اعتبر د. محمد مرسي أن الناشرين هم فرسان هذا العصر وهذه المرحلة، مشيرا إلى أن الدستور الجديد وما به من نصوص تتعلق بالحريات تتطلب تشريعا يحفظ تلك الحريات. وأشار مرسي في كلمة له خلال افتتاحه معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الرابعة والأربعين ولقائه مع عدد من الناشرين والمعارضين والكتاب إلى أن مصر مازالت محكومة في مجال النشر بقانون صدر عام 1936. وشدد على ضرورة إجراء تعديلات على هذا القانون وأنه لابد من أن يكون من أولويات التشريع أمام مجلس النواب القادم سن القوانين التي تتيح حرية النشر والإبداع. وأضاف أن افتتاح المعرض هذا العام يتزامن مع مناسبتين غاليتين هما ذكرى ثورة 25 يناير التي تستحق منا نشر ثقافتها ومحتواها ومحددات حركتها منذ انطلاقها حتى الآن لنحافظ على سلميتها وأهدافها. وأوضح رئيس الجمهورية أن الثقافة والمعرفة والرأي والرأي الآخر هم الوعاء الحامل لمعاني هذه الثورة أما المناسبة الثانية فهي ذكرى المولد النبوي الشريف التي تحمل معاني كثيرة في مقدمتها بعد الاعتقاد الحوار لأن الدين في الأصل يقوم على الحوار. ووصف اختيار عنوان المعرض هذا العام "حوار لا صدام" بالجيد معتبرا أن هذا الشعار قد يوحي بوجود صدام وهذا غير صحيح لكن نحن لدينا رؤى وتصورات كثيرة للعبور من هذه المرحلة. واعتبر أن اختيار ليبيا كضيف شرف للمعرض لهذا العام له مدلول ومعنى مهم قائلا إن ثورات الربيع العربي تمثل معلما من معالم الإرادة والنهضة ورغبة الشعوب في الحرية لأن ليبيا عانت قهرا غير مسبوق من قبل وأوضح أن الثورة التكنولوجية الهائلة أحدثت قفزة في مجال النشر وأنه رغم المشاكل التي يعاني منها هذا القطاع إلا أنه قادر على التأثير وإحداث نهضة كبيرة. وأوضح الرئيس أن دور الدولة مهما تعددت وسائل العلم والمعرفة يبقى هو الراعي الأساسي لدور النشر، قائلا :" يجب أن تفهم الدولة هذا المعنى في الإشراف والاحتضان والدعم لهذه المنظومة المعرفية المتكاملة " . وقال الرئيس :" هذه المناسبة عظيمة، والمصريون منذ القدم أهل معرفة وثقافة وعلم واليوم نعود إلى عصر الإنتاج والعمل، فالذي يريد أن ينقل خبرا أو خلقا أو ثقافة أو معنى فكيف سيفعل إن لم يكن بينه وبين غيره محاور و جسور التي إن غابت ستؤثر سلبا على رسالته التي يود أن ينقلها ". وأضاف الرئيس أن من أول الآيات التي نزلت في القرآن كانت بلغة الأمر "اقرأ" ولو لم نتعلم قراءة ما كتب الفراعنة لما فهمنا ثقافتهم ولم لم يكتبو لما وصلنا تاريخهم ، مضيفا "الله تعالى تعهد بحفظ القرآن الكريم وهو دليل على أهمية حفظ المنقول من العلم".