رأت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن الهجوم الذي شهدته الجزائر، يعزز المخاوف من ظهور جيل ثالث من الجماعات الجهادية المنبثقة عن تنظيم القاعدة. وأضافت أنه يشكل بذلك جبهة جديدة في الحرب على مصالح الولاياتالمتحدة والغرب بمنطقة الساحل والصحراء شمال وغرب أفريقيا. واعتبرت الصحيفة في تعليق على موقعها الإلكتروني أن الهجوم كشف في الوقت ذاته عن الفشل الذريع للجهود الأمريكية في مكافحة الجماعات الإسلامية المتنامية بتلك المناطق، كما كشف عن أن التدخل العسكري لن يحل الأزمة وإنما سيزيد الأمور تعقيدا. وأشارت إلى ما أثاره أسلوب هذا الهجوم من تخوف لدى الولاياتالمتحدة وأوروبا من تكرار هذا النمط، ومحاولة البحث عن حلول للتصدي لمثله حال وقوعه تتراوح بين التدخل العسكري المباشر وشن غارات جوية بواسطة طائرات بدون طيار أو اللجوء إلى الدبلوماسية المكثفة وبناء التحالفات. ونبهت الصحيفة إلى التجربة المؤلمة التي خبرتها الولاياتالمتحدة عندما أقدمت على بناء تحالف مع الجيش المالي كحصن لمقاومة المتطرفين، وذلك عبر تدريب ضباط الجيش وتزويده بالعتاد، وغيرها من المساعدات التي أثمرت عن نتائج عكسية غداة الانقلاب العسكري الذي أعقب تمردا شهده الشمال العام الماضي وأطاح بالحكومة المنتخبة في العاصمة باماكو، لتتحول المساعدات الأمريكية إلى أدوات في أيدي المتمردين ضد الأنظمة المنتخبة. وأعادت الصحيفة إلى الأذهان تجربة البنتاجون بالتعاون مع عدد من الهيئات الأمريكية الأخرى بإجراء مناورات عسكرية مشتركة سنويا أطلقت عليها اسم "عملية فلينتلوك" مع كل من مالي والجزائر وتشاد وموريتانيا والنيجر والسنغال وتونس وبوركينا فاسو والمغرب ونيجيريا، على أن يتضمن سيناريو تلك المناورات عملية مطاردة جماعة إرهابية عبر الحدود الشرقية من موريتانيا وحتى التشاد، مشيرة إلى أن الهجوم الأخير إنما أثبت أن الجماعات الإرهابية هي التي تطارد تلك القوات وليس العكس. ورجحت الصحيفة في ختام تعليقها أنه في حالة التثبت من سقوط أمريكيين بين ضحايا هجوم الجزائر، فإن الضغوط ستزيد على الإدارة الأمريكية لاتخاذ إجراء أكثر مباشرة، لا سيما وأن قيادة العمليات الخاصة المشتركة تنفذ في الوقت الراهن عملية مراقبة سرية ضمن برنامج أمريكي سري يحمل رمز "كريك ساند" غرب أفريقيا.