جلس الذئب البشري داخل إحدى الأراضي الزراعية بالوراق، حيث الهدوء والظلمة التي خيمت على المكان، ورغم انطلاق صوت المؤذن الذي تبعثه ميكرفونات المساجد، لأداء صلاة العشاء، إلا أنه ذهب عقله وتحجر قلبه وغلبت عليه شهوته الحيوانية. نظر أمامه فرأى إحدى السيدات التي تصادف مرورها محتضنة طفلتها الرضيعة، متوجهة بها إلى أقرب مستشفى أو طبيب للاطمئنان عليها بعد أن أصابتها حالة من الوهن والإعياء الشديد وارتفاع ملحوظ في درجة حرارتها. وما إن شاهدها الذئب، انفض عليها وكتم أنفاسها وجردها من ملابسها ولم يرحم توسلاتها وصم أذنيه عن الأنين والبكاء والصراخ المكتوم للطفلة الرضيعة التي أوشكت على الموت، وما كان للأم إلا أن تطلق صرخات مدوية وهى محتضنة طفلتها بأحد ذراعيها بينما الذراع الأخر تحاول به ستر نفسها. هرول الأهالي ناحية مصدر الصراخ، بينما فر الذئب داخل الزراعات وتمكن الأهالي من الإمساك به بعد أن قاموا بتسليط الأضواء من خلال البطاريات التي كانت بحوزتهم، وتحفظوا على المتهم، وتوجه البعض الأخر مع الأم وطفلتها إلى أقرب طبيب، حيث أصرت على عدم تحرير محضر إلا بعد الاطمئنان على فلذة كبدها. وأمام وكيل أول نيابة الوراق أحمد سلمان -الذي باشر التحقيقات بإشراف ياسر عبد اللطيف رئيس النيابة- اعترف المتهم بصحة الواقعة، وتقرر حبسه أربعة أيام على ذمة التحقيقات وجددها قاضى المعارضات 15 يوماً.