وصف السفير المصري لدي أبوجا أشرف عبد القادر سلامة العلاقات المصرية النيجيرية بالتاريخية، وقال "إنها تعود لأكثر من 50 عاما خلت". وأشار إلى أن مصر ونيجيريا يجمعهما الكثير من المسائل المشتركة وهما أكبر بلدين في القارة الأفريقية من حيث عدد السكان ، وأن نيجيريا قادرة مواجهة التحديات الأمنية. وأضاف سلامة، في تصريحات لصحيفة "ليدرشب" النيجيرية الثلاثاء 22 يناير، "إن العديد من العلماء النيجيريين درسوا في المدارس والجامعات المصرية وأن العديد منهم مازالوا يعملون في المستشفيات والمؤسسات النيجيرية المختلفة". واستطرد قائلا "إن العديد من الصحفيين والإعلاميين النيجيريين يذهبون إلي مصر لتلقي دورات تدريبية في تخصصاتهم، وأن الأزهر، الذي يعتبر أهم مؤسسة دينية معتدلة في العالم، يقوم بإرسال العديد من المدرسين المصريين لنيجيريا للتدريس في المعاهد الأزهرية الموجودة فيها". وأضاف السفير أشرف سلامة " إن تنظيم 17 رحلة طيران أسبوعية لشركة مصر للطيران من القاهرة إلى أبوجا ولاجوس وكانو، يؤكد متانة العلاقات بين البلدين ويسهل حركة نقل الركاب والبضائع بينهما". وقال " إن ازدحام السفارة المصرية في أبوجا بالنيجيريين الذين يرغبون في السفر إلى مصر من أجل التعليم والعلاج والأغراض الأخرى يؤكد أيضا تنامي العلاقات بين الشعبين"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أهمية عمل العديد من الشركات المصرية المرموقة مثل شركة المقاولون العرب وشركة السويدي للكوابل الكهربائية ومجموعة مانتراك وغيرها من الشركات التي تستثمر في نيجيريا. وقال السفير المصري لدي نيجيريا أشرف عبد القادر سلامة "إن الجانب المصري يسعى إلى إحياء أنشطة اللجنة الثنائية المشتركة بين البلدين لتعزيز التعاون بينهما في المجالات المختلفة واستكشاف المزيد من التعاون والاستثمار في مجالات الرعاية الصحية وصناعة الأدوية وخاصة في ظل السمعة الطيبة للأدوية المصرية والأطباء المصريين لدي النيجيريين. وحول التبادل التجاري، قال "إن مستواه لا يتماشى مع رغبة الشعبين الكبيرين"، مشيرا إلي أن نيجيريا صدرت إلي مصر عام 2011 بضائع ب 2 مليون دولار فقط بينما صدرت مصر إلي نيجيريا في نفس العام بضائع قيمتها 92 مليون وهذا يؤكد أهمية العمل من أجل زيادة حجم التبادل التجاري. وحول الأوضاع الأمنية في نيجيريا ، قال سلامة "إن مصر و نيجيريا بهما مسلمين ومسيحيين وأن الحوار هو أفضل الوسائل للتوصل إلي حل الخلافات وأنه علي رجال الدين القيام بهذه المهمة" ، مؤكدا في الوقت نفسه أن التحديات الأمنية التي يواجهها البلدان ستجعلهما أكثر قربا من ذي قبل. وتناول السفير عملية التحول الديمقراطي الذي تشهده مصر في الوقت الحالي وقال "إن ارتفاع صوت المعارضة دليل على وجود الديمقراطية ونموها وأن تفاعل السلطة والمعارضة من شأنه أن يؤدى إلى الصالح العام"، مؤكدا أن حق المصريين في التعبير أصبح مكفولا في ظل الرؤية التي تبديها حكومة الرئيس د.محمد مرسي. وردا على سؤال حول معارضة البعض للدستور الجديد، أشار السفير إلى أنه من الطبيعي ألا يرضى نص الدستور كافة المواطنين ولكنه حاز الأغلبية وهناك آلية واضحة لتغيير أو تعديل ما لا يرضى عنه المجتمع وأن الانتخابات البرلمانية المقبلة تمثل فرصة للجميع للعودة إلى الشعب وطلب رأيه وتفويضه ، وأشار إلى أن الحوار الوطني بين كافة القوى السياسية في مصر يمثل الحل الأمثل للتغلب على المشاكل في هذا الإطار.