر المائى العظيم العالمى لقناة السويس الذى حفربدماء المصرين من أبناء بورسعيد. وكان الواجب يحتم على الإنسان المصرى أن يحمى ميناء بورسعيد العظيم المملوك للشعب وسخر مما فعلته إنجلترا وفرنسا والكيان الصهيونى لكونهم ظنوا أنهم يمكنهم الحصول على إمتيازات في قناة السويس. وبرومانسية يتحدث محمود ياسين عن بورسعيد فينعتها بالمدينة الهادئة الجميلة التي لا يوجد لها مثيل فى العالم والتي صنعت طموحها وتفوقها وأوجدت بداخلة الرغبة فى دخول حلبة النجاح. وأكد على أن المصرين أصروا على مواجهة العدو الذى يريد إهدار دماء ابنائهم الطاهرة ونجحوا فى تطهير بلادهم من العدو الغاشم. وافتخر الفنان الكبير بأنه يشرف بالانتماء إلى مدينة قدمت للوطن حزمة من المبدعين والمثقفين على مدار تاريخها. وكشف ياسين أنه بعد مشاركته في طرد العدو كان علية استئناف رحلة عمله وتحقيق حلمة الذى طالما راودة وهو التمثيل. ولفت إلى أن بورسعيد هى البلد الوحيدة على مستوى العالم التى لديها ميل فطري للأداب والفنون والقيم المعرفية وفيها "نادى المسرح" الموجود بأرقى مناطق بورسعيد؛ هذا النادى الذى لا يوجد مثيلة حتى فى الدول المتقدمة فى المسرح كانجلترا وينتظم فى عضويتة أبناء المدينة الباسلة . وهو ما يضيف للمسرح المصري العبقري في صناعة، تجاوزت المائة وثلاثين عاما، فلا توجد بلد فى العالم تمتلك تلك الإمكانيات البشرية من مبدعين فى الكتابة المسرحية أمثال يوسف إدريس, وإحسان عبد القدوس, ويوسف السباعى, وسعد الدين وهبه, وعبد الرحمن الشرقاوى, ونعمان عاشور وأيضا ممثلين عباقرة مثل نجيب الريحانى الذى ليس لة نظير فى الدنيا ويوسف وهبى العظيم الذى كتب وأخرج ومثل للسينما والمسرح وقدم أعمالا جبارة صنعت تاريخا وهى تاريخ المسرح العربى. وحث ياسين أن الأطفال فى فترة العطلة على أن يتعرفوا على هذة الرموز العملاقة وأن يستفيدوا من تاريخنا العظيم الشديد الثراء الغير مسبوق في العالمين: العربى والإسلامى. وعن جمعية فنانى وكتابى وإعلامى الجيزة قال محمود أن الجمعية تخضع لوزارة الشئون الإجتماعية فى المحافظة.. وقد شرف برئاسة مجلس إدارتها سبعة وعشرون عاما، ونشاطها غير محدود ولا يقتصر على الجيزة فقط ومهتمة بالأنشطة الإنسانية والإبداعية وكانت تغطى بعض نشاطات النقابات فى حدود إمكانياتها ويقدم الفنانون من خلالها خدمات للمجتمع لا نظير لها فى دول العالم أجمع وتقبل الجمعية عضوية كل الفانين والفنانات المصرين وتقبل العضوية الشرفية للفنانون العرب فضلا عن أن وجود الجمعية أهم دليل على دور الفنان المصرى فى خدمة مجتمعة . وتحدث ياسين عن طموحة فى الوقوف على خشبة المسرح وخاصة القومى الذى كان واحدا من أهم أحلامه ويعتبر من أفضل مسارح العالم وينافس المسرح الإنجليزى بكل إمكانياتة وكان المسرح القومى من الشوامخ ولكنه الآن فى إجازة منذ أكثر من خمس سنوات. وتذكر ياسين عمله بالمسرح القومى والاختبارات التى مر بها وقال: بدأت بالتمثيل باللغة العربية الفصحى وبعد شهرين من التمثيل بالعامية تم امتحانى فى الأدب والثقافة عن فن المسرح عبر التاريخ من الإغريق إلى وقت الأمتحان وظهرت النتيجة وحققت المركز الأول وساعدني فى ذلك حب للقراءة والولع بالأدب العالمى مثل تشيكوف الذى يعد واحد من أعظم من كتب فى الأدب وتعادل أعمال أعمال شكسبير وأيضا إبسن الذى هو من أرقى من كتبوا للمسرح وأضاف: كنت حريصا على القراءة لمبدعينا كيوسف إدريس, ولطفى الخولى, ورشاد رشدى أستاذ الأدب وإبداعات المسرح. وانحاز ياسين إلى مصر التي تمتلك صرح هام جدا وهو أكاديمية الفنون التى تعد من أعظم الأكاديميات فى الشرق الأوسط إن لم يكن فى العالم أجمع . وعن سؤال أحد الحضور حول عدم إنتاج أفلام وطنية قال: إن صناعة السينما نظام رأس مالى وهي صناعة مصابة بالشلل.. ويحتاج تنفيذ هذة الأفلام ميزانيات ضخمة في حين كان الفيلم في الماضي يتكلف نصف مليون جنية أو أقل وتذكر فيلم "نحن لا نزرع الشوك" الذى تكلف قرابة الأربعمائة ألف جنية وشاركته بطولته الرائعة شادية. وكشف ياسين عن زياراته المتكررة لسور الأزبكية أسبوعيا الموجود وقال إنه يقدر هذا المكان الملئ بالكنوز الفكرية.. وأشاد بالدور الكبير للكاتب عبد الرحيم الزرقانى فى مشوارة الفنى فهو معلمة الأول وأسند إالية أولى بطولاتة وهى مسرحية "الحلم"التى حققت نجاح كبير. واختتم ياسين قولة بأن مصر ستظل لها السيادة رغم أنف أى أحد وأنة فخور بكل أعماله السينمائية (176 فيلما) وهو أمر مسبوق فى أبناء جيلة ويتحدى أى أحد يجد فيلما واحدا دون المستوى. وعقب الندوة اختتم "مخيم الفنون" فعاليات اليوم السابع بفقرتين فنيتين الأولى للفرقة التركية للموسيقى والغناء التى قدمت كورال يونس أمرة كما قدمت مجموعة من الأغنيات التركية والعربية لتأتي بعدها فقرة غنائية للمطرب أحمد إبراهيم شدى خلالها بمجموعة من الأغنيات الوطنية والإجتماعية وشهد الحفل إقبالا جماهيرا كبيرا. وكان "مخيم الفنون"قد بدأ نشاطة بفيلم تسجيلى بعنوان "سيوة الأحلام". يذكر أن المخيم عرض فى أولى أنشطته أمس فيلم (بعد الموقعة) بطولة باسم سمرة, ومنة شلبى, وناهد السباعى, وهو تأليف عمر شامة ويسرى نصر الله وإخراج يسرى نصر الله وتدور أحداث الفيلم فى إطار إجتماعى سياسى و يستعرض أحداث ثورة الخامس والعشرين من يناير وموقعة الجمل الشهيرة، كما قدمت فرقة الأشقاء لليوم الثانى مسرحية جحا 2013 لما أحدثة من تفاعل مع الجمهور.